أخبار محلية

الاعلامية عبير بركات: احلامي كبيرة.. وساحققها!

مقابلة للاعلامية عبير بركات في مجلة الافكار حاورتها الاعلامية وردية بطرس

في ظل الفقر والجوع اللذين يطالان فئات واسعة من اللبنانيين بمعدلات تتزايد بشكل مخيف، تضافرت الجهود دعماً لكل محتاج بعيداً عن اي مصالح أو أهداف او حسابات، اذ لطالما عُرف اللبنانيون بالتعاطف في ما بينهم، لكن اليوم أكثر من اي وقت مضى، وتحت وطأة المعاناة التي يعيشها الشعب، تزايد الحس الانساني وتحركت المشاعر أمام معدلات مخيفة من الفقر، خصوصاً في ظل ما يشهده لبنان من كوارث وحوادث انتحار او محاولات انتحار نتيجة الضغوط الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة.

ولكن بالرغم من معاناة اللبنانيين بسبب الوضع المعيشي والاقتصادي نجد ان المبادرات الفردية تسعى جاهدة لتخفيف العناء قدر الامكان خصوصاً على العائلات المحتاجة والتي لا يتوافر لها حتى الطعام. واليوم هناك جمعيات تمد يد العون والمساعدة للمحتاجين، صحيح ان تأمين الطعام امر أساسي ولكن أيضاً هناك عائلات لا تملك حتى الثياب خصوصاً الدافئة لاسيما مع اشتداد البرد ناهيك عن التدفئة وما شابه. ولهذا تسعى حملة <كمشة دفى> لتأمين الملبس والتدفئة للعائلات الفقيرة المنتشرة في مختلف المناطق اللبنانية، وبالرغم من ان الحملة انطلقت منذ سنة وبضعة أشهر الا انها استطاعت ان تقدم المساعدة لأكبر عدد من الناس، وجمعية <كمشة دفى> التي ابصرت النور منذ فترة قصيرة هو حلم راود الاعلامية عبير عبيد بركات التي دفعها حبها لمساعدة الناس إلى دخول معترك العمل الاجتماعي لتخفيف العبء قدر الامكان على العائلات المحتاجة خصوصاً في ظل الوضع الراهن في لبنان حيث نسبة الفقر والبطالة في تزايد مخيف.

بالنسبة لعبير فلقد تربت في عائلتها على فكرة مساعدة الآخر والضعيف، ومن منطلق ايمانها بأن الله اكرم عليها بنعم كثيرة رأت انه من واجبها ان تحدث ولو فرقاً صغيراً في المجتمع اللبناني، وكونها اعلامية فقد استطاعت ان تدخل الى العمل الاجتماعي بسهولة، فاكتسبـــــــــــــــت ثقة الناس بها ما يدفعها لمواصلة نشاطها لتقديم المساعدة للعائلات المحتاجة.

رئيسة جمعية <كمشة دفى> عبير بركات وفكرة الحملة!

<الأفكار> تحدثت مع رئيسة جمعية <كمشة دفى> الاعلامية عبير بركات، وهي معدة ومقدمة برنامج اجتماعي وصحي على قناة التابعة لقنوات ، ونسألها عما دفعها لاطلاق مثل هذه الحملة فتقول:

– منذ زمن طويل أردت ان اؤسس جمعية خيرية لأنني أحب مساعدة الآخرين، ولقد راودتني فكرة اطلاق حملة <كمشة دفى> السنة الماضية أواخر الصيف، اذ رحت أفكر ماذا يمكنني ان افعل لأساعد الناس ولا يأخذ الكثير من وقتي، ففكرت بأمر الا وهو: عندما ينتهي فصل الصيف ويبدأ فصل الشتاء يقوم الانسان بتوضيب الثياب في الخزانة فيجد بأنه لم يعد بحاجة لبعض الألبسة ويريد التخلص منها، فلمَ لا يقدم الثياب التي لا يريدها وهي بحال جيدة الى أناس محتاجين لا يقدرون ان يشتروا الثياب لأولادهم وما شابه؟… هكذا انطلقت الفكرة واعلمت اصدقائي عن ذلك، فأبدوا اهتمامهم وتجاوبهم مع الفكرة وراحوا يقدمون لنا الثياب لنقدمها بدورنا الى العائلات المحتاجة لتقيهم من البرد في فصل الشتاء الى ما هنالك.

