أخبار محلية

جنبلاط: الحزب موجود رغم الحقد ونواجه تحدي الوباء…ولا مهرب من صندوق النقد

 استذكر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في لقاء عبر الهاتف مع الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة الأميركية، ” المعلم الشهيد كمال جنبلاط في ذكرى إستشهاده الـ 43 الذي اغتاله النظام السوري على يد مجرميه في الـ1977″، موجها تحية لـ”حزب كمال جنبلاط الذي واجه التحديات تلو التحديات وصمد في أقسى الظروف”.

وقال جنبلاط: “اليوم في هذا التحدي الوجودي الذي يمر به لبنان والبشرية، التحدي غير المسبوق بمواجهة فيروس كورونا، أود أن أشكر جميع الرفاق في الحزب في الداخل والخارج على ما يقومون به ضمن أوسع حملة توعية وتعقيم في الجبل والبقاع وراشيا وحاصبيا والإقليم، وفي بعض السجون، وفي صيدا وطرابلس قريبا، وفق الإمكانيات التي يملكها الحزب، واضعاً كل إمكانياتي في تصرف الحزب وفي تصرف هذه الحملة لمواجهة هذا الوباء إلى أن يأتي الفرج باختراع مضاد له”، مشيرا إلى توفير “أدوات التعقيم والمرشات ووضعها بتصرف الحزب ومنظمة الشباب ووكالات الداخلية والاتحاد النسائي وجمعية نضال من أجل الانسان التي تقوم بعمل هائل برئاسة ريما صليبا، وهي من الجمعيات الرديفة للحزب، وجمعية “فرح” الاجتماعية مع الدكتور وئام أبو حمدان، فنحن كلنا ورشة واحدة ليلا ونهارا من أجل هذه المهمة، التي شملت دور العبادة والسجون والمخافر والإدارات الرسمية والمدارس، بالتعقيم، كما بالتوعية بآلاف المناشير، ومن خلال جريدة “الأنباء”، وسأطلب من مفوض الإعلام الرفيق صالح حديفة أن يزودكم بكل المعلومات التفصيلية، لأن في كل يوم المهمة تكبر والعبء يكبر، لكنني موجود ورفاقي في الحزب في محاولة لردع هذا الخطر إلى جانب الدولة والمجتمع المدني وكل أصحاب الخير”.

وتابع: “هذا التحدي الوجودي، لم يسبق له مثيل، لكن هذا هو الحزب الذي أسقط سلميا بشارة الخوري، للتذكير فقط، وهو الذي ثار ضد حلف بغداد في الـ58، للتذكير، وهو الذي أرسى وساعد في إنشاء الدولة الحديثة مع فؤاد شهاب، وهو الحزب الذي ناضل واستشهد إلى جانب الشعب الفلسطيني، وهو الحزب الذي أسقط السابع عشر من أيار (الاتفاق مع إسرائيل)، هذا هو الحزب الذي قدم آلاف الشهداء من أجل عروبة لبنان، وهذا هو الحزب الذي واجه الدخول السوري عام 1976 إلى لبنان، ودفع الثمن الأكبر باغتيال كمال جنبلاط، وهو الحزب الذي رفض حرب المخيمات، وهو الحزب الذي حتى في أيام الوصاية عاند وفرض شروطه، وهو الحزب الذي قاد حركة الاستقلال بعيد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وأذكركم أن النظام السوري دخل على دم كمال جنبلاط وخرج على دم رفيق الحريري، واليوم فإننا في أصعب تحدي وجود مصيري للبشرية وللبنان، وأطلب من الله أن يعطينا الصبر والإيمان والقوة، وهذه هي بعض المحطات للتذكير بأن الحزب موجود رغم كل الادعاءات والأكاذيب والحقد، والله يسامحن جماعة “كلن يعني كلن””.

