مقالات صحفية

لبنان “أرضٌ محروقة”: الى المؤتمر التأسيسيّ درّ

كتب داني حداد في موقع mtv:
أستعيد ما كتبته في الأسبوع الأول من العام الحالي. يواجه لبنان سيناريو دراماتيكيّاً يبدأ من عدم تشكيل حكومة، ثمّ عدم إجراء انتخابات نيابيّة، وصولاً الى فراغٍ رئاسيّ. ليس هذا كلّ شيء.
يشبّه كثيرون ما يحصل بما سبق أن شهده لبنان في مرحلة ١٩٨٨ – ١٩٩٠، ولكن من دون حرب. ما حصل حينها أوصل الى اتفاق الطائف الذي أفقد المسيحيّين صلاحيّات ودوراً. ما يحصل اليوم سيقود الى مؤتمرٍ تأسيسيّ سيخسر فيه المسيحيّون حتماً. هناك من يقول إنّ منصبَي قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان هما الأكثر عرضةً للانتقال من الطائفة المارونيّة الى طائفة أخرى، غير مسيحيّة بالطبع.
وعدا عن المشهد الحكومي العاقر في ولادة الحلول، والمرجّح أن يستمرّ طويلاً إلا في حال تحقّقت أعجوبة تحت تأثير اتفاقٍ أميركي – إيراني لا يبدو قريباً أبداً، ثمّة أزمات ومشاهد ستساهم في المزيد من الانهيار الذي يشكّل الطريق الأسرع نحو المؤتمر التأسيسي.
نعدّد القضاء والانقسام الحاصل حوله وفيه، وهو مرّجح لتطوّراتٍ غير حميدة. ونذكر الحملة على قائد الجيش، ولو أنّها تُخاض في الكواليس أكثر منها في العلن، وبعضها يهدف الى تعرية العماد جوزيف عون من زيّه العسكري وإلباسه ثوب المرشّح الرئاسي، فيسهل التصويب عليه. ونشير الى الحملة على حاكم مصرف لبنان، لتشويه صورته وإسقاط معقلٍ وظيفيٍّ مارونيٍّ آخر. ولا يفوتنا التوقف عند رأس الكنيسة المارونيّة الذي تُوجَّه إليه، يوميّاً، اتهامات من مناصرين ومحيطين ومحازبين. ونكمل العدّ الى الإعلام وبعض النقابات والنقباء، وبعض الأمن، كأنّ الهدف سياسة أرضٍ محروقة توصل الى خيارٍ وحيد: المؤتمر التأسيسي.
وإذا كان هناك من يطمئن، من الناشطين على خطّ الاتصالات الدوليّة من أجل لبنان، الى أنّ مثل هذا المؤتمر لن يحظى برعاية خارجيّة وهو “لن يمرّ”، فإنّ التجارب السابقة لا تشجّع كثيراً. وإذا كان حزب الله هو المتّهم عادةً بالتسويق للمؤتمر التأسيسي، فإنّ الحزب لا يحتاج اليوم الى جهدٍ كبير. هناك من يتكفّل بالمهمّة عنه…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى