
تبدو الحقيقة احدى ضحايا انفجار مرفأ بيروت ، ويدوم الدوران في حلقة مفرغة بعد سنتين على الكارثة ، لأن قاضي التحقيق طارق البيطار لا يتمكن من استكمال عمله، ولأن بعض الاوساط تحذر من ملابسات كثيرة عن كيفية إدارة التحقيق منذ بداياته بعيداً عن الخيوط الأساسية، أي حول من أتى بالنتيرات ومن حمى إنزالها، ومن حافظ عليها كل هذه السنوات. ومن يحاول ابعاد التحقيق عن بعض القضاء وعن بعض المؤسسات الأمنية وخصوصاً عن القوة الفعلية التي كانت صاحبة الكلمة الفصل والتي كانت تغطي وتحمي هذه الممارسات .
تحت عنوان الحصانة النيابية يراوح التحقيق مكانه من القاضي فادي صوان الى القاضي طارق البيطار، ولا يزال في السجن مشتبه بهم ربما بعضهم ابرياء نتيجة هذا الخلل والتأخير . لكن الادهى هو الاهمال الرسمي ومحاولة تحجيم او تجاوز ذاك التفجير – الزلزال الذي دمر نصف العاصمة ، واوقع عشرات الضحايا ومئات الجرحى .
منذ مؤتمر سيدر في ٢٠١٨ وانتفاضة تشرين الاول/ اكتوبر ٢٠١٩ ، نستنتج أسوأ إدارة للانهيار الاقتصادي والمالي والاجتماعي وكأن هذه المعاناة العميقة لا تعني كبار النافذين والمتحكمين بالقرار في دولة تتحلل حيث تنتشر طوابير الذل امام الافران ويصبح الحصول على ربطة خبز يمتزج بالدم، ويلوث بنزعات عنصرية خبيثة . واصبح الحصول على جواز سفر او قسطاً من الكهرباء والمياه من الامتيازات لمواطن مقهور في بلد مسلوب ومنهوب وفاقد السيادة
في الوقت الذي تتم فيه كل انواع المماطلة واخفاء الحقائق والمراسلات القضائية والامنية وممارسة الفيتو من اجل تغييب المسؤوليات او ربما عدم الافصاح عن الذي حصل فعلا منذ عامين وهل كان اعتداءاً خارجياً او تفجيراً بالخطأ ؟
ومنذ اسابيع يدور لغط آخر حول حالة اهراءات المرفأ وخطر سقوطها من دون شرح الموقف بدقة لأهل الضحايا ، وكأن قوى الامر الواقع مستعجلة في تمرير صفقات حول عمل المرفأ من دون اكمال التحقيق
بعد سنتين على تفجير مرفأ بيروت ، يتأكد فقدان لبنان لدوره التاريخي ..لم يعد مرفأ المنطقة ولا مدرستها ولا جامعتها ولا مستشفاها ولا مصرفها .. وحتى لم يعد ساحة وحيدة للصراعات في المنطقة مع وجود الساحات السورية والعراقية واليمنية . ولذلك هربا من المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، تتم محاولة الالهاء بزرع اوهام حول ثروة الغاز ومفاوضات الترسيم من دون احاطة الرأي العام عن اسباب التأخر بين ٢٠١١ تاريخ الاتفاق على خط هوف و٢٠٢٢ تاريخ وساطة هوكشتاين والجدل حول الخطوط وحقلي كاريش وقانا ..في الحقيقة، ان لبنان هو اليوم رهينة بكل معنى الكلمة وكأنه اصبح عبئا على العالم واللبنانيون لا يريدون ان يصدقوا هذا الواقع المرير