أخبار محلية

تيمور جنبلاط: القلق حالياً هو من الفوضى والإنفجار الشامل

لا يتذكر رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط كثيراً من مشاهد الحرب الأهلية اللبنانية، قائلاً: “بهذه المرحلة من العمر لا تعلق الأحداث بالذاكرة، كل ما أتذكره بعض أجزاء من مشاهد، وأذكر أننا كنا في حالة من غير الاستقرار”.

 

وفي حديث لـ”الشرق الأوسط” ضمن مقال للصحافية إيناس شري، أشار جنبلاط إلى أن “المأساة الكبرى كان يعيشها اللبنانيون كل يوم ومن كل الجهات، وهذه الذكريات المؤلمة القاسية هي الأهم. فالذاكرة الفردية ليست إلا جزءاً من الذاكرة الجماعية، التي تحتاج إلى تنقية ومصالحة ومصارحة ومسامحة مع الذات ومع الآخرين، لكي نمضي قدماً. ونحتاج لعمل كثير كي نتمكن من الوصول إلى ما نطمح إليه في هذا المجال”.

ولفت إلى أن “الكل خاض الحرب عن قناعة بأنه يملك الصواب ولديه القضية المحقة، والكل برأيي كان مُصيباً في جوانب من قضيته، لكن أيضاً مخطئ في جوانب أخرى

وأضاف، “وبصرف النظر عن المبررات والظروف التي فرضت الحرب والانخراط فيها، وكان الحزب التقدمي الاشتراكي في وضع الدفاع عن الوجود والبقاء والهوية وكان لدينا قضيتُنا، إلا إن الحرب برمّتها خطأ، والصواب أن نبقى نبحث عن الحوار ثم الحوار ثم الحوار. فلا حل إلا بالحوار، ومهما تقاتلنا نعود للحوار، لأنه لا مفر من أن نعيش في هذا الوطن جميعنا في إطار من الحرية والتنوع وقبول الآخر والشراكة

وقال: “هذا الأمل الوحيد الباقي بعد كل ما بلغناه من خراب وانهيار وتدمير اليوم، والقلق حالياً هو من الفوضى والانفجار الشامل، وهذا أخطر من الحرب، لأنه يترافق مع انهيار اقتصادي ومعيشي شامل يهدد كل شيء

ورأى جنبلاط، أن “المهم اليوم البحث عن كيفية صناعة الاستقرار وبناء الغد الأفضل، لا عمّن يريد الحرب”، عادّاً أنه “في ذكرى الحرب يكفي أن نتذكر كل الضحايا الذين قضوا والجرحى والمصابين والعائلات والمفقودين والمخفيين قسراً والتداعيات الجسيمة التي لا تزال حتى اليوم. ويكفي أن نتذكر ما فعلناه في المصالحة وأن نتمسك بها أكثر؛ لأنها حجر أساس لبناء المستقبل، وأن نبحث عن شراكة لقيام الدولة ونهوضها مما هي فيه من أزمة مصيرية، لكي نقدم شيئاً للجيل القادم، ولكي ننهي دوامة الأزمات

وتابع، “نسعى لنحقق ما يريده الشباب من دولة مدنية علمانية؛ دولة قانون وعدالة قضائية وعدالة اجتماعية واقتصاد متكافئ وإنماء وحياة كريمة وحقوق الإنسان. اليوم للأسف باتت المُهمة أضعافاً، فهناك (كورونا) والواقع الصحي والجوع والانهيار. ثم علينا ألا ننسى أبداً الأخطار مما يجري حولنا، وهناك العدو الإسرائيلي الذي يسرق ثرواتنا، ويعتدي على سيادتنا. كل ذلك هو فعلاً أخطر من الحرب، لذلك علينا أن نعمل كثيراً لمنع هذا الانفجار

ودعا النائب تيمور جنبلاط للبدء في هذا المسار من خلال “تشكيل حكومة فاعلة، والقيام بإصلاحات حقيقية، وبإنعاش تدريجي للاقتصاد، ثم بناء المؤسسات السياسية على أساس ديمقراطي سليم، والمؤسسات الإدارية على قاعدة من الكفاءة والإنتاج”، مشدداً على أن “وحدها دولة المواطنة تمنع تكرار الحروب والاقتتال، وهذا ما نريده”.

ومن جهته، استذكر الوزير السابق بهيج طبارة سنوات الحرب الأهلية، معتبراً أنه “كان محظوظا وقليل الحظ في آن واحد، لكونه عاش أكثر فترات الحرب في لبنان ولم يغادره إلا لفترات محدودة جدا لرؤية أولاده الذين حرص على إرسالهم إلى الخارج لمتابعة دراستهم

وفي حديثٍ لـ”الشرق الأوسط”، ضمن مقال الصحافية بولا أسطيح، أبدى طبارة اطمئنانه إلى أن “لا حرب أهلية جديدة تلوح بالأفق اللبناني”، معتبراً أن “هذه الأحداث لا يمكن أن تتكرر في المستقبل المنظور. فالناس اليوم في مكان آخر وهمومهم من نوع آخر، من تدني سعر صرف الليرة بالنسبة للدولار وانعكاسه على مستوى المعيشة إلى ازدياد نسبة الفقر، يضاف إلى كل ذلك هم تفشي وباء (كورونا) إلى الحكومة التي يتعذر تأليفها والعيش بالتالي في ظل حكومة تصريف الأعمال منذ أكثر من ثمانية أشهر

وأشار إلى أن “للحروب الأهلية أسبابا وظروفا ليست متوافرة في رأيي في الوقت الحاضر. إلا أن ما أخشاه هو أن يتفاقم الوضع الاجتماعي وأن ينعكس ذلك على الوضع الأمني الداخلي بدءا بالمظاهرات التي تنطلق سلمية ثم تنتقل إلى العنف، بحيث تكفي شرارة واحدة لإشعال النار

وأكّد طبارة أنه “ما زال بالإمكان تجنب هذا الاحتمال البشع، لكنه يرمي الكرة في ملعب القوى الحاكمة”، متسائلاً: “هل يقدم القيمون على مصير البلد على اتخاذ ما يلزم من قرارات وإجراءات قبل فوات الأوان؟!”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى