أخبار محلية

معادلة “الكاتيوشا”… أمتار قليلة تفصل بينهما.. والرعب “اسرائيلي”

الذين يرسمون سيناريوهات تسووية للمنطقة ويشيعون عن اجتماعات ومفاوضات ورسائل إسرائيلية لسوريا واستعداد سوري للتفاوض على حساب إيران وحزب الله لايفهمون الف باء السياسة ويتعاطون بالقضايا الكبرى على طريقة السياسيين اللبنانيين بالبيع والشراء والسمسرات والتسويق للصفقات وهؤلاء لامكان لهم تحت الشمس ولايعرفون الاستراتيجية السورية من حافظ الأسد إلى بشار الأسد بعدم التنازل عن الجولان والتمسك بخط 4 حزيران 1967 والحقوق بمياه طبرية، وعدم التنازل او المساومة على القضية الفلسطينية مهما بلغت اغراءات العالم، ولو أراد حافظ الأسد وبشار الأسد التنازل عن هذا المبدأ لحكما العرب وكل المنطقة، والذي رفض شروط كولن باول 2003 واغراءات العرب 2008 وقرر المواجهة ونجح لايمكن أن يتنازل كما يسوق البعض، والمازق الان سعودي واميركي وعربي بامتياز والذي عرف المصالح الحقيقية لإسرائيل هو اسحق رابين الذي قتله الإسرائيليون كونه الوحيد الذي أدرك التحولات في المنطقة لصالح محور المقاومة فحاول الحفاظ على دولته عام 1993 من خلال التسوية وتقديم التنازلات فتم قتله، وها هي التطورات والتحولات بعد 28 سنة تثبت ما خشي من رابين وتأكيد التحولات لصالح محور المقاومة، وهذا ما يعرفه قادة إسرائيل اليوم الذين يودعون حليفهم الاستثنائي الذي قدم لهم ما لم يقدمه اي رئيس أميركي وكانت النتيجة رحيل ترامب وبقاء الأسد وكل أوراق القوة للمقاومة ومضاعفتها عشرات المرات.

وتؤكد المصادر المتابعة، ان قرار الحرب والسلم بيد سورية، والمواجهة حتمية، والتوقيت سوري وعنصر المفاجأة بيدها، وكل الهستيريا الاسرائيلية الأميركية تعود لقدرة محور المقاومة على فتح طريق طهران بغداد ـ دمشق ـ بيروت على كل الخطوط والممرات، وكل الجهد الأميركي ـ الإسرائيلي هدفه قطع هذه الطريق عبر الغارات على البوكمال، كما ان الأميركيين يدعمون الأكراد لقطع هذه الطريق، حيث تقوم عناصر قسد الكردية بالتضييق على المواقع السورية في الحسكة وقطع طريق القامشلي ـ الحسكة لمنع التواصل بين مواقع الجيش السوري بقرار أميركي، لكن المفاجأة ان الجيش الروسي ارسل تعزيزات إلى الحسكة والقامشلي ووصلت الرسالة الي الأميركيين.

وحسب المصادر، فإن القلق الأكبر لإسرائيل وجود قواعد حزب الله وقوى مقاومة عربية ووحدات الجيش السوري على بعد 1000 م فقط من القوات الاسرائيلية في الجولان وباتت هذه القوى جاهزة للمواجهة مع العدو عبر عمليات الوخز بالابر اليومية المتواصلة وراجمات الصواريخ الصغيرة «كاتيوشا» وهذه الاستراتيجية صاغها حافظ الأسد وحسن نصرالله وحررت الجنوب عام 2000 وستحرر الجولان بالاستراتيجية عينها الذي يقودها اليوم بشار الأسد وحسن نصرالله، والايام المقبلة ستثبت ذلك وتجربة جنوب لبنان ستتقمص في الجولان والتوقيت بيد محور المقاومة والمفاجآت حتمية.

وتؤكد المصادر المطلعة، ان اسرائيل تعرف هذه الحقائق جيدا وتعبر عن هذا الخطر في صحفها وتلهث وراء التسوية للتخلص من هذا الخطر عبر العروض الأميركية والعربية لسوريا من خلال وسطاء لا تتضمن انسحابا لحزب الله من سوريا بل تراجعا لعناصر حزب الله وقوى المقاومة عن جبهة الجولان َمسافة 55 كلم فقط بعد أن كان العرض الأول 85 كلم وهذا ما رفضته دمشق فتجددت الغارات الاسرائيلية، ومن يرفض هذا العرض يضع في حساباته الحرب الشاملة، ومن تصدى لـ150 دولة وقاتل جيشه على 900 محور في توقيت واحد لن يتراجع الا بعد تنفيذ شروطه كاملة وأولها الانسحاب الأميركي الشامل من سوريا وعندما ينسحب الأميركيون فإن 90 بالماية من أزمة سوريا تسلك طريقها الى الحل عبر تطويع الأكراد وانسحاب الأتراك وحل كل المشاكل في شمال سوريا وجنوب سوريا.

وتقول المصادر المتابعة، ان القادة الإسرائيليين هم الوحيدون الذين يدركون التبدلات وبأن دولتهم مطوقة من الجهات الاربع بصواريخ حزب الله الدقيقة من الجنوب وصولا إلى جرود عرسال وفليطا والقلمون ودمشق والقنيطرة ودرعا بالإضافة إلى الصواريخ السورية المتطورة والاسلحة الحديثة مع صواريخ غزة والكورنيت الذي قدمها بشار الأسد للفلسطينيين ووصلت لهم بتخطيط من الشهيد القائد قاسم سليماني، وبالتالي فإن اي حرب شاملة يعني سقوط عشرات آلاف الصواريخ في الدقيقة الواحدة على كل مناطق فلسطين المحتلة وهذا التوازن يتحقق في الصراع العربي الإسرائيلي ولايمكن أن تتحمله دولة العدو مهما كان حجم الدعم الأميركي، وحرب تموز اكبر برهان على هذه التحولات حيث نفذت إسرائيل آلاف الغارات على جبهة ضيقة نسبيا من حيث الجغرافيا والمساحة وفشلت، فكيف ستتعامل مع جبهة تمتد من جنوب لبنان إلى الجولان وغزة. وغور الأردن ووصولا إلى بغداد مع ايمان بعدالة القضية والانتصار وهذا هو العامل الأساسي لكل التحولات.

وحسب المصادر المتابعة، فإن المازق اسرائيلي لأول مرة في المنطقة وهكذا ينظر محور المقاومة إلى التطورات وليس على القطعة، وسيتم الاستثمار على هذا المأزق، ويضع في حساباته كل الاحتمالات بما فيها الحرب الشاملة ويعرف حجم التضليل الإعلامي عن الحصار، وهل تجويع الناس هو انتصار لاميركا واسرائيل؟ علما ان الحصار على سوريا يعود تاريخه الى تاريخ وجودها والاف الشهداء الذين سقطوا على أبواب دمشق لحمايتها وحماية ثوابتها من يوسف العظمة حتى هذا اليوم

رضوان الذيب – الديار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى