كتبت “المركزية”:
صحيح أن وفد “مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان” أكد في لقاءاته المسؤولين اللبنانيين في بحر الاسبوع، على جدية الإدارة الأميركية في إحقاق تقدم في موضوع استجرار الطاقة من مصر، غير انه شدد في المقابل على وجوب مواكبة الحكومة اللبنانية هذه الجدية، لينعم اللبنانيون بهذه الطاقة.
ووفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، فإن كل ما حكي في الاسابيع الماضية عن اقتراب التوصل الى اتفاق يفرج عن الغاز المصري، خصوصاً خلال وجود المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين في بيروت ولقائه وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض، تبيّن أنه مبالغ فيه. فالاعفاءات الاميركية التي تنتظرها القاهرة ليمرّ غازها عبر سوريا، من دون ان تتعرّض لعقوبات قيصر، لم تُعطَ بعد، وهي على الارجح تنتظر اصلاحات لبنانية من جهة وتقدّما ما في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين بيروت وتل ابيب من جهة ثانية.
في السياق، دعا المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، الأربعاء، القادة اللبنانيين إلى “التصرّف بجدية وبشكل طارئ لتطبيق الإصلاحات واتخاذ الإجراءات الضرورية لإنقاذ اقتصاد لبنان بما في ذلك إجراءات يمكن اتخاذها في مرحلة تشكيل الحكومة”. وقال برايس، في مؤتمره الصحافي اليومي “نحن على تواصل دائم مع شركائنا اللبنانيين ودعونا أصحاب المصلحة إلى تشكيل حكومة قادرة وملتزمة بتطبيق إصلاحات واستعادة ثقة الشعب اللبناني”. من جهة ثانية، أوضح برايس أنّ الولايات المتحدة ستواصل العمل مع لبنان وإسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين. وقال “نرحّب بالحوار البناء وبالتقدم الذي تحقق وسنقوم بكل ما في وسعنا، وكذلك المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين من أجل دعم هذه العملية والمضي قدماً”.
بدورها، حضت السفيرة الاميركية دوروثي شيا خلال مشاركتها في مؤتمر لمؤسسة مي شدياق مطلع الاسبوع “على سرعة اقرار كل التشريعات المطلوبة وتنفيذ الإصلاحات”، مشددة على أنه “عندما يتعلق الأمر بالإصلاح الاقتصادي والمالي ، يجب أن نضع في اعتبارنا أن الأيام طويلة ولكن السنوات قصيرة ، وكل يوم نؤجل فيه تنفيذ الإصلاحات يضيع، وهذا شيء لا يستطيع لبنان تحمله”. واعلنت ان “الشعب اللبناني يستحق أفضل من سوء الادارة هذه والفساد وغياب المساءلة الذي شهدناه منذ عقود. نحث المنتخبين والقادة السياسيين في البلاد على الاستماع إلى دعوة اللبنانيين المستمرة للتغيير بجدية وعجلة واتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة الاقتصاد إلى المسار الصحيح”.
تشكيل حكومة سريعا ووضع قطار الاصلاحات المالية والاقتصادية الفعلية على السكة أكان في السراي او مجلس النواب، ومعهما ايضا تسهيل الوساطة الاميركية “ترسيميا” بعيدا من تصعيد حزب الله ومسيّراته، تُعتبر من الضرورات الملحّة للفوز بالضوء الاخضر الاميركي “كهربائيا”.. وحتى ذلك الحين، باقون في العتمة، تختم المصادر.