أخبار محلية

نصر الله يدعم ترشيح سليمان فرنجية: “تفضّلوا للنقاش”

المدن

أعلن أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، دعم الحزب لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. قدم نصرالله قراءة للعلاقة والتفاهم مع التيار الوطني الحرّ، على قاعدة عدم وجوب الاختلاف في ظل هذا الترشيح.

فرنجية.. وتفضلوا للنقاش
وقال نصرالله: كنا نفضل الذهاب إلى المزيد من النقاش الداخلي، ونحن لا نضع إسماً للتجربة أو المناورة أو الحرق أو للمقايضة باسم آخر. وقد تم تجريبنا على مدى سنتين ونصف السنة في الانتخابات الماضية، وهذا سبب ذهابنا إلى الورقة البيضاء. وبعد كل النقاشات التي أطلقت، فمن المفيد أن أقول إن الأمر واضح. وبالتالي، نضم صوتنا إلى صوت الرئيس نبيه برّي والمرشح الذي ندعمه للانتخابات الرئاسية، ونعتبر أن المواصفات التي نأخذها في عين الاعتبار تنطبق عليه، وهو سليمان فرنجية. وعلى هذا الأساس تفضلوا للنقاش والتحاور لنرى إلى أين يمكننا أن نصل.

وأضاف نصرالله: “بالنسبة إلى حزب الله فليس لدينا شيء إسمه مرشح حزب الله، وطبعاً هناك يصرون على تسمية بعض المرشحين بأنهم مرشحو حزب الله بهدف إحراقهم، وما لدينا نحن هو مرشح يدعمه حزب الله، وهناك مرشح طبيعي ونحن ندعم أحدهم، أو هناك شخص ما أعلن ترشيحه، وبالتالي نحن نختار أن ندعمه. واليوم يحاولون تكرار ما جرى مع ترشيح العماد ميشال عون بوصفه مرشح حزب الله”.

نصاب الثلثين
وقال نصرالله: “نحن نريد انتخاب رئيس بشكل قاطع وأكيد، ولا نريد الفراغ، وهذه المصلحة الوطنية الأكيدة وبانتخاب الرئيس يستقيم عمل المؤسسات بإعادة تكوين السلطة. ونحن نلتزم بنصاب الثلثين في انتخاب الرئيس، وهذا النصاب ينطبق على الدورتين الأولى والثانية، والمرشح الذي ندعمه وعندما يصل إلى حوالى 70 صوتاً سنبقى ملتزمين بنصاب الثلثين أيضاً”. وأضاف نصرالله: “لن نقبل بأن يفرض الخارج على لبنان رئيساً، والغريب أن هناك قوى تسمي نفسها سيادية تلجأ إلى الخارج، وتطلب منه أن يفرض على الشعب اللبناني رئيساً، وتطلب منه استخدام سلاح العقوبات على من لا يوافق على الرئيس المفروض، ولا نقبل فيتوات خارجية على أي مرشح في لبنان، لا على من ندعمه ولا على من يرشحه غيرنا”. وبعض الدول التي لديها فيتوات على المرشح الفلاني، ونحن لن نسمع من هذه الدول بشكل مباشر، بل نسمعه من القوى التي تعتبر نفسها سيادية. ونحن نقبل المساعدة من بعض الدول للخروج من الأزمة، ولكن المساعدة فقط وليس الفرض.

وأشار نصرالله إلى أنه بالنسبة إلى أصدقاء الحزب في الإقليم، أي إيران وسوريا، لم يتدخلوا على الإطلاق في ملف الانتخابات، ولم يتدخلوا لا في الترشيح ولا في وضع فيتو على أحد، وكل من يتحدث مع طهران أو دمشق يقال لهم راجعوا حلفاءنا في لبنان لأن هذا شأن لبناني. وبالتالي، بالنسبة إلينا موقفنا واضح، أما بالنسبة إلى الفريق الآخر فيبدو أنه لا يزال ينتظر الخارج، إما أميركا أو قطر أو غيرهما. ونحن قرارنا الكامل بأيدينا ونرشح من نريد ونختار من نريد. وندعو اللبنانيين إلى عدم انتظار الخارج، ولا نراهن على أوضاع إقليمية، ولا نراهن على أي تطورات أو تسويات. وأقول للبنانيين لا تنتظروا تسويات، ولا علاقة للملف النووي الإيراني بأي شيء آخر في المنطقة. ومن ينتظر تسوية سعودية إيرانية سينتظر طويلاً لأن المشكلة هنا ليست بالعلاقات الثنائية، لأن هذا المشكل قد حلّ في اجتماع بغداد، لكن المشكل له علاقة بالوضع الإقليمي وتحديداً في اليمن، وحلّ موضوع اليمن عند اليمنيين في صنعاء وليس لدى حزب الله أو إيران.

الحرام والحلال
وتوجه نصرالله إلى اللبنانيين بالقول: “تعالوا لنعطي هذا الاستحقاق بعده الوطني، أما في مسألة تعطيل النصاب فقد سمعنا في الآونة الأخيرة بأننا كنا نعطل نحن النصاب، وهذا صحيح. ففي الانتخابات السابقة تم تعطيل النصاب لسنتين ونصف إلى أن تم انتخاب الرئيس ميشال عون، وعندها كان معنا أيضاً رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وفي حينها تم توجيه الشتائم إلينا واتهمنا بالتعطيل، أما اليوم فهناك أصوات تقول إنه في حال كان هناك قدرة لحزب الله لاختيار مرشحه، فهم سيعطلون النصاب. وأنا أقول لهم هذا حقكم الطبيعي، وبالتالي لا مشكلة لدينا بهذا الأمر، ولكن ما كان حراماً في الماضي أصبح حلالاً في الحاضر، وهذه طفرة غير مفهومة. وفي هذه الحالة، فإن اللبنانيين سيكونون أمام خيارين، إما أن يستمر النواب بالذهاب إلى المجلس مقابل آخرين يعرقلون النصاب، وبالتالي نحن بإمكاننا أن نعطل النصاب وهم بإمكانهم ذلك، وهذا يعني أن لا نصاب ولا انتخاب رئيس. وهذه الحالة يمكن أن تستمر لفترة طويلة في حال بقينا على مواقفنا”.

أما الخيار الثاني أمام اللبنانيين، فهو الوصول إلى نقطة بإعلان كل طرف عن المرشح الحقيقي الذي يدعمه، كي لا يبقى أحد يختبئ أو يناور، وبالتالي يتم الإعلان عن المرشحين ونتوجه إلى مجلس النواب. وبحال توفر النصاب يتم الانتخاب. وبحال لم يحصل، نعود إلى الحوار للبحث عن صيغة حل، فلا خيار آخر إلا الجلوس والحديث مع بعضهم البعض للوصول إلى تسوية أو علاج، وهذا الحل الوحيد.

لا خطة باء
وذكر نصرالله بالحوار الذي أجراه مع حلفائه، مستذكراً الجلسة مع رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل كاشفاً عن جزء من محضر الجلسة. إذ قال لباسيل: “هذه المواصفات التي نريدها للرئيس ويهمنا أن يكون هناك رئيس لا يطعن ظهر المقاومة، ونريد رئيساً نطمئن له ولشجاعته وثباته، وأن يكون قادراً على التواصل مع الجميع. ويعض الأخطاء التي وقع بها أصدقاؤنا في التيار الوطني الحرّ هو إطلاق وعود كبيرة للناس وهي ليست من صلاحيات الرئيس دستورياً، ولذلك ظلموا الرئيس”. وأضاف نصرالله عن محضر اللقاء: “بالنسبة إلينا هناك مرشحان أنت وسليمان فرنجية، وبما أنك لا تريد الترشح فنحن نريد دعم ترشيح سليمان فرنجية، وطبعاً حينها قال رأيه وتناقشنا وسألني: يعني ليس لديكم خطة باء، فأجبته بأننا تعلمنا من الرئيس ميشال عون بأن لا نضع خطة باء. ومن يرشح أحداً لا يمكن أن يقول إن لديه خطة باء، ويمكن لأي طرف يدعم مرشحاً أن يبقى يفاوض على خيارات أخرى. وانتهينا في الجلسة على قاعدة للبحث صلة. ونحن دعونا إلى حوار وأردنا استكماله، وفي آخر لقاء حصل بين وفد قيادي من حزب الله وقيادة التيار قلنا يمكننا أن نخوض النقاش بتشكيل لائحة للمرشحين ويكون من ضمنها اسم سليمان فرنجية، ولكن عندما يتم وضع شروط ويرفض النقاش بأي اسم فهذا يعني حوار بشروط”.