وأوضح أن “المطلوب اليوم هو تجهيز مستشفيات حكومية وخاصة لمحاربة الوباء في المناطق، كما يقوم بالعمل الجبار مستشفى رفيق الحريري، وقد بدأ الآن مستشفى الجامعة الأميركية وأوتيل ديو وغيرها، كما مطلوب وقف كل الرحلات الجوية وضبط الحدود، والتضامن والتعاون مع الجهات الرسمية والشعبية والأحزاب فوق كل السجالات، فالسجال السياسي اليوم لا قيمة له أمام الخطر الوجودي، سنفقد أعزاء وأقرباء وأصحاباً، لكن هذه هي مسيرة الحياة ومسيرة الغد مسيرة التحدي، وهذا هو القدر، علينا أن نقبل به، لكن أن نكافح من أجل تخفيف الخسائر، وتذكرنا الطبيعة يا رفاق أن العبث بها هو عبث بنا، في النهاية ما يجري اليوم هو نتاج هذا العبث والاستهتار بالطبيعة بالمطلق، فعندما لا نحترم موازين تلك الطبيعة تخرج منها الأمراض الفتاكة، وبنفس الوقت الفساد العالمي في الاستهلاك والفحش الرأسمالي”.

وإذ لفت إلى “أننا نجحنا مع المشايخ في طائفة الموحدين الدروز أن تكون مناسبات الفرح والكره محدودة جدا جدا”، أضاف: “فليسمحوا لي، كما أن مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان أغلق المساجد في لبنان، أن يمتنع المشايخ ولو إلى حين، من لقاءات ليلة الجمعة، فهذه وقاية ضرورية جداً مهمة، وهذا نوع من حالة الطوارئ الذاتية،.

وشدد على أن “الإجراءات التي يقوم بها الحزب بإمكانات متواضعة، إنما هي جهد جبار في مواجهة هذا الخطر”، وتابع: “في مجال آخر علينا ألا ننسى الأزمة الاقتصادية التي نتجت منذ قرابة 4 أشهر، واليوم هناك حكومة المطلوب منها برنامج إصلاح جدي بدءا من الكهرباء، ووضع ضريبة تصاعدية على أرباح الأفراد في كل المجالات، وتخفيف حجم الدولة، وحماية الصناعة والزراعة، وأذكر بأن لبنان السياحة والخدمات والفنادق، لبنان الذي كان يسمونه سويسرا الشرق انتهى ومات، ولا بد من نمط جديد في الانتاج وخطة مركزية. هذه هي توصياتي اليوم وبعض الأفكار، في يوم استشهاد كمال جنبلاط، لكن التحدي الحالي الذي لا مثيل له على المواطن اللبناني وعلى البشرية هو تحدي الوباء”.

وردا على عدد من الأسئلة، أجاب جنبلاط: “نقوم بأقصى الجهود في التعقيم عبر أدوات تعقيم حديثة من خلال الكلور وغيرها من الأدوية تقريبا في كل الأماكن في دور العبادة الدرزية وفي الكنائس والمساجد، وفي السجون أيضا والمخافر والمدارس التي أقفلت، والمطلوب من الدولة تجهيز مستشفيات في المناطق من أجل الحجر الإلزامي للذين سيصابون بهذا المرض الفتاك”.

أضاف: “كنت واضحا بأنه لن أدخل في سجال سياسي، وكنت واضحا أن الحل للأزمة المالية يكون في الذهاب الى صندوق النقد الدولي، وأخيرا قد تمت الموافقة، لن أقول أتى الضوء الأخضر. على هذه الحكومة أن تقدم برنامجا واضحا محددا حول ماذا تريد من صندوق النقد، ولا مهرب منه، أما ماذا أريد منكم (في الاغتراب)، ففي لقائي بكم المرة السابقة، والكلام موجه للبعض طبعا، طلبت مساعدات عينية لمستشفى عين وزين وغيرها، واليوم لن أطلب شيئا فلن أستعطي أحدا، إمكانياتي موجودة وسأسخرها جميعها لخدمة أهلي وأهل الجبل والمواطن اللبناني بقدر ما يمكن، ولا أريد أن أستعطي شيئا من أي جهة أكانت، كفانا مزاحا، فمن يساهم يمكنه في مساعدة أهله وجماعته، ومن لا يريد أن يساعد فلا “يربحني جميلة”، ولا أريد شيئا منه وليبقى على ما هو عليه”.