وتتابع:

– عندها أطلقنا صفحة على <الفايسبوك> فتفاعل الناس معنا واعلمونا بأن لديهم أغراضاً ويودون ان يساعدوا في هذا الخصوص، وهكذا بدأنا نتواصل سوياً وكنت أجمع تلك الأغراض ومن ثم تحدثت مع بلديات عديدة لأطلعهم على فكرة تقديم الملبس والتدفئة للعائلات المحتاجة، لأنني بالنهاية احتاج الى مكان لكي اقوم بالنشاط وأضع الأغراض لكي يتم توزيعها على الناس. ولقد بدأت السنة الماضية اولاً مع بلدية عاليه حيث قدموا لنا المكان حيث وضعنا الأغراض، ودائماً رئيس البلدية يساعد من حيث تزويدنا بأسماء الجمعيات على الأرض لكي تساعدني باعطاء اسماء العائلات المحتاجة، واحياناً تساعدنا <كاريتاس> وأحياناً الصليب الأحمر وأحياناً جمعيات تعمل على الأرض. اذاً اول مرة قمنا بحملة في عاليه، ثم قمنا بذلك مع بلدية كفرنبرخ وهي منطقة في الشوف مع سيدات يعملن أيضاً في الشأن العام ويساعدن اذ قُدم هناك الكثير من الدفايات والبطانيات والثياب، ثم أيضاً في الشويفات اذ قُدم لنا الكثير من الأغراض وبدورنا قدمناها للناس هناك، ثم اقمنا حملة في بيت مري، وثاني مرة قمنا بالحملة كانت في سن الفيل، وطبعاً تُقام كل هذه الحملات برعاية رؤساء البلديات دائماً، واذا كان هناك نائب في المنطقة أيضاً لأنه من الجيد ان يشارك النائب ابن المنطقة في عمل الخير، وهذه السنة سأقوم بالحملة في بلدية سن الفيل برعاية رئيس البلدية وبالتعاون مع جمعية <كلنا لبعض> التي ترأسها الاعلامية ماغي عون والتي تُعنى بمساعدة المشردين.

ثقة الناس بالحملة!

ــ ما الذي لاحظته بين اول مرة من اقامة هذه الحملة والحملة الثانية التي قمت بها؟

– ما لاحظته ان الناس يثقون بي وبهذه الحملة، اذ أصبحوا يعلمون ان هذه الجمعية لا تقبل المال بل فقط الملبس والتدفئة، فكل شخص يتصل ويسأل ماذا يقدر ان يقدم للجمعية اعلمه بأننا نأخذ فقط الثياب والتدفئة اذ نعلمهم مثلاً اذا كانت هناك حاجة من قبل الناس لدفايات او بطانيات باننا نحتاج لكذا ولكذا، مثلاً في منطقة معينة نحتاج لدفايات ومنطقة أخرى نحتاج لثياب وما شابه، ونطلب منهم ان يأتوا بالأغراض الينا. الجمعية بدأت منذ سنة وبضعة أشهر وخلال فترة قصيرة حاولنا ان نقدم المساعدات للكثير من العائلات المحتاجة، ولأن هناك أيادي بيضاء كثيرة ويودون تقديم المساعدة قُدم لنا أيضاً حوالى 15 منحة مدرسية، وأيضاً قدمت جامعة لنا القسط الجامعي، اي اصبح الناس يعرفون عن نشاطات الحملة وما تقوم به، فاصبحت لديهم ثقة وبالتالي تكبر الجمعية أكثر يوماً بعد يوم، والآن لدينا مشروع يتعلق بتأمين المواد الغذائية لنضيفها الى اهتمامات الجمعية، اذ نتواصل مع أشخاص ليساعدونا في هذا الخصوص.

ــ وكيف يتم توزيع الأغراض؟

– عادة نوضب الأغراض ونقسمها ونخصص يوماً لاطلاق الحملة في البلدية مثلاً اذا كانت هناك عائلات محتاجة تقصد البلدية وتأخذ ما تحتاجه من ثياب ودفايات وبطانيات، واذا كنا نعرف تلك العائلات نقوم نحن بتوزيع هذه الأغراض عليها، ولكن هذه الطريقة مكلفة أيضا اذ نحتاج لباص كبير وبالنهاية نحن لسنا بفريق كبير، لذا نفضّل ان يقصد الناس البلدية لأخذ احتياجاتهم بعدما نكون قد اعلنا عن ذلك، وهكذا يأتي الناس الى البلدية ويأخذون الأغراض التي قُدمت للجمعية، وهناك ثقة بيني وبين الناس لأنهم يعرفون انني اتحدث في وسائل الاعلام عن هذه الأمور بشفافية.

