خاص الموقع

غنوى الصايغ : مفاتيح النجاح ثلاث: “الرأس واليد والقلب”

د. هادي صفا: القرار يصنع الأقدار

 

“الحياة هي عبارة عن مجموعة قرارات نتخذها بشكل يومي ودوري, هذه القرارات تكون المصير. القرار الذي يتم اتخاذه في وقت معين يؤثرعلى المستقبل بشكل كامل. القرارات النابعة من العقل تشكل النسبة الأقل بينما القرارات النابعة من القلب والعواطف تشكل النسبة الأكبر, وهذا ما يجب التحكم به.”

هذا ما استهل به الدكتور هادي صفا الحديث عن أهمية التحفيز والتدريب للموظفين والطلاب والقدرة على اتخاذ القرار المناسب.

د. هادي صفا الإختصاصي في التنمية البشرية والمدير التنفيذي لشركة Standards, حائز على دكتوراه في إدارة المواهب وماجستير في إدارة الأعمال الدولية بالإضافة الى بكالوريوس في ادارة الأعمال. عمل في مجال إدارة الموارد البشرية في عدة شركات منها FMCG, Telecom وغيرها, من ثم أسس شركته الخاصة Standards التي تعنى بالتدريب والاستشارات الإدارية بالموارد البشرية حصراً. بعد ذلك توسعت أعمال الشركة لتشمل تقديم خدمات التدريب الإداري والاستشارات الإدارية كافةً لكل أنحاء العالم العربي من شركات ومؤسسات دولية.

شركة STANDARDS Consultants

منذ تأسيسها في عام 2008 ، أصبحت STANDARDS Consultants واحدة من المنظمات الرائدة في مجال استشارات الموارد البشرية وإدارة الأعمال وفي مجالات التدريب والتطوير في المنطقة. مقرها في لبنان ولها مكاتب في قطر والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. تدور رؤية ستاندردز حول فهم الأسواق المحلية والعالمية ودراسة جميع الاتجاهات والقوى التي تشكل عالم الأعمال.

د. هادي صفا – المتحدث التحفيزي في لبنان والشرق الأوسط

لطالما كان شغوفًا بسرد القصص ومعجب بتأثيرها على الناس وعلى القرارات التي يتخذونها في الحياة. أحب الانخراط في المشاريع التي عمل عليها ، والغوص أولاً في البحث وإنتاج القصص التي شعر أنها تستحق الكتابة عنها. هكذا يعرّف هادي صفا عن نفسه. مؤلف فضولي واستباقي ومتحدث تحفيزي في لبنان و الشرق الأوسط ، شغوف بالعقول والأرواح البشرية.

يجري أكثر من ثلاثين ساعة من الخطابة العامة والتدريب الإداري على مدار الأسبوع ، وإدارة أعمال الاستشارات الخاصة به. وكونه مؤلفًا ومتحدثًا دوليًا ، اعتمد على أكثر من 20 عامًا من الخبرة في الحلول المبتكرة للموارد البشرية ، وإدارة التغيير ، والقيادة و تطوير الاعمال. باحث مستمر في إدارة المواهب ، والتنمية البشرية ، والكفاءة السلوكية ، وهذه هي الطريقة التي طور بها مفهومه H3. الرأس واليد والقلب.

إلى جانب كونه متحدثًا تحفيزيًا ، فإن هادي صفا هو مستشار أعمال نشط ، يعقد ندوات تطوير الذات وخطب تحفيزية تلبي احتياجات الآلاف من الحاضرين الملهمين حول من رواد الأعمال الى طلاب المدارس والجامعات.

هذا بعض ما جاء في الحوار مع د. هادي صفا.

ما هو الدور الذي لعبته شركة ستاندردز في المدارس والجامعات؟

كنت قد درست مع جامعة هارفرد برنامج يختص ب (جنرايشن ز) ووصلنا الى خلاصة أن المهارات الناعمة وهي مهارات أساسية في الحياة مثل إدارة الذات, إدارة الوقت, إدارة الجهد, التواصل مع الآخرين وحل المشاكل والنزاعات والقدرة على اتخاذ القرارات الصحيحة.

كل هذه المهارات لا تدرس من ضمن المناهج في المدارس والجامعات ولكنها أساسية في الحياة العلمية والعملية, لذلك أنشأت تدريب خاص بالمدارس والجامعات يعنى بكيفية إدارة الذات ومبادئ القيادة ومهارات التواصل والإلقاء وإدارة الوقت والجهد وحتى إدارة المال والتفكير النقدي والإبداعي إضافةً الى كيفية حل المشاكل والنزاعات. تمت تجربة هذا التدريب في ثلاثة مدارس عبر ورش عمل أسبوعية حيث يتم تدريب الطلاب من أعمار معينة لمراقبة التطور الذي يحصل لديهم من خلال ادارتهم لذاتهم في المدرسة و إدارة الذات بشكل عام والتواصل مع محيطهم. هذا ما حصل على مدى ثلاثة سنوات, ولكن للأسف المدارس والجامعات اليوم لا تستطيع تحمل التكاليف لذلك أصبحت هذه الورش والحلقات تقام بشكل سنوي.

من هي الفئة المستهدفة لهذا التدريب؟

الفئة المستهدفة هي من عمر 13 سنة وما فوق لكي يستطيعوا الاستفادة من بعض المهارات الحياتية التي يمكن تطبيقها قبل الوصول الى مراحل متقدمة في حياتهم العلمية. والهدف الآخر هو توعوي بامتياز للإضاءة على أهمية إدارة الذات وأهمية التواصل الإيجابي مع الآخرين والتواصل الايجابي مع الذات, لأننا في الكثير من الأوقات في عمر صغير نقع بفخ أننا الضحية أو الجلاد أو أننا المنقذ لحياة الآخرين, نبدأ بلعب هذه الأدوار للحصول على الاهتمام. وهنا تكمن أهمية هذه الدورات لتمكين الطلاب من خوض حياة صحية من دون لعب أدوار سلبية أو أدوار الدراما.

كيف يؤثر التحفيز على نفسية الموظف ورفع قدرته الإنتاجية؟

التحفيز هو أساسي في حياة الموظف, هناك راتب وهناك حوافز. الحافز هو الذي يدفعنا للذهاب الى عملنا كل يوم, هو الذي يدفعنا الى مواصلة عملنا وتحقيق الانجازات. عندما يغيب الحافز, نكون بحاجة الى تحفيز معين بهدف الإضاءة على المصلحة والمنافع التي يمكن أن يحصل عليها الموظف من خلال عمله وذلك لأن في الكثير من الأحيان يشعر الموظف بالملل وعدم الحصول على نتيجة مرضية له بسبب التكرار الذي يقوم به في مكان العمل, وبالتالي يفقد الشغف. وهنا يأتي دورنا بالتحفيز من خلال الإضاءة على المصلحة الكامنة من خلال الاستمرار بأداء المهام بالشكل المطلوب.

برأيك, ما هو دور المعلم في تحفيز الطلاب؟ وما مدى تأثير ذلك في بناء شخصياتهم؟

دور المعلم هو أساسي في تحفيز الطلاب, فالطالب يحب أو يكره المادة بسبب الأستاذ. دور المعلم هو أبعد بكثير من أداء واجباته الاعتيادية وشرح المفاهيم, فمن خلال حركة بسيطة أو ايماءة أو نفس أو بأي ردة فعل يستطيع المعلم أن يؤثر على عدد كبير من تلاميذه الذين يأخذون تصرفاته ويقلدونها أو يتصرفون بعكسها. الأطفال عادةً لا يصدقون الكلام بل يصدقون التصرفات. فالطالب لا شعورياً يأخذ من المعلم قدوة له. من ناحية اخرى عندما تتواجد بعض الصعوبات لدى التلاميذ بفهم المادة ومحتواها بشكل جيد يأتي دور الأستاذ بإعطاء الحافز الجيد لتقبل المادة لمصلحتهم, خصوصاُ أن المواد في مناهجنا أصبحت قديمة وباهتة, قضى عليها الزمن. فالطلاب في عصرنا لا يكترثون الى تعلم أي شيء يمكنهم الحصول عليه عبر “غوغل”, ودور الأستاذ هنا هو بكيفية جعل الطلاب يتطلعون الى الدرس بشكل مختلف, يتطلعون اليه كمصلحة لهم بالوصول الى الجامعة أو كمصلحة لهم بزيادة قدرتهم على التحليل والتفكير النقدي. للأسف بعض الأساتذة يقتلون التفكير الإبداعي لدى الطلاب عبر الحد من التفكير من خلال التركيز على الحفظ والتسميع فقط.

كيف تصف الفيديوهات والبرامج التحفيزية التي تطل بها عبر شاشة التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي؟

هذه الفيديوهات أصفها بأنها “بتضوي لمبة” من خلال التفكر الذاتي بالحياة وبأسلوب المعيشة وتحفيز القدرة على رؤية الخطأ والصواب في كافة جوانب الحياة. الهدف هو الإضاءة علي كيفية تطوير الذات من الذات, والتوعية على كيفية اتخاذ القرار المناسب.

تقول بأن مفاتيح النجاح ثلاث الرأس واليد والقلب, كيف تفسر لنا هذه الفكرة؟

نحن نعمل بعقلنا وبعاطفتنا وبالمهارات التي نمتلكها, الثلاث معاً يتحركون داخلنا يخدموننا ونخدمهم. نحن نخدم أفكارنا وعواطفنا ومهاراتنا الفكرية والجسدية. العقل هو أفكارنا والقلب هو عواطفنا والأمور التي نستطيع ونحب القيام بها هي مهاراتنا. أي قرار نتخذه يجب أن يكون نابع من الثلاثة معا”. فلا يمكننا أن نقوم بعمل لا يتناسب مع أفكارنا وقيمنا, كما أنه لا يمكننا القيام بعمل لا نمتلك المهارات المطلوبة لإنجازه. لكي نقوم بعل ناجح يجب أن يتماشى مع أفكارنا ويكون لدينا الرغبة والشغف لإنجازه بالضافة الى امتلاك المهارات المطلوبة له.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى