أيّها المعلّم؛
في عيدك تنحني الهامات إجلالا، وتصفّق لك القلوب فرحًا وابتهالا، فأنت القلم الذي يخطّ على اللوح حروف الهجاء، وينشر في غياهب النفوس المحبّة والرجاء. حملت الرسالة، فبانت في هذه الأيّام العجاف ثمارها، وأدّيت الأمانة فبدا للناظرين كم اكتويت بلهيب نارها. فكنت مثالاً يحتذى، وبه يقتدى، لأنك أدركت أنّك تبني إنسانا، وغيرك يبني له بيوتًا ويصنع الآتٍ وأدوية وينتج أبدانا.
فما أبهاك أيّها المعلم وما أرقى رسالتك. آثرت الفقر على الغنى، فاغنيت نفسك. والعلم على الجهل، فأنرت عقلك، ويكفيك شرفًا أنّ اسمك معلّم، ولا يسعني في عيدك إلاّ أن أقف لك احترامًا مرددًا قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
قُمْ للمعلمِ وفّهِ التبجيلا
كاد المعلّم أن يكون رسولا
أعلمت أشرف أو أجلّ من الذي
يبني وينشئ أنفسًا وعقولا
فكل عيد وأنتم بخير يا صانعي الأجيال، ومحققي الآمال.
مدير عام مدارس الإشراق
د. وجدي أمين الجردي