
إنه المونديال، أكبر حدث رياضي ينتظره العالم أجمع كل أربع سنوات. يسبق المونديال فترة طويلة من التحضيرات لاستقبال هذا الحدث العالمي بأفضل الطرق. فينشغل الناس بشراء الأعلام والثياب التي ترمز الي الفريق الذي يشجعونه، وتهيأة الأرضية المناسبة للمشاهدة وتزيين الشوارع والمقاهي.
في البلاد العربية، اعتدنا على تشجيع فرق أجنبية، نظرا لأن نسبة مشاركة المنتخبات العربية قليلة. خاصة لبنان لم يشارك في كأس العالم من قبل ولا حتى الآن. اللبنانيون في الحقيقة لا يكتفون بتشجيع الفرق وحسب بل أنهم يسألون بعضهم “هل أنت برازيلي أو ألماني” أشهر الفرق في لبنان، “أرجنتيني أو …..” . هكذا اللبناني يعيش كل الحالات ويذهب بها بعيدا. ربما هذا ما يميز اللبنانيين، حبهم للفرح والاستمتاع الى أقصى الحدود في كل الأوقات والأحداث. وكيف اذا كان الحدث هو المونديال؟ وكيف اذا كان في دولة عربية؟
فلولا هذه الأزمة الإقتصادية التي يمر بها الشعب اللبناني، لرأيتم أكثر من نصف اللبنانيين من أطفال ونساء ورجال مغادرين الى قطر لحضور المباريات مباشرة، لكن لسوء الحظ أنهم يرزحون تحت وطأة أزمة خانقة لم يسبق لها مثيل. فسوء الحظ لعب دوره، لكن هل يعقل أن يحرم الشعب اللبناني من متابعة كأس العالم حتى في منازلهم. القلة القليلة قادرة على امتلاك الريسيفر الخاص بالقنوات التي تعرض المونديال. ماذا يفعل الآخرون؟ ولكأنما الفرح ممنوع من العبور إلى قلوب اللبنانيين أطفالا وشبابا صغارا وكبارا، بل كأنما الخناق قد صمم ليعصر ما تبقى من أمل أو فرح أو متعة في حياة كل ما فيها حصار.
دولة قطر فكرت بالنازحين واللاجئين في ثماني دول عربية عبر تأمين وتجهيز أماكن لهم لمتابعة كأس العالم والمشاركة بهذه الفرحة العالمية. كما اهتمت قطر بشكل خاص في فلسطين، إذ أعلن مُدير قطاع الإغاثة والتنمية الدولية بالهلال الأحمر القطري محمد صلاح إبراهيم عن توفير شاشات عرض عملاقة، لإتاحة الفرصة لأكبر عدد، لمشاهدة المنافسات، وتجهيز مواقع لإقامة بطولات رياضية في كرة القدم لفئة الأطفال والشباب، تحاكي كأس العالم، فضلا عن تنفيذ أنشطة ثقافية وتوعوية وترفيهية ومسابقات لجميع الفئات، علاوة على توفير أماكن خاصة للنساء ولذوي الاحتياجات الخاصة لحضور المُباريات. وفي السياق ذاته، ذكر نواف عبد الله الحمادي مساعد الرئيس التنفيذي لقطاع العمليات والبرامج الدولية بقطر الخيرية أن هدف المبادرة إشراك النازحين واللاجئين بالدول المعنية فرحة المونديال.
من يهتم باللبنانيين؟
حتى الساعة لا تزال المفاوضات جارية بين وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال المهندس زياد المكاري وبين الجهات المكلفة بتأمين نقل المباريات عبر شاشة تلفزيون لبنان، دون التوصل إلى نتيجة ملموسة. وكان وزير الاعلام قد أعلن مؤخرا أنه متفائل ولكنه لا يعطي الوعود قبل التأكد من كافة المعطيات.
الوقت ينفد والمباريات انطلقت، وما زال الانتظار سيد الموقف. دولة قطر استطاعت استضافة المونديال وأنفقت أكثر من 200 مليار دولار، ليصبح المونديال الأكثر كلفة والأغلى في التاريخ، ونحن ما زلنا ننتظر امكانية استضافته على شاشة التلفاز في منازلنا!!!!
من المسؤول؟ إنه السؤال الذي لم يلق جوابا منذ عقود في بلد يمعن الكل في استهدافه وكسر صمود شعبه بل يكسرون فرحه.
الديار