وتوجه نصرالله بكلمة للتيار الوطني الحرّ، لأنها لحظة حساسة عند إعلاني عن ترشيح فرنجية، فأقول للتيار الوطني الحرّ: “منذ توقيع التفاهم في 6 شباط 2006 إلى اليوم ما زلنا حريصين على هذا التفاهم ولا زلت شخصياً حريصاً عليه، وصحيح قلت إنه في وضع حرج ولكن هناك أمر يجب تصحيحه لدى قواعد الحزب والتيار، وهو أن التفاهم بينهما لم يحولهما إلى حزب واحد، ولم يجعل أحداً تابعاً للآخر، فخارج التفاهم في حال اختلفنا على نقطة معينة فلا يجب أن يكون هناك مشكلة. وليس في التفاهم ما يلزم أحدنا بأن يقبل مع الآخر حول رئيس الجمهورية. ولا يوجد في التفاهم ما يدفع إلى الاتفاق على رئيس المجلس أو رئيس الحكومة، ونحن اختلفنا في انتخاب رئيس المجلس وهم لم يصوتوا ولم نقل لهم إن هذا تخلف أو غدر، بل اعتبرنا ذلك أمراً طبيعياً. ونحن في الإنتخابات الماضية وعندما دعمنا ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية لم يكن على أساس أن التفاهم يلزمنا بذلك. ونحن عندما ندعم ترشيح الوزير فرنجية فنحن لا نخرج من التفاهم. وخلال الفترة الماضية كان يحصل اختلاف في وجهات النظر وكان مسؤولون في التيار يهجمون على الحزب وكنا نحن نلتزم الصمت، وعندما يحصل مشكلة أو خلاف نبقيها في المجالس الداخلية، والخلاف الأخير هو على الترشيح لرئاسة الجمهورية وليس على شيء آخر، وأنا لا اوافق على أي تقييم يقول إن حزب الله دخل في تحالف وخان أو غدر أو لم يلتزم به، وقد يأتي يوم ونقول كل ما لدينا”.

معادلة جيش وشعب ومقاومة
وحول ما يجري على الحدود البرية، اعتبر نصرالله أنه محاولات من قبل العدو الإسرائيلي لأن يتمدد باتجاه الحدود اللبنانية وخارج الخط الأزرق، والرمزية هنا ليست بالأمتار فقط. وقد شاهدنا أناساً يقفون في مواجهة الجنود الإسرائيليين المدججين بالسلاح فيما الناس عزّل ويقفون من دون خوف أو خشية بل بجرأة وشجاعة وبصوت مرتفع، إلى أن تصل القوة المطلوبة من الجيش اللبناني، الذين يقفون على مسافة قصيرة جداً ويشهرون السلاح في وجه جنود العدو، ويقوم ضباط الجيش والجنود بمسؤوليتهم بكل شجاعة وجرأة وقوة، فيتمكنون من صد العدو ودفعه إلى التراجع. وهذا المشهد لا يمكن أن يحصل لولا وجود معادلة ردع حقيقية في لبنان. وهذه المعادلة الرادعة تمنع الإسرائيليين من إطلاق النار، وهذه المعادلة تتجسد على الحدود وهي الشعب، والجيش الذي يؤازر المدنيين والمقاومة التي تقف خلفهم ويعرف العدو أنها بالمرصاد وأنها على درجة عالية من الجهوزية. وهذه المعادلة هي التي تحمي الحدود والبلد وآبار النفط والغاز.

وفي موضوع الحدود البحرية، أعاد نصرالله التذكير بمعادلته بأنه لا يجب الثقة بالعدو في ظل وجود معلومات اميركية وإسرائيلية عن التسويف بشأن التنقيب في لبنان، ولذلك أقول أنه في حال وجدنا هناك تسويفاً أو منعاً للبنان من استخراج النفط والغاز فلن نسمح لهم. والمعادلة ستبقى قائمة. وأعود وأقول اتفاق ترسيم الحدود ليس فيه تطبيع أو ضمانات أمنية. وفي أي موقف نتخذه أو نقدم عليه فعندما نشعر بأن هناك رضى أميركياً نشكك بصحة موقفنا. وأضاف نصرالله أن ملف ترسيم الحدود يحتاج إلى مواكبة من قبل الدولة وهذه المواكبة تحصل، وأنا يجب أن أذكر دائماً بهذه المعادلة لأنها وحدها التي ستبقي هذه الجدية.

واعتبر نصرالله أن المقاومة ولبنان لن يتسامحا بأي شبر من الأرض في الحدود البرية، لأن هذه حدود دولية، ولن نتخلى عن شبر أو متر ولا عن حبة رمل ولا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وسنبقى نعمل لتحريرها. والأمل معقود في ذلك على معادلة القوة، ولذلك كل الذين تهمهم إسرائيل وامتيازاتها وتفوقها يريدون انتزاع معادلة القوة من الشعب، كي لا يبقى له شيء للدفاع عن ترابه وأرضه ونفطه وغازه. وهم سعوا دائماً لإحباط مقاومة الإحتلال، واليوم هم يريدون سلبنا هذه القوة بالحصار، وبتأليب الرأي العام العالمي علينا، وبالتجويع والفوضى، ونحن لم ولن نستسلم. ولدينا خياراتنا التي تحدثت عنها سابقاً. وعندما نجد أن هناك من يريد أخذ لبنان إلى الفوضى والدمار فلن نسمح له بذلك. وأقول للجميع: “رهاناتكم خاسرة وخياراتكم فاشلة، فشعوب المنطقة لديها وعي وبصيرة حول عناصر القوة التي تحفظ وجودها وتحميها.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى