9 آذار 2020 يقترب، ولا قرار نهائي عند الدولة… السبب سياسي اكثر مما هو اقتصادي او مالي.
فقد شرح مصدر سياسي مواكب للاتصالات الحاصلة على هذا المستوى ان كل المرجعيات والخبراء اكان من الاتحاد الاوروبي او صندوق النقد او البنك الدولي الذين تمت استشارتهم حول الموضوع نصحوا بالتغطية… كذلك في الداخل، موقف وزير المال غازي وزني معروف بأنه يؤيد تسديد المتوجبات، وكانت له كتابات وتصاريح عدة قبل ان يتم تعيينه، وهذا ايضا ما ينطبق على مصرف لبنان وجمعية المصارف.
وقال: القرار من الناحية التقنية حُسم لمصلحة التغطية والدفع، لكنه جُمّد لأسباب سياسية، اذ ان الاطراف المعنية في اتخاذ قرار التنفيذ لم تحسم خيارها بعد.
عون وبري
واشار المصدر الى ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون كما رئيس المجلس النيابي نبيه بري، كانا يميلا الى الدفع… ولكن قد حصل تبدّل في موقفهما نتيجة اشتداد الصراع بين “حزب الله” وواشنطن، حيث تجدد الحديث عن سلسلة عقوبات اميركية جديدة تطال شخصيات مسيحية من رجال اعمال وسياسيين، حيث استطرد المصدر للاشارة الى ان اسم رئيس التيار “الوطني الحر” النائب جبران باسيل ليس مدرجا.
واضاف المصدر: من هنا تشدّد “حزب الله” في موقفه، وبالتالي ضغط على حلفائه ومن ضمهم بري من اجل عدم الدفع، قائلا: على الرغم من ان عون يميل الى اعطاء التوجيهات لتسديد المستحقات الا ان المحاطين به هم من القريبين من الحزب وغير مقتنعين بجدوى الدفع في هذه الظروف.
ضغوط من الحزب
وكشف المصدر ان اتصالات سُجلت الاسبوع الفائت بين حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ومسؤولين من “حزب الله”، وتناول النقاش ملف اليوروبوندز، حيث افيد ان هؤلاء اقتنعوا بالتحليل الذي قدمه الحاكم ولكن القرار سياسي، واصبح جزءا من الصراع الدائر بين “حزب الله” وواشنطن، خاصة في ضوء المعلومات عن حزمة عقوبات.
وبالتالي، تابع المصدر، الصراع لم يعد تقنيا بل هو سياسياً، على اعتبار ان الحل رغم صعوبته و”وجعه” هو بالدفع، ولكن ضغطا من قبل “حزب الله” مورس على العديد من الاطراف السياسية… فأصبحت الدولة حائرة في امرها، اذ قبل 20 يوميا من الاستحقاق، لم تتخذ الدولة اي قرار.
مظاهرة امام مصرف لبنان
ولم يفصل المصدر المظاهرة اليوم الى مصرف لبنان، عن هذا الضغط، سائلا: لماذا اراد التيار “الوطني الحر” التظاهر امام المصرف المركزي وليس امام احد مقرات شركة الطيران الشرق الاوسط، وحجّة عدم تعطيل طريق المطار الدولي غير منطقية، اذ ان للشركة عدة فروع ومكاتب خارج المطار، ومنها فرع رئيسي في بيروت.
واعتبر المصدر ان كل ما يحصل ضد المركزي يبقى في الشارع امام المصرف، وخارج اي تأثير، مشددا على ان لسلامة حصانة دولية، كاشفا ان المجتمع الدولي ابلغ لبنان رسميا ان الحملة على حاكم المركزي تسيء الى البلد، لان المجتمع الدولي يعتبره المفاوض المالي الوحيد ويحظى بالثقة وليس اي مرجع آخر لا وزارة المال ولا الحكومة.