وكرر جنبلاط التأكيد على “إعلان حالة الطوارئ الصحية”، لافتاً إلى أن “الحكومة قامت بالحد الأدنى من واجباتها، صحيح جرى بعض التأخير، لكن لا تنسوا أن التأخير ليس فقط في لبنان، فهذه إيطاليا انتشر فيها الوباء، وفجأة اضطر رئيس وزرائها أن يضع الحجر المنزلي على كل الإيطاليين، فالأفضل أن لا نرمي التهم العشوائية، فوزير الصحة ومدير الصحة والطاقم في مستشفى رفيق الحريري بالتحديد يقومون بكل الواجب، لكن مطلوب توسيع رقعة الخدمات على المستشفيات الخاصة في بيروت والمناطق”.

وأكد جنبلاط ردا على سؤال على مرجعية الدولة “منذ تلك اللحظة التي دخلنا في اتفاق الطائف، وإذا كنا حملنا السلاح دفاعاً عن النفس منذ العام 1958 إلى الـ68 حتى السبعينات إلى حرب الجبل إلى حرب الإلغاء، لكن اليوم موضوع السلاح فلننساه، اليوم المطلوب سلاح الوعي والتضحية والتضامن مع جميع اللبنانيين في مواجهة أخطر عدو يمر على البشرية”.

واعتبر جنبلاط رداً على سؤال آخر، أنه “قبل أن تخرج ثورة 17 تشرين كانت المطالب ولاتزال هي مطالب الحزب التقدمي الاشتراكي من أجل لبنان لا طائفي علماني، لكن ثورة 17 تشرين قامت بخطوات مهمة وشعارات مهمة، ثم أتى من يريد تغييب دور الحزب الاشتراكي وغير أحزاب، بالاشتراك مع أحزاب أخرى، ثم أتت حملة تعميم الكره على بعض الشخصيات اللبنانية، على كل حال أريد أن أسأل ثورة 17 تشرين أين هي اليوم من محاربة الكورونا”، لافتا في مجال آخر إلى أن “الحركة الوطنية من الماضي، لا نريد أن نعود للماضي، بل نريد أن نبني مستقبلا جديدا”.

وقال: “إذا كنا نريد أن نفتح سجالا مع حزب الله فكل شيء لا معنى له، وحزب الله بالنهاية يمثل شريحة من اللبنانيين، صحيح بتوجيهات من إيران، لكن هناك هذه الشريحة من اللبنانيين ولاؤها لحزب الله، ثم هل الحزب محمي ضد وباء كورونا؟ كلنا بالهوا سوا، لذلك لا وقت للسجال السياسي حول الماضي، والوقت الآن لأوسع تضامن مع حزب الله مع الكتائب مع القوات مع المستقبل مع كل الأحزاب دون استثناء، تضامن إنساني فوق السياسي”.

وعن إلغاء المحاكم العسكرية وحصر المحاكمات بالمحاكم المدنية، قال جنبلاط: “هذا مطلب قديم آمل أن نحققه”.

وعن تقصير ولاية رئاسة الجمهورية إلى أربع سنوات، رد جنبلاط: “لن أدخل في مطالبة بإقالة الرئيس، في الوقت الحاضر عملي هو مواجهة الوباء، وبهذه الذكرى اليوم حيث واجهنا تحديات وانتصرنا بالماضي، آمل أن نقدر مع المجتمع الدولي مع الدول التي ناضلت من أجل محاربة الوباء مع المختبرات العلمية أن تطل الإنسانية والعلم مجددا من أجل وقف هذا السقوط إلى الهاوية، فهذه هي الأولويات”.

عن وضع القطاع المصرفي واحتمال إجراءات الـhaircut، رد جنبلاط: “بحال كان ضروريا اتخاذ Haircut أو Capital control مدروس جدا بقانون مدروس جيدا، فلا مهرب، وهو ما حصل سابقا في اليونان وقبرص، ولكن ذلك يحتاج إلى مساعدة من صندوق النقد، لكن لا أعرف تفاصيل أكثر فلست خبيرا في الاقتصاد”.