الفقر في كل المناطق!

ــ من خلال جولاتكم هل ترين ان الفقر ازداد؟ وبأي مناطق موجود أكثر؟

– ان نسبة الفقر عالية اذ هناك فقر أكثر مما تتصورين، خصوصاً في مناطق في قضاء المتن لأن الناس هناك لا يتحدثون عن فقرهم ولا يفصحون بأنهم يعانون من الفقر والعوز… لقد زرنا عائلات تعيش بحالة صعبة جداً اذ لا تملك أدنى متطلبات الحياة والأسس الانسانية ولكن لا أحد يعلم بذلك، لذا نساعد قدر الامكان العائلات الفقيرة من حيث تأمين الثياب والبطانيات والتدفئة خصوصاً مع اشتداد البرد، ولكن أيضاً اطمح لأكثر بكثير خصوصاً اذا توافرت لنا المواد الغذائية على مدار السنة لكي نقوم بتوزيعها على الفقراء، اذ سيكون ذلك أمراً رائعاً ان نتمكن من تأمين الطعام ايضاً.

ــ لا شك ان هناك فقراً في مختلف المناطق اللبنانية ولكن هل لمستم ان هناك مناطق معينة تعاني من الفقر أكثر من غيرها؟

– لاحظنا من خلال جولاتنا ان الفقر في المتن أقل قليلاً من منطقة الشوف حيث وجدنا في الشوف حالات فقر أكثر، اذ هناك عائلات لا تملك البطانيات ولا الدفايات وما شابه.

ــ وكيف تعرفون بوضع العائلات المستورة؟

– كل بلدية تعلمنا وتدلنا على العائلات المستورة التي هي ضمن منطقتها وبدورنا نقدم المساعدة لها، كما اننا نسأل فرع الصليب الأحمر والجمعيات في المنطقة لتعلمنا أكثر عن وضع تلك العائلات لكي نتمكن من مساعدتها.

المبادرات الفردية!

ــ وما رأيك بالمبادرات الفردية التي تُطلق في مختلف المناطق اللبنانية؟

– للأسف بغياب الدولة لا نقدر ان نقف مكتوفي الأيدي والا نقوم بمبادرة فردية، اذ كل شخص قد أنعم الله عليه بالخير عليه ان يفكر بالانسان المحتاج والا يتوانى عن مد يد العون له، ربما بمبلغ صغير من راتبه بحيث لا يؤثر ذلك عليه، اذ ان الشخص المحتاج سيشعر بأن <الدني بألف خير> وتلك المساعدة ستخفف من معاناته.

ــ الى اي مدى كاعلامية تقدرين ان توصلي الرسالة للناس لتقديم المساعدات للعائلات الفقيرة؟

– طبعاً ساعدني الأمر كثيراً كوني اعلامية، اذ لدي علاقات في المجال الاعلامي وبالتالي اقدر ان اوصل الرسالة لأكبر عدد من الناس لكي يساعدوا الفقراء المنتشرين في مختلف المناطق اللبنانية، كما ان الناس يثقون بالأشخاص المعروفين وبالتالي يصبح الأمر أسهل، كما ان نشاطات الحملة التي نقوم بها نعلن عنها في كل وسائل الاعلام وهذا يعرّف الناس علينا اكثر وعلى طريقة عملنا.

ــ وهل استطاعت الجمعية ان تحقق أهدافها؟ وهل من هدف او فكرة جديدة تفكرين بها بما يتعلق بالعمل الخيري؟

– بالرغم من ان الجمعية نشأت منذ فترة قصيرة الا اننا تمكنا من تأمين الملبس والتدفئة لعدد كبير من المحتاجين، وهذا يشعرني بفرح كبير، اذ ان عمل الخير هو أكثر ما يشعرني بالسعادة. اما الهدف الذي اسعى الى تحقيقه فهو مساعدة أكبر عدد ممكن من الناس في السنوات المقبلة، وأيضاً حلمي انشاء مركز لاطعام المشردين وايوائهم لكي يرتاحوا من أعباء الحياة حفاظاً على كرامة المسن… آمل ان احقق هذا الحلم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى