Uncategorized

ابتداءً من منتصف هذه الليلة نجيب ميقاتي سيقسم لبنان إلى توقيتَين

كتب داني حداد في موقع mtv: 

عشنا حرباً، وتجاوزنا متاريس، وعانينا من القصف والقنص، ومنّا من ذُبح على الهويّة. ولكنّنا بقينا، على الأقلّ، على توقيتٍ واحد. لم يكن لـ “الشرقيّة” توقيتها ولا لـ “الغربيّة” ساعتها.

ولكنّ ما يحصل اليوم مؤسفٌ ومؤلم. تغيير التوقيت والانفصال عن التوقيت العالمي سابقة غير مبرّرة أدخلت البلد في انقسامٍ طائفيٍّ بغيض، فبات لكلّ منطقة توقيتها ولكلّ قطاعٍ ساعته، ودخل اللبنانيّون في إرباكٍ قد يستمرّ أسابيع.
من فعل ذلك كلّه هو نجيب ميقاتي. صنع ما عجزت عنه الميليشيات في حروبها. لا يهمّنا، صراحةً، من طلب منه ذلك، وقد شاهدنا الفيديو المنتشر، لأنّ من أصدر القرار هو من يتحمّل مسؤوليّته، وهو يتحمّل أيضاً مسؤوليّة المناخ الطائفي الذي شهده لبنان في الساعات الأخيرة، والمرجّح للاستمرار.
مؤسفٌ أن يصبح الرقم في ساعتك دليلاً على طائفتك. مؤلمٌ أنّنا نعيش ظاهرةً لا سابق لها في العالم كلّه، أن ينقسم بلدٌ بين توقيتَين. أن نصبح خارج التوقيت العالمي. هي عزلة اختياريّة هذه المرة.

كان بإمكان نجيب ميقاتي أن ينهي ذلك كلّه. هو أكثر من يعرف أنّ القرار خاطئ، ولكنّه رضخ. كان بإمكانه أن يصدر بيانٌ يقول فيه إنّ الرجوع عن الخطأ فضيلة، أو أن يبدي أسفه لردود الفعل الطائفيّة ثمّ يتراجع عن قراره. ولكنّه لم يفعل شيئاً من ذلك كلّه. اختار أن يكون رجل التقسيم، ولو بالساعة.
ونحن اخترنا أن نبقى ضمن هذا العالم، وأن نرفض عزلنا، لا لسببٍ طائفيّ ولا بسبب بيانٍ من بطريرك أو بيانٍ من مطران، بل لأنّنا مع المنطق والعلم و… العالم.
عند منتصف هذه الليلة سنعدّل توقيتنا “اوتوماتيكيّاً”، ولن نعدّل وطنيّتنا وإيماننا بالوحدة بين اللبنانيّين. والأكيد أنّنا لن نعدّل “قرفنا” من بعض السياسيّين. نجيب ميقاتي واحدٌ منهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى