
في الكواشرة البلدة التي حطت فيها طوافة الرئيس التركي اردوغان والى جانبه الرئيس سعد الحريري في تشرين الثاني من العام ٢٠١٠، وكانت حينذاك الحشود من كل حدب وصوب
في تشرين الثاني، وبعد ١٢ عاما، اختلف المشهد في الكواشرة، فمن رايات زرقاء ترفرف الى جانب العلم التركي، الى رايات سوريا وفلسطين وصور عملاقة للرئيس الراحل حافظ الاسد والرئيس الدكتور بشار الاسد، وشعارات “الحركة التصحيحية”…
بين مشهد ٢٠١٠ ومشهد ٢٠٢٢، مسار انتصارات يثبت بالفعل انتصار محور وانهزام محور آخر، وفق مراقب بين الحشود التي كانت تصل الى قاعة ( يلدز لار ) في بلدة الكواشرة، التي يتوارثون لغتهم التركية ابا عن جد…
مهرجان ذكرى “الحركة التصحيحية” التي قادها الرئيس الراحل حافظ الاسد في سوريا، شكل يوم امس في عكار، علامة فارقة بين المهرجانات التي شهدتها المنطقة منذ ٢٠٠٥ والى اليوم، فكان مشهدا تميز بالحشود الوافدة من كل انحاء عكار تلبية لدعوة قيادة فرع عكار في حزب “البعث العربي الاشتراكي”، الذي تحول على مدى الاسبوع الماضي الى خلية نحل يقودها عضوا القيادة المركزية عمار أحمد وموسى طعمة واعضاء قيادة الفرع وامينه في عكار، برعاية وحضور الامين العام القطري للحزب علي حجازي.
منذ ١٧ عاما لم يحتفل حزب “البعث” في عكار بالذكرى، بعدما ما شهدته البلاد من احداث متتالية عقب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، حيث شهدت عكار طوال هذه السنوات تقلبات واحداث امنية، ومحاولات نزع جلدها الوطني واقتلاعها عن جذورها، غير ان قوى ٨ آذار وفي طليعتها حزب “البعث” والحزب “القومي” وغيرهما من الاحزاب اثبتوا ان الجذور متأصلة وعميقة، وان عكار لا تضيع بوصلتها.
يوم امس، حضرت الوفود الشعبية من وادي خالد الملاصقة للحدود السورية، ومن جبل اكروم التي تحاكي قرى ريف القصير، ومن عكار العتيقة، وفنيدق وببنين وبرقايل، ومن قرى وبلدات الجومة والقيطع والسهل والدريب، وحضر رجال الدين من كل الطوائف والمذاهب، ورؤساء بلديات ومخاتير وهيئات نقابية واجتماعية واقتصادية وشعبية، كما حضرت الاحزاب والقوى الوطنية والاسلامية بكافة فصائلها ومشاركة من التيار الوطني الحر.
وحدهم نواب عكار الحاليين والسابقين غابوا عن المهرجان، ولطالما كانوا يحجزون مقاعدهم بالصفوف الامامية في مهرجانات حزب “البعث” في زمن ما قبل العام ٢٠٠٥.
برأي مراقبين ان هذا المهرجان البعثي ايذان بعهد عكاري جديد يفتح الباب امام احزاب وقوى ٨ آذار لاستئناف لقاءاتها الدورية وتفعيل حركتها على الساحة العكارية، وللعودة الى قيادة المنطقة.
ويمكن الاشارة الى جملة ملاحظات ابرزها:
– اولا: ان المهرجان اقيم في الكواشرة وسط الدريب التي كانت حتى الامس القريب “مستقبلية” الهوى.
– ثانيا: ان حجم الحشود والمشاركين من فاعليات ووجوه وعشائر عربية من كل انحاء عكار، دلالة على عمق العلاقة بين عكار و”البعث” بما يمثله من عروة وثقى بسوريا وقيادتها.