في الكثير من الثقافات، يتعلم الصبية التبول وقوفا في سن مبكرة، في حين تتعلم الفتيات الجلوس عند التبول.
لكن السلطات الصحية في العديد من البلدان تعيد النظر في هذه الفكرة السائدة. وفي بعض الحالات، يكون الدافع وراء إعادة النظر في وضع تبول الرجال متعلقاً بالصحة والنظافة الشخصية. وفي أحيان أخرى، يكون الدافع هو المساواة بين المرأة والرجل.
فما هو الصواب؟ والأهم، ما الوضع الأنسب للرجال؟
حركة سريعة
بالنسبة لأغلب الرجال، التبول وقوفا من أسهل ما يكون. كما أنه أقل استهلاكاً للوقت وعملي، والدليل هو عدم وجود طوابير أمام دورات المياه العامة الخاصة بالرجال، فالرجال يدخلون ويخرجون بسرعة.
وثمة سببان لهذه الحركة السريعة:
1- الرجال يتبلون سريعا لأنهم لا يتعاملون مع طبقات متعددة من الملابس كالنساء.
2- المبولة تشغل مساحة أقل بكثير من المرحاض، ما يوفر عدداً أكبر منها في الحمامات العامة.
لكن العديد من المواقع المتخصصة كشفت أن وضع الجسم عند التبول قد يؤثر على ضخ البول.
آلية التبول
لنلق نظرة على طريقة التبول. تنتج الكلى البول بعد تنقية الدم من الشوائب. ثم يخزن البول في المثانة، مما يمكننا من ممارسة أنشطتنا اليومية والنوم ليلاً دون الحاجة للتبول المتكرر.
وتبلغ سعة المثانة ما بين 300 و600 ميلي ليتر، لكننا نشعر بالحاجة لإفراغها عند امتلائها بمقدار الثلثين.
ويتطلب إفراغ المثانة وجود نظام عصبي سليم بحيث ينبهنا إلى حاجتنا للتبول، ويحبس البول لحين العثور على مكان مناسب.
وبمجرد وصولنا إلى وضع مريح، تسترخي عضلات المثانة والحالب. وتنقبض المثانة، وينطلق البول في الحالب، ومنه إلى خارج الجسم.
وقوفا أم جلوساً؟
لا ينبغي أن يدفع الشخص الصحي البول خارج جسمه بالقوة. لكن أحيانا، يواجه الرجال بعض الحالات التي تسبب صعوبة مؤقتة أو دائمة في التبول.
وبحسب دراسة نُشرت في أحد المواقع العلمية، يمكن للتبول جلوسا أن يسهل على الرجال الذين يعانون من تضخم البروستاتا مما يعيق خروج البول.
وقارنت الدراسة بين الرجال الأصحاء، ومن يعانون من أمراض البروستاتا. وكشفت أن الرجال الذين يعانون من هذه المشاكل يناسبهم التبول جلوسا، كونه يخفف الضغط عن منطقة الحالب، ويصبح التبول مريحاً وأسرع.
لكن بالنسبة للرجال الأصحاء، لم تُظهر النتائج مثل هذا الاختلاف سواء في الجلوس أو الوقوف.
القول الفصل…
في المملكة المتحدة، توصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية الرجال الذين يواجهون صعوبة في التبول بالبحث عن مكان هادئ ومريح للتبول جلوسا.
ربما سمعت قصصاً عن أن التبول جلوساً يحد من احتمالات الإصابة بسرطان البروستاتا ويحسن من الحياة الجنسية للرجال، لكن لا يوجد دليل على صحة هذه الفرضية.
الجميع يستخدم ذات المرحاض
ما نعرفه أن أصل هذه القصص يرجع إلى عام 2012 في السويد، عندما اشتكى أحد الساسة المحليين من حالة المراحيض العامة في بلدته، وقرر البحث عن حلول مبتكرة ليكون الرجال أكثر تقديراً وحرصاً عند التبول في المراحيض العامة.
وقال إن الدافع هو الترويج للنظافة العامة، والتأكد من أن الناس لا يتعين عليهم المرور فوق بقع مريبة أثناء الذهاب إلى المرحاض.
واستعر الجدل، وانتقل إلى بلدان أخرى، خاصة ألمانيا، حيث يُمنع التبول وقوفا في المراحيض العامة.
بعض المراحيض بها علامات حمراء أشبه بإشارات المرور تمنع التبول وقوفا. لكن يُشار أحياناً إلى التبول جلوساً بأنه سلوك غير ذكوري.
كما انتقل هذا الجدل الى البيوت والمنازل، وقد نجد داخل دورات المياه إشارات تطلب من الضيوف الذكور الجلوس أثناء التبول.
وثمة قضية شهيرة نظرت فيها إحدى المحاكم الألمانية عام 2015، إذ طالب فيها مالك أحد البيوت تعويضا من المستأجر نتيجة تضرر الأرضية الرخامية في الحمام بسبب البول.
لكن القاضي حكم في النهاية بأن طريقة المستأجر في التبول تأتي في سياق العرف الثقافي السائد، وقال إن “التبول وقوفا ما زال تصرفا شائعاً”.