أخبار فنيةأخبار محليةخاص الموقع

عندما يعشق الفن الجسد.. لميا صفي الدين مبدعةٌ، وفنّها عابرٌ للحدود!

خاص- خليل مرداس

من أرض الإبداع والعطاء والفن إلى العالم، يحملُ الفنّانون اللّبنانيون أثير الأرز، وعبق حياة لبنان لينشروها في بقاع الأرض، ناقلين صورة أقل ما يقال عنها بأنّها صورة إبداع، وفنّ، ونجاح، وتميّز إلى العالم أجمع. فمن الموسيقى، إلى الرسم، والهندسة، والنحت، والغناء، والرقص.. وغيرها الكثير الكثير من الفنون، تمتدُّ القائمة اللبنانية بأسماء لمع وهج نجاحها، وبَرقَ عطائها، وتميّزها، لتنقل صورة لبنان الثقافيّ، المتميّز، والإستثنائيّ.

 

ومن لبنان إلى فرنسا، كانت مصمّمة الرقص لميا صفي الدين واحدة من تلك الشّخصيات اللّواتي حملن راية ومشعال الفن من لبنان، وانطلقن به لينشروه، من دون اكتراث لأيّة حدود، لأنّ الفنّ لا حدود له، وهكذا، أطلقت لميا صفي الدين العنان لمخيلتها، لتمزج برقصاتها ولوحاتها السّاحرة سيمفونية جمعت الشرق بالغرب، لتُظهر للمتابعين لوحات فنيّة فريدة، منقطعة النّظير، أمتعتهم، وتذوقوا من خلالها الفنّ الراقي.

 

من صغرها كانت لميا صفي الدين مولعة بالرقص، لتنسج رحلةً أكاديمية خاصة جمعت في طيّاتها ما بين الرقص العربيّ، والأوروبيّ، والأفريقي، واللاتينيّ، عدا عن حلقات المتابعة العديدة والكثيفة إلى أن وصلت أخيرًا إلى ابتكار ما يسمى بالرقص العربيّ المعاصر، لتنقل من خلال لوحات الرقص التي صمّمتها أسلوبًا راقيًا، ومُعاصرًا، تفتح من خلاله حقبة جديدة، وتضفي على هذا الفن بصمة جديدة برق أثيرها على النّاظرين.

 

وما يمكن قوله بأنّه وبظل أنّ لميا صفي الدين آثرت بإدخال التّطور على لوحاتها المنطلقة من الأساس العربي، وبظلّ أنّها جمعت ما بين النّفس الأوروبيّ الغربيّ ومزجته مع اللّمسة العربيّة، إلا أن لوحاتها لم تمحُ أبدًا التّقليد العربيّ الذي بقي ظاهرًا وبشكلٍ واضحٍ من خلال لوحاتها، إذ حافظت على هذه الصّورة التّقليديّة ونقلتها من دون المساس بها، لا بل نستطيع القول بأنّ مصممة الرقص لميا صفي الدين لها فضل على هذا الفن من خلال العمل على تطويره، وإضفاء رونق جديد.

واستكمالاً لعملها أسست في العام 1998 “فرقة رقص من العالم لتناغم الحضارات” ثم عادت وأسست في العام 2004 فرقتها الخاصة التي تحمل اسمها بهدف التركيز على البحوث والدراسات التي تتعلق بمجالها، على أوسع نطاق، من دون إهمال مجال المسرح الراقص، والتقت مع أهم الملحنين العرب، لتملأ أرشيفها بلوحات عديدة ما بين أوروبا، والشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية وأميركا اللاتينية.

وهكذا استطاعت مصمّمة الرقص الأكثر شهرة في الوطن العربي أن تنقل عبق فنّها الإستثنائيّ، المتميّز إلى العالم أجمع، من دون استثناء، لتبهر الحاضرين والمتابعين، ولتأسرهم خلال عروضها برحلة فنيّة غير واقعية، لا بل هي خيالية، تمزج ما بين التقليد والتطوير، وتنسج الماضي بالحاضر، لتُظهر ماسة برّاقة على مسارح العالم، من خلال عدة عروض تحت عدة عناوين أوصلت من خلالها تعابيرها، وانفعالاتها، ورسائلها، كعرض “طقوس”، و “”رقصات وتبدلات من المغرب العربي”، و “صراخ الجسد”، و” فيروز الحريّة المقدسة”، حيث تعود عظمة هذه التجربة إلى أعمال السيدة فيروز التي يكرّمها هذا المشروع، وإلى مسار تصميم الرقص الإبداعي والدقيق للمياء صفي الدين التي أظهرت الثقافة الفنية وأحيت حضارة فيروز التي لا مثيل لها، إذ تؤكد لميا صفي الدين بأن فيروز كانت هي المصدر الأوّل للإلهام والإنطلاق.

وتقديرًا لهذا التاريخ الذي طبعته لميا صفي الدين، وتقديرًا للصورة الفنية الإستثنائية التي طبعتها على أرز لبنان، ونقلتها للعالم، قامت سفارة لبنان في باريس بتكريم مصممّة الرقص لميا صفيّ الدين بمنحها في السابع من فبراير 2023 وسام التميّز الوطني للمغترب تقديراً لمسيرتها ورفع اسم وطنها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى