أخبار محلية

حزب الله يسعى الى حوار مع الرياض

رمت الكتل النيابية أسلحتها الرئاسية، واستسلمت رغم كل الضجيج المرافق لحملاتها الاعلامية ومواقفها، الى الامر الواقع الذي ينطلق من الحوار كركيزة أساسية لانتخاب رئيس جديد للبلاد، والتوافق على اسم قد يكون خارج كل ما هو معلن اليوم ويأتي كثمرة توافق سعودي ايراني وبغطاء اميركي اوروبي.

حزب الله الذي دفع بالرئيس نبيه بري قبل أشهر الى اطلاق دعوته للحوار، عاد وتبنى هذا الموقف في اكثر من مناسبة كان آخرها تغريدة نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي وضع الاستحقاق أمام حلين لا ثالث لهما، فإما “طرحُ الكتل لأسماء المرشحين لديها للرئاسة والحوار فيما بينها لتأمين الترجيح لأحدهم، وإمَّا التمترس حول خياراتها وعدم إنجاز الإستحقاق إلى أجل غير مسمَّى”. قالها قاسم وهو على يقين أن الامور لن تستوي الا بالجلوس مع الاحزاب المعارضة وقوى التغيير لانضاج الطبخة وغير ذلك يعني المزيد من الاستنزاف والفراغ وصولا الى فوضى التي قد تنطلق شرارتها من بيئة الثنائي المدرك أن طريق ساحة النجمة تمر حكما بمعراب وميرنا الشالوحي، وان الحديث عن 65 صوتا لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية هو بحذ ذاته بابا للحوار من اجل البحث عن بديل، فالجميع مقتنع بتغير الظروف بين العام 2016 وعام 2023 وأن تأمين “الميثاقية” لفرنجية وفق مقاس حزب الله سيولد انهيارا وفوضى تساهم بها أيضا جهات خارجية.

 

مصادر في الحزب تؤكد أن سليمان فرنجية مرشح الثنائي انطلاقا من حق هذا الفريق اختيار مرشحه كون لا مواد دستورية تمنع هذا الحق، مشيرة الى أن السيناريو المفروض ان تمارسه القوى الأُخرى هو العمل على تأمين نصاب الجلسة والذهاب نحو خيارها الرئاسي التوافقي فيما بينها، ولكن أن ترمي تلك الكتل خلافاتها بوجه توافق فريق الثنائي فهذا الامر يُعد بحد ذاته مخالفا لروح الديمقراطية التي تتباهي بها هذه الكتل وفق ما تشير مصادر الحزب.

في المقابل يسعى حزب الله الى شراء الوقت بانتظار ما ستسفر عنه المباحثات العربية العربية لاعادة سورية الى جامعة الدول العربية وما لهذا الامر من انعكاسات على اكثر من ساحة ومنها لبنان، اضافة الى التواصل السعودي الايراني حيث يراهن الحزب على احداث خرق في الساحتين اليمنية واللبنانية يتمكن من خلالها بكسب الصوت السني والمسيحي المؤيد للمملكة، وهو لا يكترث في هذا السياق لأي حملة اعلامية تقودها اي صحيفة سعودية، بل يتطلع الى ما يجري في بغداد ومسقط من محادثات بين المسؤولين الايرانيين والسعوديين ليُبنى على الشيء مقتضاه على الساحة اللبنانية.

طَرح الثنائي فرنجية كورقة تفاوض مع الاطراف الأخرى لايجاد بديل وسطي، فالرئيس بري إستمزج آراء الكتل النيابية التي يمكن أن “يمون” عليها ومنها تكتل الاعتدال الوطني الذي أكد أمام رئيس المجلس انه لا يمانع بفرنجية رئيسا شرط موافقة السعودية عليه، وقد لمس بري رفض الرياض لاي مرشح مقرب من حزب الله ورغم ذلك، سارع رئيس المجلس الى اعلان تبنيه فرنجية رئيسا ليلتحق به الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، رغم يقينهما ان ابواب المملكة ستبقى موصدة بوجه فرنجية كما كانت مع عون، ولن تشفع به مواقفه المؤيدة للمملكة أو تلبيته الدعوات السعودية لمؤتمرات في بيروت، فالحزب مستعد أن يضحي بمرشحه الرئاسي شرط تأمين بديل قادر على محاورته ويكون مقبولا على المستوى الخليجي والغربي، وجهاد ازعور واحد من هذه الاسماء.

جلال عساف/ ليبانون فايلز

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى