تحليل السياسات

كورونا لا يقتل الأطفال”..كم كنا على خطأ!

كتبت ميسا جبولي في “السياسة”

كورونا لا يصيب الأطفال..هم فقط ينقلون العدوى!

عبارات لطالما سمعناها على مدى السنة “الكورونية” الكارثية. حيث كان يعتقد الكثير من اللبنانيين – ومعهم أطباء- أن كورونا لا يطال الأطفال.

لكن حالات الإصابة في الأشهر الأخيرة كشفتأن أطفالنا ليسوا محصنين فعلا ضد الفيروس، وعدواه الشرسة.

“للأسف وبحسب معلوماتي استخلصنا أنها قد تكون الحالة الأولى بين الأطفال الرضّع في العالم التي توفيت نتيجة للإصابة بكورونا كسبب مباشر، من دون أن تكون الرضيعة تعاني من أي مشاكل صحية سابقة”. هذا هو التعليق الأول لرئيس قسم الأطفال في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، الأستاذ في كلية الطب في الجامعة اللبنانية الدكتور عماد شكر، الذي شدّد في حديث لموقع “السياسة” على خطورة التهاون بمسألة إصابة الأطفال بالفيروس”..

الدكتور شكر أوضح “للسياسة” أن: “الطفلة التي توفيت يوم أمس كانت تتمتع بصحة جيدة جدا ولا تعاني من أية مشاكل صحية مزمنة وهي إلتقطت العدوى من أهلها، وبدأت تعاني من العوارض قبل أربعة ايام فأعطيت دواءا للسعال في المنزل ولكنها لم تتحسن، إلى أن نُقلت إلى طوارئ احدى المستشفيات حيث انتظرت نحو الساعة والنصف ولم يتم علاجها كما يجب كونها مصابة بكورونا، فأسعفت هذه المرة الى مستشفى الحريري بوضع صحي صعب ما أدى الى وفاتها”…

وشرح دكتور شكر أن مع بداية تفشي كورونا كان عدد الأطفال المصابين بالفيروس قليلا جدا، فسرت شائعات أن الأطفال خارج دائرة خطر كورونا وصدقها الجميع. “إلى أن تبيّن أن ذلك ليس غير صحيح، فطبيا الأطفال معرضون أيضا للإصابة بكورونا ولكن أعمارهم الصغيرة ومناعتهم القوية واللقاحات التي يتلقونها في عمر صغير، كلها عوامل تساعدهم في مواجهة الفيروس لكنها لا تمنع إصابتهم به”.

وعبّر الدكتور شكر عن أسفه بدخول العالم عامه الثاني مع كورونا، وشرح أن: “إصابات للأطفال بالوباء سُجلت مع بداية انتشار الفيروس ولكن طبعا عددها كان أقل بكثير منها لدى الكبار، بالإضافة على أن بعض الفيروس عند الأطفال تختلف عن تلك التي يعاني منها الكبار”.

وأضاف شكر أنه نتيجة لإرتفاع الإصابات يوميا في العالم وصمود كورونا، “إرتفعت تلقائيا نسبة إصابات الأطفال بالفيروس بالإضافة الى التغيرات التي تحدث بالفيروس كالسلالات الجديدة الناشئة”..”

وعما إذا كان الأطفال سيتلقون اللقاح قال شكر: “الدراسات حتى اليوم لم تؤكد ذلك لأنها ليست كافية ولم تُخضِع الاطفال لتجاربها ولكن ليس هناك مانع من انتاج لقاح كورونا خاص بالأطفال، حتى وإن كانت الاصابات وعدد الحالات الخطرة لديهم اقل من تلك المسجلة لدى الكبار”.

رئيس قسم الأطفال في مستشفى الحريري حذّر من خطورة ظهور بعض الأمراض عند الأطفال بعد التعافي من كورونا، وهي قد تؤدي الى “مشاكل كثيرة وخطيرة كإعتلال أعضاء حيوية في الجسم كالقلب والكلى والرأس نتيجة الإلتهابات الناتجة عن إصابة الطفل بكورونا. ودعا إلى عدم التهاون بالإجراءات الوقائية والحماية طالما اللقاح لم يصل بعد “”

كما ناشد عبر موقعنا “الإتصال بنقابة الاطباء ووزارة الصحة وعدم تجاهل أي عوارض يعانيها الطفل كي لا نتأخر في العلاج ويغلبنا الوباء”…

المصدر : السياسة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى