أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله “أننا في لبنان معنيون بأن نذكر ونعترف ونشكر ونقدر من وقف معنا منذ اليوم الأول للاجتياح الاسرائيلي”، وذكر بأنه “عندما اجتاح الاحتلال “الاسرائيلي” لبنان وفي وقت كانت إيران منشغلة بـ”الحرب المفروضة”، لم يترك الامام الخميني يترك لبنان ولا سوريا، بل أرسل وفداً رفيعاً جداً من القادة العسكريين إلى دمشق ولبنان لتقديم الدعم”.
وأشار إلى أن “الدعم الإيراني للمقاومة في لبنان غير مشروط”، مؤكداً أن “إيران تزود فصائل المقاومة بالسلاح كي تدافع عن شعوبها لا أن تدافع عن إيران”.
وسأل “من الذي ساعد لبنان على تحرير أرضه؟ ومن الذي حمى اللبنانيين ودافع عنهم وأعطاهم السلاح والامكانيات حتى كان تحرير الـ2000؟، لافتاً إلى أنه من الطبيعي أن لا يشعر بالفضل والنعمة من أبكاه وأزعجه هذا التحرير”.
وفي كلمته بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاغتيال القائدين الكبيرين الحاج قاسم سليماني والحاج ابومهدي المهندس، لفت السيد نصر الله إلى أن هذه الحادثة المفجعة ستبقى خالدة في التاريخ بحجمها والدماء التي سفكت فيها وتداعياتها على كل المنطقة، موضحاً أنه منذ الساعة الأولى لهذه الحادثة التاريخية وإلى اليوم شهدنا مظاهر كبيرة وعظيمة ومهمة من الوفاء.
وشدد السيد نصر الله على “وجوب شكر الحاج قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس على ما قدموه ولكل من يمثل الشهداء على ما قدموا من تضحيات، وأن هذا ما شهدناه في إيران والعراق وسوريا واليمن والبحرين وتركيا والعديد من الدول الاسلامية وغير الاسلامية”.
وفي سياق آخر، أشار السيد نصر الله إلى قيام وسائل إعلام لبنانية بتحريف كلام قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الايراني حاجي زاده، موضحاً أنه لم يقل أننا جبهة أمامية لإيران بل جبهة أمامية لمواجهة الاحتلال “الاسرائيلي”، لكن هناك من يمتهن التزوير وتحريف الأحاديث.
وتابع أن المقاومة هي الوحيدة القادرة على حماية الثروات النفطية للبنان بفضل سلاحها والدعم الإيراني والسوري، وأنها هي من أكثر المقاومات في التاريخ استقلالاً.
وشدد على “أننا في لبنان لا يمكن أن نساوي بين من دعمنا بالموقف والمال والسلاح ووقف معنا واستشهد معنا، وبين من تأمر علينا أو من دعم العدو “الاسرائيلي”، كما لا نساوي بين من وقف معنا وبين من يقول لـ”الاسرائيليين” لا توقفوا الحرب قبل سحق المقاومة”.
وكذلك رأى أنه لا يمكن لفصائل المقاومة الفلسطينية أن تساوي بين من يدعمها ومن يتآمر على الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولا يمكن لسوريا أن تساوي بين من تآمر عليها ودعم التكفيريين ومن دافع عنها وساعدها، كما لا يمكن للعراقيين أن يساووا بين من أرسل إليهم الانتحاريين التكفيريين ومن ساعدهم على تحرير أرضهم.
ولفت إلى أن هناك قلق كبير اليوم في المنطقة والخليج و”إسرائيل” أعلنت رفع الجهوزية بسبب الذكرى السنوية لاستشهاد القائدين سليماني والمهندس، وإلى أن المنطقة في حالة توتر شديد.
واعتبر أن البعض يفترض أن إيران ستعتمد على أصدقائها بالرد، مؤكداً بأن إيران لإذا أرادت أن ترد فهي سترد عسكرياً أو أمنياً، وأنها ليست ضعيفة بل قوية وهي تقرر كيف ترد ومتى ترد، وأن أصدقائها هم من يقررون إذا أرادوا الرد على جريمة الاغتيال.
وفي هذا السياق، اعتبر أن محور المقاومة استطاع أن يستوعب هذه الضربة الكبيرة، وأن أميركا افترضت أنها باغتيال الحاج قاسم ستضعف ايران ومحور المقاومة لكننا نعرف كيف نحول التهديد إلى فرصة.
وتابع أنه من يراهن أنه بالقتل والإغتيال والحرب والسيارات المففحة والحصار والعقوبات أنه يمس بعزمنا فهو واهم.
وعن سليماني، وصفه السيد نصر الله بالبطل والرمز العالمي للتضحية والوفاء والدفاع عن المظلومين، لما يتوفر به من صفات تؤهله لذلك.
وحول شعار إخراج أميركا من المنطقة أكد أنه ما كان ليصبح شعاراً سيتم العمل به لولا حادثة اغتيال الحاج قاسم سليماني التي وضعت القوات الأميركية على طريق الخروج من العراق.
أما القصاص العادل من القتلة فأشار إلى أنه مسؤولية كل حر وشريف ووفيّ في الكرة الأرضية.
وفي الشأن المحلي أعلن السيد نصر الله عن إطلالة بعد أيام قليلة سيتناول فيها ملفات الحكومة ومستجدات التحقيق فيه ودخول الاميركيين والمستجدات القضائية والوضع المعيشي وجمعية القرض الحسن والمصارف والعقوبات والخيارات السياسية والاقتصادية.