وفي الشق الصحي جدد جنبلاط الإشارة إلى أن “الحكومة اللبنانية تقوم بجهد كبير في مستشفى الحريري”، وقال: “في مناطقنا نقوم بما علينا لكن لا يكفي، فنحن نريد مساعدة المستشفيات الخاصة، والحكومية في كل المناطق كقبرشمون وسبلين وطرابلس والبقاع والنبطية وغيرها، وبحاجة إذا كنتم تريدون وتقدرون استقدام معدات التنفس بالتحديد”،

أضافً: “حتى الآن الإمدادات الطبية لا تزال مؤمنة، ومصرف لبنان يؤمن الاعتمادات لشراء هذه المواد الطبية، وهذا في الوقت نفسه يجب أن يساعد المبادرات اللبنانية لكي تتمكن من توفير كل المستلزمات والمنتجات الطبية محليا، كما الأردن أو تركيا، هذه الدول التي لديها مستوى عالٍ من الانتاج، لكن بعض الأدوات المتخصصة لا نزال بحاجة إليها من الخارج، ولهذا تحدثت عن أجهزة التنفس”.

وحول قراءته لموضوع انتشار الكورونا، قال: “نظريات المؤامرة لا أصدقها، لقد رأينا كيف بدأ في الصين، وبات مرضا عالميا، وأعتقد أنه آت من سوء التغذية ومن التلوث بالطقس ومن المستحضرات الاستهلاكية الجديدة التي تدمر مناعة الجسم، ومن عدة أمور، لذلك التوعية مهمة، وها هي حتى أميركا مصابة، وترامب الذي كان يتجاهل وجود الكورونا أقفل كل اتصال مع العالم من أجل ذلك، وهو الذي حارب الصين، فليسمح لنا، نجحت الصين بهذه القيادة وبهذا الحزب المنظم وبالشعب الصيني الى حد ما، أفضل بكثير من ترامب الذي دمر الرعاية الصحية التي كان أقرها أوباما”.

وعن العلاقة مع الصين، قال جنبلاط: “يجب أن تكون من دولة لدولة، والصين اليوم تقدم خدمات ومساعدات لإيطالبيا المنكوبة، أتمنى على الدولة اللبنانية أن تتصل بالصين”.

وعن حلم كمال جنبلاط، رأى أن “كمال جنبلاط قام بكل جهد واستشهد من أجل لبنان حديث ديمقراطي وعلماني، اليوم فليقم من أتوا في 17 تشرين وقالوا عنا إننا “حرامية” بدورهم، فليتفضلوا ويعملوا من أجل لبنان جديد، هذا هو التحدي، ونحن نؤمن بالتداول والتجديد، أمام مهمتنا الحالية وأنا أحيي كل الحزب ورفاقي والمجتمع المدني ورؤساء البلديات وجميع الذين يشاركونني حملة الوقاية، وهذا الهم الوجودي اليوم”، لافتا إلى أنه “لا يمكن فعلا حصر العدد الحقيقي للمصابين بالفيروس، ففي الدول المتقدمة لم يتمكنوا من ذلك، في إيطاليا مثلا، هنا نعتمد على وزارة الصحة ولنأمل أننا سنتخطى هذا التحدي الكبير”.

وبشأن العمل مع المؤسسات الاجتماعية الدرزية، أوضح جنبلاط أن التنسيق قائم مع الكل، وذكر على سبيل المثال لا الحصر جمعية بيت الطالبة الدرزية، وبيت اليتيم الدرزي، ومستشفى عين وزين، ومستشفى ومدارس العرفان، ومستشفى الإيمان، وتطوير المستشفي الوطني، ومستشفى فالوغا، ومستشفى الشويفات، ورابطة العمل الاجتماعي، كما مع المجلس المذهبي الذي يقوم بجهد كبير.

وحول وجود برنامج لدى الحزب لدعم العائلات في حال تمادت الأزمة المعيشية، رد جنبلاط: “أقوم بأفضل ما يمكن وأنا بمفردي، فالموضوع يعود لكم للمساعدة والمساهمة، الآن دوركم”.

======================== ج.س

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى