صحف

ما أبعاد “الغزل الرئاسي” من ميقاتي إلى فرنجيّة؟

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أول من أمس تمنيه بأنّ يكون النائب السابق سليمان فرنجية رئيساً للبلاد في المرحلة المقبلة، مشدداً على العلاقة الطيبة والتاريخية التي تجمعهما. الامر الذي رأى فيه احد المحللين السياسيين انّ كلام ميقاتي المفاجئ، يدّل على معطيات تفيد بأن فرنجية يمتلك اكثر من فرصة لوصوله الى رئاسة الجمهورية، بالتالي لا يُخفي رغبته بتولي منصب رئاسة الحكومة في العهد الجديد، لذلك “يُغازل” فرنجية راهناً، فبحكم قربه من الرئيس نبيه برّي، وعدم رفض الحزب له، ولا الغرب ربما سيصل (اي ميقاتي) الى مُبتغاه.

على ايّ حال، يبقى رهان فرنجيّة اليوم على رفع “الفيتو” السعودي عنه، خصوصاً بعد حفاوة الاستقبال الذي لقيها في منتدى الطائف وجلوسه في الصفوف الأمامية مع الرؤساء. كما انّ ليس هناك ممانعة غربية له، ايضاً من قبل باريس، وفي الموازاة، القنوات الاميركية ليست مقفلة معه على الاطلاق، لذلك فهو استمهل الحزب مدة تُقارب الشهرين في محاولة لرفع حظوظه وإخراج كرسيّ الرئاسة من عنق الزجاجة.

وتُشير المعلومات الى أنّ الحزب بدأ جدياً بإزالة العوائق كي ينجح خياره، أيّ انتخاب زعيم “المردة” للرئاسة، ساعد على ذلك الرئيس برّي في تقريب المسافات بين الذين يمون عليهم من أجل التوافق عليه، فالثنائي الشيعي داعم بقوة لترشيحه، والطائفة السنية لا ترفضه، لا سيما في ضوء علاقته الجيدة مع تيّار “المستقبل” ورئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، ويبقى الوزير السابق وليد جنبلاط على بُعد امتار للتوافق.

في مقابل ذلك، يعمل رئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل- غير الراغب في تقديم ايّ تنازل مجاناً في المعركة الرئاسية، ولديه قناعة بأنه لا يزال قادراً على المناورة في الجلسات الانتخابية- على الترويج لشخصية أُخرى لقطع الطريق امام زعيم “المردة”، هذا ما يرفضه الاخير بشكلٍ قاطع، وما يُحرج الحزب ايضاً. في المقابل يبدو انّ عدم انتخاب فرنجية سيُعرّض التفاهم بين التيار والحزب ربما الى إهتزاز، وبالتالي سيُصبح باسيل معزولاً داخلياً بفقدان آخر حلفائه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى