كتبت ميليسّا دريان في “السياسة”:
لبنان الذي تكثر فيه المصائب، تكثر فيه الإبداعات أيضاً.
كارولين شبطيني، ابنة بلدة مزيارة تجرّأت ورفعت سقف طموحاتها لتُدخل لبنان في موسوعة “غينس” للأرقام القياسية، من خلال صنع أكبر علم دولة (علم لبنان) من المواد البلاستيكية القابلة لإعادة التدوير في بلدة بنشعي شمال لبنان.
“بعد انفجار بيروت في الرابع من آب، لبنان بحاجة إلى شيء إيجابي، إلى أمل وحيوية للناس المُحبَطين… وهكذا بدأت الفكرة“.
بهذه الكلمات عبّرت شبطيني عن حلمها هذا الذي أصبح حقيقة في حديثها ل”السياسة”، وأشارت إلى أن دخول موسوعة غينس ليس جديداً عليها بل دخلتها من قَبل، في صنع أكبر شجرة ميلادية من مواد بلاستيكية، ومرة أخرى في صنع أكبر هلال.
“طلبت من العالم يجَمّعو كل شي بلاستيك (أحمر، أبيض، أخضر)، الى أن اكتمل العدد”. بهذه الطريقة حضّرت شبطيني البلاستيك وبدأت العمل خلال فترة الإغلاق العام بسبب كورونا. وتشير شبطيني إلى أن “العمل استغرق شهراً ونصف الشهر”.
ما هي الأشياء البلاستيكية التي استُعملت؟
تجيب شبطيني: “ألف زجاجة بلاستيكية خضراء، 70 ألف غطاء زجاجة بيضاء، 5 آلاف طبق أحمر، 30 ألف غطاء للنرجيلة، إضافة الى الخرطوش”. هذه المواد التي تُرمى ولا حاجة إليها، استعملتها شبطيني وصنعت أكبر علم مصنوع من مواد بلاستيكية.
تلفت شبطيني إلى أن “green community ngo في زغرتا هي التي دعمت المشروع من خلال دفع التكاليف (سيليكون، نايلون…)”.
العلم الذي بلغ حجمه 300.2 متر مربع، وُضِع في ساحة بنشعي، وبعد إزالته، ستُعطى المواد البلاستيكية الى جمعية kids first التي تعنى بمرضى السرطان، والتي بدورها تبيع هذه المواد لإعادة تدويرها والاستفادة من الأموال لمعالجة الأطفال المرضى
كارولين شبطيني أول امرأة لبنانية تدخل موسوعة غينيس في ثلاثة تحديات، تساهم من جهة بتنظيف البيئة (من خلال جمع المواد البلاستيكية)، تساعد مرضى السرطان من جهة أخرى، وتحقق نجاحاً لها وللبنان.
في بلدٍ كلبنان، لا يبقى لنا سوى الحلم، شبطيني تجرّأت وحلمت، ورفعت اسم بلدها عالياً، وفي داخل كل منّا حلم لا بد أن يظهر يوماً ما…
تجدون صور العلم مرفقة بالخبر