“القومي” يعلنها خصومة مع باسيل وتياره
لم يعد خافيا حجم الهوة بين الحزب السوري القومي الاجتماعي والتيار الوطني الحر بشقه الموالي للوزير جبران باسيل، والتي يمكن القول انها بلغت نقطة اللاعودة مع اعلان قيادة القومي عدم منحها الثقة لحكومة حسان دياب، مع التشديد على ان موقف القومي ليس موجها ضد شخص دياب الذي كانت الكتلة القومية قد سمته لتشكيل الحكومة، لكن الاحجام عن المشاركة بجلسة الثقة، هي رد ورسالة من القومي على التجاوزات التي رافقت عملية تشكيل الحكومة، واقصاء النقيبة امل حداد التي طرحها الحزب كممثلة له داخل مجلس الوزراء، لكن تعنت التيار بشخص رئيسه جبران باسيل حال دون وجود حداد على طاولة الحكومة.
ما حصل مؤخرا على صعيد الحكومة اعاد مشهد الانتخابات النيابية الاخيرة، حيث تعمد التيار البرتقالي اقصاء مرشحي القومي في اكثر من دائرة لا سيما تلك التي كانت محسومة سلفا لمرشحي القومي كالمقعد الانجيلي في بيروت.
وباتت القاعدة الشعبية للحزب القومي متاكدة ان ما حصل بين قيادتها والتيار ليس وليد اليوم بل بدأ يتراكم من الانتخابات الاخيرة، وعليه لا يبدو موقف القومي بحجب الثقة عن الحكومة مستغربا، لان من يعرف النائب اسعد حردان جيداً يعرف انه رجل عسكري من الطراز الاول، وهو لا يهادن لا يساوم وعندما يقول كلمته فمن الصعب ان يعود عنها، ويبدو ان لا حرج لحردان بأن يعلن الخصومة مع جبران باسيل تحديداً لكن مع تحييد موقع رئاسة الجمهورية من هذه الخصومة.
وهناك من يسال هل سيلعب النائب الياس بو صعب دورا لإعادة المياه الى مجاريها بين حردان وباسيل، وهو المعروف بعلاقته الجيدة بقيادة القومي وتحديدا بحردان.
وهناك من يسأل ايضا عن حقيقة موقف الثنائي الشيعي وهل يريد ان يسحب البساط من تحت الوزير باسيل، وبالتالي لا يجد حرجا بموقف حلفائه لا سيما القومي في اعلان الخصومة مع التيار البرتقالي؟.
اذا باتت الامور واضحة ولا تحتاج الى تفسير بعد اعلان قيادة القومي حجب الثقة عن الحكومة، وهذا لا يعني ان الحزب سيكون معارضا لنهج الحكومة بل رافضا لاملاءات وشروط رئيس التيار الوطني الحر، الذي لا يميز بين حليف وخصم في السياسة، فباسيل اراد ان ياكل العنب الحكومي بينما الرئيس دياب يضرس الثقة.