ذكرت وسائل إعلام محلية في لبنان، مساء الأحد، أن حصيلة المصابين من اللبنانيين في تركيا حيث وقع الزلزال توزعوا ما بين 19 قتيلاً و34 مفقوداً و40 ناجيا.
ويعيش اللبنانيون منذ وقوع زلزال شرق المتوسط الذي ترك آثارا نفسية سيئة على معظمهم، حالة من القلق نتيجة الهلع الذي أصابهم لحظة وقوع الزلزال الذي ضرب لبنان في نفس اللحظة الذي ضرب فيها الحدود التركية السورية.
ولم يكن مشهد دفن العائلة اللبنانية مساء الأحد، سهل الوقع على اللبنانيين الذين تابعوا الجنازة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث أظهرت لقطات فيديو انتشرت على مواقع التواصل مشاهد دفن لأفراد عائلة خلف التي وصلت إلى كهرمان مرعش التركية قبل 5 أشهر هرباً من الأزمة الاقتصادية في لبنان.
وما يزال البحث متواصلاً في المناطق التي أصابها الزلزال في محاولة للعثور على أحياء من اللبنانيين بين ركام الدمار الهائل، وجمع جثث الضحايا، ومعرفة أعداد الذين قضوا تحت أنقاض المباني السكنية التي تهدمت بفعل الزلزال المدمر.
قصة عائلة خلف
وقال شقيق العائلة مصطفى خلف الذي سافر إلى تركيا للبحث عن شقيقه وعائلته فعثر على جثث العائلة وقام بدفنها في منطقة الاسكندرون، لموقع سكاي نيوز عربية “تم سحب جثتي شقيقي إبراهيم وزوجته عليا الماروق من تحت الأنقاض، ولاحقاً تم سحب جثث أولادهما محمد وعمر ودنيز.”
وروى مصطفى قصة شقيقه الذي كان جندياً في الجيش اللبناني وقدم استقالته من المؤسسة العسكرية ليسافر إلى تركيا قبل 5 أشهر باحثا عن عمل فيها وألحق عائلته به بعد أن بدأ العمل في ورشة خاصة “.
وأوضح مصطفى أنه “دفن عائلة شقيقه مساء الأحد، وحيدا وأنه سيعود إلى طرابلس، مشيراً إلى صعوبة العثور على أحياء كما الأموات نظرا لهول الكارثة، مناشدا “كل من لديه شخص تحت الركام السفر شخصياً إلى تركيا لمعرفة مصيره”.
السفير اللبناني
ووفق السفير اللبناني في تركيا غسان المعلم، “لا يوجد إحصاء دقيق لعدد اللبنانيين الموجودين في تركيا لأن بعضهم غير مسجل في سجلات السفارة رسميا، ومنهم من يزور تركيا في رحلة سياحية أو بقصد العمل”.
وأضاف المعلم في اتصال مع موقع سكاي نيوز عربية اِنَ ” قرابة 130 لبنانياً كانوا يعيشون في منطقة الزلزال ومسجلين في سجلات السفارة فقط”.
وأضاف “جرى تقسيم الجاليةِ اللبنانيةِ في مركز مدن الزلزال في تركيا الى ثلاثِ فئات:
- فئة مسجلة في السفارة وعددُهم 130، يعيشون في المنطقة التي وقع فيها الزلزال.
- وفئةٌ من اللبنانيينَ الموجودينَ في تركيا ولكنهم غيرُ مسجلينَ ولا تواصلَ معهم، وفئةٌ موجودة في زيارةِ عملٍ أو سياحةٍ قصيرةٍ في المنطقة عينها.
وأشار المعلم الى أن “أعمال البحث ما تزالُ جاريةً عن المفقودَيْنِ اللبنانيَيْنِ وتعيق إحصاء العدد بشكل رسمي”.
45 في عداد المفقودين
وأضاف السفير المعلم أن ” 45 لبنانيا ما زالوا قيد المتابعة، لافتا إلى أنه لا يستطيع أن يجزم بعدد المتوفين إلا بعد إبلاغه رسمياً بالعدد من قبل السلطات التركية وفق الأصول الرسمية”.
وتابع قائل: “تبلغت حتى اللحظة وفاة 3 فقط وأتوقع التبليغ في الساعات المقبلة عن عائلة خلف رسمياً وعن العديد من الجثث الأخرى”.
وقالت اللبنانية فاطمة زكريا التي سحبت من تحت الانقاض “إنها ما تزال تعاني وقع الصدمة وتبكي باستمرار”.
وأضافت في اتصال مع موقع سكاي نيوز عربية “بعد خروجي من المستشفى سافرت إلى اسطنبول وما زلت اشعر بصوت الركام فوق رأسي(…) كنت قد وصلت إلى تركيا للالتحاق بزوجي الذي كان يعمل مكان وقوع الزلزال”.
وفاة دكتور لبناني
وفي سياق متصل، قال مسؤولون في مكتب المنية للإعلام لموقع سكاي نيوز عربية إن الدكتور وسام محمد خير الأسعد وابنته توفيا جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وهما من بلدة وادي خالد شمال لبنان.
وأشارت لجنة الصداقة اللبنانية – التركية أن عدد الناجين اللبنانيين حتى اللحظة بلغ 40 والمتوفين 19 وال مفقودين34.
وأضافت مصادر اللجنة لموقع سكاي نيوز عربية أنه “تمّ انتشال جثة اللبنانية سوزان سهيل الأحمد من تحت أنقاض مبنى في تركيا قبل يومين”.
ووفقاً للمصادر، فإنّ “الأحمد هي من بلدة الغزيلة عكار شمال لبنان، وقد تمكنت فرق الإغاثة من إنقاذ زوجها وابنها منذ أيامٍ”.
وناشد شقيق محمد المحمد فرق الانقاذ الموجودة في هاتاي تكثيف البحث بين الرُكام لإنقاذ شقيقه الذي يقبع تحت الأنقاض منذ السادس من فبراير.
وكشَف أن “فرق الإنقاذ سمعت صوتاً يستغيث من تحت أنقاض منزله وتأمل العائلة أن يكون هذا الصوت للشقيق محمد”.