أقامت اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز، لقاء شعرياً افتراضياً من ضمن سلسلة اللقاءات الثقافية التي تستضيف فيها نخبة من المثقفين والشعراء بالتعاون مع منتديات ثقافية متنوعة.
وفي هذا اللقاء المخصص للشعر باللهجة المحكية والذي تمت الدعوة إليه بالتعاون مع جمعية كهف الفنون، استضافت اللجنة الشعراء: ابراهيم شحرور والياس زغيب وإياد ابو علي ونعمان الترس وقزحيا ساسين وغاندي أبو ذياب وزياد عقيقي وسليمان حديفة بالإضافة إلى الناقد الأدبي الإعلامي بسام ضو.
أدار اللقاء رئيس اللجنة الثقافية الشيخ سامي أبي المنى الذي قدم أيضا نماذج شعرية من هذا النوع الأدبي، قائلاً في مقدمة اللقاء: “نظمنا هذا اللقاء بالتعاون مع جمعية كهف الفنون ورئيسها الفنان غاندي أبو ذياب، آملين الإضاءة على هذا النوع من الشعر الذي لا تُتقنه إلا القلة القليلة من الأدباء، وراجين الاستماع بانتباه إلى صورهم المحكية، والاستمتاع بلمعات أخاذة من معدنهم الأدبي المميّز”.
وتابع: “وإذا كان شعرُ اللغة الفصحى العامودي أشمل وأوسع مدى وأكثر التصاقاً بالأصالة والتراث العربي والتاريخ، وأكثر غنى بالتعبير والمرادفات والمعاني والأوزان، إلا أن شعرنا اللبناني المحكي، كما الزجلي، هو أكثر تماهياً مع التراث والطبيعة والتقاليد والعادات. ولعلّ ما تحمله اللهجة المحكية وكلام العامة من أمثال وعبارات وصورٍ لأقدر بكثيرٍ من أيّ لونٍ أدبي على رسم صورة معبّرة عن المجتمع وما يختزنه من قيمٍ انسانية ومن حكايات عيش واحد مشترك وحياة بسيطة حية”.
وألقى عضو اللجنة الدكتور نبيل عماشة كلمة اللجنة الثقافية، مركزاً على دور اللجنة وعملها، ومشيراً إلى أهمية مثل هذه اللقاءات “كي لا ندع هذه الجائحة العالمية تحطم فينا كل المكتسبات الانسانية على مدى العصور، والتي ميزتنا دوما عن باقي المخلوقات، كالاحساس والمشاعر والعلاقات الاجتماعية، اتجهنا الى القيام بهذه السلسلة من الندوات الشعرية بمختلف انواعها، علنا بذلك نستطيع ولو قليلا إبقاء الأمل في النفوس، وتعزيز المشاعر المكتسبة لنا ولأولادنا وللمستقبل، كيف لا؟ والشعر المحكي على وجه الخصوص يلامس النفس، ويدخل اليها الفرح والحب وبذلك يزيد مناعتها وقد يحصنها، مخففاً عنها قسوة الواقع وهول الأحداث ومصاعبه”.
الصحافي والأديب بسام ضو ألقى الضوء على هذا النوع من الشعر، قائلاً: “الشعر سابق النثر، والمحكيّ اليوميّ سابق المكتوب، والمنطوق المسموع هو الخطوة الأولى نحو المكتوب المقروء”، وأضاف: “لست من دعاةِ التخلّي عن نظام النحو والصرف في لغتنا العربية الجميلة، ولا من دعاة الحرب على الإبداع بالتعبير اليومي، بل من دعاة احترام الاثنين والكشف ممّا فيهما من جماليّات، كي لا تموت حيويّة اللغة”.
وتابع: “إذاً، الشعر اليومي هو رافد غنيٌّ شديد التأثير، لكنّ علينا الحرص على التمييز بين الشعر اليومي المحكيّ والزجل، فالأوّل له فضاؤه الخاص، والثاني هو تقليد للأوزان الخليلية لكن خارج نظام النحو والصرف… الشعر اليومي جدّد في الموسيقى والصورة الشعرية، وفتح للخيال آفاقاً قد تكون منغلقة على الشعر وفق نظام النحو والصرف”.
بعد ذلك ألقى الشعراء مجموعات من قصائدهم باللهجة المحكية بمشاركة نخبوية منوعة.