كشف تقريرٌ أعدّه الكاتب بيير غانم، ونشر على موقعَيْ “العربية.نت” و”الحدث.نت”، أنّ النقاش في دوائر الإدارة الأميركية بشأن حكومة الرئيس حسّان دياب ستمثل أمام مجلس النوّاب اليوم لنيل الثقة، يتوزّع بين فريقَيْن أساسيَّيْن: الأول متشدّد، ويعتبر أنّ حكومة دياب تزيد من نفوذ “حزب الله” في الدولة، ويجب مواجهة حكومة “اللون الواحد” بإجراءات قانونية ومالية واضحة، ويكون لها تأثير على لبنان وعناصر السلطة فيه.
وبحسب التقرير، فإنّ أحد المقترحات التي تمّ الترويج لها “هي وضع لبنان على الدول الحاضنة للإرهاب”، وهذا له تداعيات جدّية، مثل وقف المساعدات للمؤسسات الأمنية اللبنانية. لكنّ هذا المقترح بقي محاصراً في أروقة البيت الأبيض وعلى لسان بعض الصقور من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
أمّا الفريق الثاني، بحسب التقرير، فقد تمثّل في تيار وزارة الخارجية، ويقوم على انتظار ما ستفعله حكومة دياب، ويبدو أنّ هذا التيار “المتروّي” تمكّن من وضع معادلة من لبنان وحكومة دياب، وفي هذه المعادلة الكثير من التروّي، لكنّها تخفي الكثير من التشدّد. ومع هذه المعادلة أصبحت وزارة الخارجية الأميركية والوزير مايك بومبيو في موقع القيادة و”مسؤولة عن الملف”.
الموقف الرسمي
ونقل التقرير عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله إنّ “إدارة ترامب تريد للبنان ما يريده اللبنانيون، وسنتابع المطالبة بتلبية مطالب اللبنانيين”، وحذّر من أنّ “ما نراه الآن من حكومة دياب ليس واعداً، ولا يتطابق مع المطلوب ولا مع ما يطالب به اللبنانيون”، وأشار المسؤول في الإدارة الأميركية إلى أنّ “الولايات المتحدة تراجع دائماً موقفها ومساعداتها وهي ستفعل ذلك”.
كذلك، نقلت مصادر غير رسمية لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت” تفاصيل إضافية عن موقف الإدارة الأميركية، وقالت إنّ واشنطن “تراقب التطورات وتصرفات حكومة حسّان دياب، وستتصرّف بناء على هذه التصرفات وليس بناء على هوية الوزراء وانتماءاتهم، ولا حتى مضمون البيان الوزاري”، وأكدت المصادر أنّ “إدارة ترامب قرّرت عدم التدخّل”.
ووفقاً للتقرير عينه، فإنّ الأميركيين يبرّرون عدم التدخّل الآن بأسباب سياسية، أهمّها أنّ واشنطن لا تريد أن تتحمّل مسؤولية انهيار الموقف في لبنان، ولا تريد أن توجّه إليها تهم الفشل الذي تواجهه حكومة حسّان دياب، بل قرّرت واشنطن أن تترك هذه الحكومة تعمل وستأخذ واشنطن موقفها عند ذلك.
مؤشّرات الفشل
لا يعتبر الأميركيون على الإطلاق أنّ ما وضعته حكومة حسان دياب مبشّراً بالحلول، بل على العكس، ترى أنّها ستفشل، وعليها أن تتحمّل مسؤولية الفشل تجاه اللبنانيين من دون أن تتمكّن من لوم الأطراف الخارجيين مثل واشنطن.
وكان لافتاً أنّ الإدارة الأميركية التي تتشدّد ضد “حزب الله” وحلفائه وإيران، تأخذ هذا الموقف “البارد” من وصول حكومة هذا الحلف إلى الاستئثار بالسلطة في لبنان، لكن الأميركيين واثقون من أن هذه الحكومة لن تقدّم حلولاً للبنانيين، وإنها ستواجه مأزقاً مالياً خلال أسابيع، في حين أن أي مساعدات للبنان للخروج من أزمته المالية، يتطلب إجراءات واضحة لوقف الهدر ومكافحة الفساد، وستمنع واشنطن أي مساعدات خارجية إن لم تقم الحكومة اللبنانية بإجراءات واضحة لمعالجة الهدر والفساد في السلطة.
المصدر: بيير غانم – العربية