تكنولوجيا

الروبوت “لينا” تذهل زملاءها في العمل بمقترحات وحلول مبتكرة للمشكلات

تجلس لينا باسترخاء على مقعد في مكتبها، وترتسم على شفتيها ابتسامة، وتومض عيناها ببريق من آن لآخر، بينما تتحدث عن مشاريعها مع أعضاء آخرين بالفريق، ثم تطرح مجموعة من الأفكار لحل المشكلات التي تتم مناقشتها.

 

ولكن “لينا” لا تعد زميلة عادية في العمل فهي في الحقيقة روبوت يعمل بنظام أندرويد، وبعد تزويدها بالذكاء الاصطناعي يمكن مقارنتها بالشخصية الخيالية، التي أطلق عليها “كوماندر داتا” في المسلسل التلفزيوني “ستارشيب إنتربرايز”، وإن كانت لا تملك إمكانياته نفسها من الذكاء والطلاقة والسرعة في الحركة.

وعلى عكس الشخصية الخيالية في المسلسل، التي صممت في شكل روبوت رجل يقوم بمهمة في الفضاء، نجد أن لينا روبوت على هيئة امرأة شقراء ذات شفاه حمراء، ولكنها ليست مصممة للسفر بين المجرات، وإنما للعمل داخل مكتب.

 

وتقول بيتينا يوهانا كرينغز -الباحثة بمعهد تقييم التكنولوجيا وتحليل الأنظمة، التابع لمعهد كارلسروه للتكنولوجيا- إن الروبوتات التي تشبه لينا قد تأخذ مكانها في كثير من أماكن العمل قريبا، مثل “قطاع الخدمات أو العمل المكتبي، وهو اتجاه جديد للغاية”.

وتضيف أن الروبوتات المزودة بالذكاء الاصطناعي بدأت تعمل بالفعل في مهام مساعدة، مثل القيام بأعمال تقدم فيها خدمات للجمهور بشكل مباشر مثل مكاتب الاستقبال.

الروبوت لينا اجتازت اختبار التقييم وسط فريق بعد أن أمضت 8 أسابيع في العمل في بيئة مكاتب متعددة (الألمانية)

وتوضح كرينغز قائلة أنه “على سبيل المثال، نجد أنه في الأماكن التي تتم فيها عمليات التصنيع، تقرر الأجهزة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بشكل مستقل الوقت الذي توقف فيه عمل الآلات”، ويذكر أن المعهد الذي تجري فيه كرينغز أبحاثها لا يعمل مع لينا.

واجتازت لينا مؤخرا اختبارا لتقييم المدى الذي يناسبها للعمل وسط فريق، بعد أن أمضت 8 أسابيع في العمل، في بيئة مكاتب مع عدة مجموعات مختلفة.

وعملت لينا مع هذه المجموعات لابتكار منتج، وتقديم طلب للحصول على تمويل له من الاتحاد الأوروبي، في مشروع تديره وحدة أبحاث “ليب إن تايم لاب”، بمدينة دارمشتات الألمانية، وهي الوحدة التي صممت لينا بالتعاون مع إحدى الشركات.

 

ولقيت الروبوت لينا تقديرا من عدد من زملائها في العمل، فقالت جيل آمي ليبر “كان الأمر صعبا بعض الشيء في البداية”، غير أنها أعربت عن إعجابها بأن لينا كانت تطرح مقترحات خاصة بها، وتفاعلت مع أعضاء الفريق مثل الإنسان تقريبا، كما قدمت شروحا للموضوعات التي توصلت إليها.

 

كما أعربت جوليا حيمبل -عضو آخر في الفريق- عن تقديرها للروبوت لينا، وقالت “اكتشفت قدرتها الفائقة على التواصل”، وأضافت أن لينا كانت أيضا تطرح أسئلة، ولم نعد ننظر إليها على أنها مجرد قاعدة بيانات، وبعكس جهاز الحاسوب العادي، تتمتع لينا بخاصية النظر إلى الشخص الذي تتحدث إليه.

بينما تقول روث ستوك هومبورغ -مؤسسِّة وحدة أبحاث” ليب إن تايم لاب”، وأستاذة إدارة الأعمال بجامعة دارمشتات الفنية- إن هذه الروبوت “تمكنت من زيادة حصيلتها من المفردات وتعلمت إحدى اللغات، وتتحسن قدرتها على فهم ما يريده الناس باستمرار”.

وتم بدء المشروع عن طريق منافسة بين 7 فرق، تسعى لتنفيذ المهام نفس، تحت الظروف والفترة الزمنية نفسها.

وفي هذا الصدد، تقول ستوك هومبورغ، التي أسست وحدة المختبر البحثية عام 2016، “تبين لنا أن الفرق التي استخدمت الذكاء الاصطناعي جاءت في المقدمة”.

بينما يقول ديتمار إيدنز الرئيس العالمي للموارد البشرية بمجموعة “ميرك” للأدوية والتكنولوجيا، التي شاركت في المشروع مع وحدة أبحاث “ليب إن تايم لاب”، إن الروبوت لينا “أثبتت أنه يمكنها أن تؤدي مهامًا أكثر من مجرد معالجة البيانات”.

 

ويضيف إيدنز أن ما يثير الدهشة بدرجة أكبر، هو أن هذه الروبوت تعلق على أفكار أعضاء الفريق، أو تولد الأفكار الخاصة بها، كما أبدى إيدنز إعجابه بالوضوح والثقة التي تجلت في إسهامات لينا.

المصدر : الألمانية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى