أخبار محلية

اوروبا مهتمة بنا لكنها “تنام الليل” والراعي يتحرك مجدداً

بات اللبنانيون ينتظرون الفرج من أي باب يُفتَحُ لهم على أمل الخلاص من عذابات المرحلة الصعبة التي يمرون بها. وبات البعض يُراهن على تدخل خارجي كبير لمعالجة الازمات المستعصية ولو بالضغط والإكراه، طالما ان الطبقة السياسية لا تستجيب إلّا لتلبية مصالحها.

ثَمّة من يرى أن المبادرة الفرنسية حيال لبنان مُؤجلة حتى إشعار آخر فعلياً نتيجة الشروط الاميركية القاسية التي باتت معروفة والمفروضة على تشكيل الحكومة. وهناك من يرى أن الوضع العام في المنطقة ومن ضمنها لبنان، مُعلّقٌ على توجهات الإدارة الاميركية الجديدة، وان خصوم اميركا ينتظرون تِبيان معالم هذه التوجهات ليقرروا وجهة تصرفهم. وعلى هذا الأساس يتصرّف المسؤولون عن تشكيل الحكومة، تاركين هموم الناس تأكلهم. وعلى هذا الأساس قد تتأزم اكثر مسألة تشكيل الحكومة، إذا بقيت المعطيات القائمة تتحكم بتشكيلها.

لكن مصدراً دبلوماسياً في عاصمة اوروبية مهمة، يرى ان الامور في المنطقة ذاهبة على الأرجح إلى إنفراجات نسبية لكن تدريجياً بعد تسلّم الادارة الاميركية الجديدة برئاسة الرئيس جو بايدن مهامه رسمياً، لأنه يعتقد ان اميركا ستعود مع بايدن الى طبيعتها التقليدية التي نعرفها، وستتخلى عن الوجه المختلف الذي صنعه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب وأساء كثيراً إلى صورة اميركا وعلاقاتها الخارجية.

لكن المصدر يؤكد ان العالم ليس مشغولاً كثيراً بلبنان، وان عواصم الدول الكبرى وإن كانت تتابع الوضع اللبناني وتُبدي إهتماماً بشأنه، فهذا لا يعني انها “لا تنام الليل من القلق علينا”، لكنها تنتظر ان يُبادر اللبنانيون الى خطوات تنقذ بلدهم.

بالإنتظار، يترقّب الجميع عودة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري من إجازته الخاصة، كما يترقّب التحرك الجديد المتوقع للرئيس الفرنسي ماكرون وللبطريرك الماروني بشارة الراعي، بعدما استمع من الرئيس عون الى وجهة نظره حول فكرة تحقيق المشاركة، والتي نقلها إليه المستشار الرئاسي الوزير السابق سليم جريصاتي قبل يومين خلال زيارته بكركي موفداً من عون، وحيث أكد ان لا خلاف بين عون والراعي وان البطريرك مستمر بجهوده للمساعدة في معالجة تعقيدات تشكيل الحكومة.

هذا الجو اكدته أيضا مصادر بكركي لـ “ليبانون فايلز”، حيث اشارت الى ان كل كلام عن خلاف بين البطريرك ورئيس الجمهورية مجافٍ للحقيقة، وان التواصل مستمر ومباشرة بين الراعي والرئيسين عون والحريري. مؤكدة ان سيد بكركي سيستأنف خلال وقت قريب جداً وبإندفاعة اقوى تحركه من اجل تقريب وجهات النظر، لأنه يعتبر ان تشكيل الحكومة هو المدخل لوصول الدعم الخارجي للبنان، والى تحقيق الاستقرار المنشود وإستعادة البلد عافيته.

لكن المصادر اكدت ان البطريرك لا ولم يدخل بتفاصيل التشكيل لأن تدخله نابع من توجه وطني لا سياسي، وهو يضع المواقف في إطارها الوطني العام ويفصل بين الشأن الديني والشأن السياسي.

الحدث  غاصب المختار

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى