خاص الموقع

خاص : سليمان فرنجيه: رئيسا للجمهورية ولكن …. ريمان ضو 

ريمان ضو

 

كتبت ريمان ضو في موقع ليبانون نيوز اون لاين

عندما سأل الاعلامي مارسال غانم، الوزير والنائب السابق سليمان فرنجيه في احدى حلقات “كلام الناس” عام ٢٠٠٧ ، اذا كان مرشحاً لرئاسة الجمهورية، كان جواب فرنجيه البديهي آنذاك: “اذا هلق عملت رئيس شو بدي اعمل بعد ٦ سنين”.

جواب فرنجيه وهو في الأربعينات، منطقي، الا انه لم يعد صالحاً في ٢٠٢٢، ففرنجيه طرح نفسه مرشحاً جدياً لرئاسة الجمهورية وهو يدرك أن حسابات الحقل حاليا تختلف عن حسابات البيدر .

ذهب البعض الى الاستنتاج بأنّ حظوظ رئيس تيار المردة سليمان فرنجية تراجعت بعد الانتخابات، لأنّ “حزب الله” وحلفاءه لم يحصلوا على الأكثرية التي تسمح لهم بامتلاك الأرجحية في المعركة الرئاسية، وفي ظل التشتت النيابي الحاصل والتوازنات الجديدة داخل البرلمان والتي تظهر جليا في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية السبع.

حتى الساعة، وصول فرنجيه الى قصر بعبدا دونه معوقات داخلية وخارجية، ويدرك رئيس تيار المردة، السياسي المخصرم، حقيقة التغييرات الإقليمية والدولية ويعلم أن اتفاقات سين سين (أي سوريا والسعودية) التي كانت كفيلة بانتخاب رئيس الجمهورية في السابق لم تعد هي الأقوى، قد تحولت إلى سين _ ألف ( أي السعودية وايران) أو ألف _ ألف ( أي اميركا وايران). وذلك يتطلب تسوية دولية شاملة، على غرار التسويات الإقليمية السابقة.

سعى فرنجيه الى تسويق نفسه في باريس، من خلال زيارة الوزير السابق يوسف سعاده. الا ان موفد فرنجيه لم يسمع دعماً فرنسياً واضحاً، فالفرنسيون يفضلون التروي بإعلان موقفهم من المرشحين الرئاسيين، ويحاولون خلق قناة تواصل بين باريس والرياض وواشنطن وطهران للإتفاق على شخصية سياسية توافقية قادرة على إدارة الأزمة اللبنانية في المرحلة المقبلة بأقل خسائر ممكنة.

وكما باريس تدرك هذا التشابك الاقليمي، كذلك فرنجيه، فهو يعلم أن قبول السعودية بترشيحه اساسي، ليس فقط لتأمين وصوله إلى سدة الرئاسة، بل من أجل ضمان نجاح عهده، عبر إعادة العلاقات اللبنانية_العربية وخصوصا الخليجية إلى سابق عهدها، والاكيد عودة المساعدات والاستثمارات العربية إلى لبنان. وهو لن يكرر خطيئة الرئيس اليابق ميشال عون، الذي وإن زار لسعودية كمحطة أولىفي عهده الرئاسي، الا أنه لم ينجح في خلق قنوات حوار مع المملكة، لا من خلال “المونة” على حليفه حزب الله بالإمتناع عن مهاجمة المملكة، ولا حتى منع وزارئه ونواب التيار من “زلات لسان” تعرقل العلاقة مع الرياض. وفرنجيه أرسل إلى المملكة أول اشارة ايجابية، حين حضر مؤتمر الطائف في الأونيسكو الذي دعا اليه السفير السعودي وليد البخاري في الذكرى ٣٣ لتوقيع وثيقة الوفاق الوطني.

وفرنجيه ليس بعيدا أيضا عن ما يحكى من مقاربة سعودية للمرحلة المقبلة عبر تسوية لبنانية شاملة تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس حكومة وتشكيل حكومة تلتزم ببيانها الوزاري بالطائف والشرعية العربية والدولية وبالاصلاحات الاقتصادية والمالية.

اما الأميركيون، فيتريثون بمقاربة الإستحقاق الرئاسي، والإندفاعة الأميركية التي ظهرت بتوقيع اتفاق الترسيم البحري مع اسرائيل، تفرملت لأكثر من سبب وسبب، قد يكون أبرزها الانتخابات التصفية الأميركية وانشغال الإدارة الأميركية بأكثر من ملف دولي أبرزهم الحرب الروسية الاوكرانية.

اما روسيا، ف فرنجيه لا يغفل ايضاً دورها، وهو سمع دعما من المسؤولين الروس في زيارته الأخيرة لموسكو في نيسان الماضي.

واذا كان الواقع الدولي حالياً لا يشي بقرب الإتفاق على سليمان فرنجيه رئيساً للجمهورية، فالوضع الداخلي ليس بأفضل حال، فحتى الساعة لا يملك فرنجيه الا دعم كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة، وهما بطبيعة الحال غير كافيين لإيصاله إلى سدة الرئاسة، ويعوّل فرنجيه على تبديل موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي والسير به كمرشح توافقي، اذا أوحت المؤشرات الدولية بذلك.

اما أن يكون فرنجيه مرشح حزب الله فربما يكون عبئاً على فرنجيه، أكثر منه دعماً. وان يكون فرنجيه مرشح حزب الله فهو يضعه على القائمة الرئاسية السوداء المرفوضة سعوديا واميركيا.

فحزب الله وإن كان لم يصدر بعد أي إعلان رسمي بتبني ترشيح فرنجيه، الا انه أبلغ باسيل صراحة بذلك، في اللقاء الذي جمع الاخير بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

وحزب الله لم ينجح باقناع باسيل بقبول ترشيح فرنجيه رغم محاولات “الصلحة” بين الرجلين التي قام به شخصيا نصرالله من خلال إفطار المصالحة الأخير.

اما باسيل فلعب أوراقه الأخيرة باللقاء مع الرئيس نبيه بري من خلال محاولته الإيقاع بين عين التينة والضاحية الجنوبية ومحاولته طرح مرشح توافقي بعيدا من فرنجيه. لكن ورقة باسيل كانت خاسرة ومحروقة عند بري الذي افهم باسيل بأنو “يروح يخيط بغير هالمسلة”.

وفي الخارطة النيابية، المشكلة ايضاً تبرز بالتجربة المرة بين القوات والرئيس ميشال عون ومن خلفه صهر العهد، وهي لن تجعل القوات تكرر اتفاق معراب، ولن تقبل تحت أي ظرف القبول والسير بمرشح من قوى ٨ آذار.

اما تكتل النواب التغييرين والمستقلين فلن يكونوا عائقاً ولا مانعاً ولا حتى دافعاً وداعماً، لوصول فرنجيه اذا تمت التسوية، وتمكنه من تأمين قبول التكلات النيابية الكبرى في المجلس النيابي.

اذا حظوظ وأسهم فرنجيه حتى الساعة، لم ترتفع والطبخة لم تستو بعد، بسبب كثرة الطباخين.

يقول احد المتابعين للسياسة اللبنانية: ” بلبنان كل شي ممكن يصير، مين كان يقول انو ميشال عون بيعمل رئيس، وبرمت الدنيا وقعد ببعبدا ٦ سنين. فلبنان بلد المعجزات والمفاجآت والتسويات.”

ورغم كل ما تقدم، ففرنجيه مرشح طبيعي وجدي لرئاسة الجمهورية وهو يملك نقاط قوة، أبرزها تمسكه بالطائف وعلاقته الدولية المتشعبة من جهة، واطمئنان المقاومة له من جهة اخرى، كل ذلك قد يجعل منه نقطة تلاقي اقليمية دولية تعبد له طريق بعبدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى