متفق عليه أنه لا بُعد طائفيًّا وراء قرار تأجيل اعتماد التوقيت الصيفي في لبنان، لكن العشوائية في إدارة الدولة، معطوفة على الجهل بروابط لبنان ومؤسساته مع نظام التوقيت الدولي، جعل الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، يقرعان باباً ثمة من ينتظر فتحه، لإثبات الحضور والموجودية.
إنها سياسة مواجهة التعطيل بالتعطيل المقابل، والرئيس بري المرمى عليه تعطيل الانتخابات الرئاسية، عبر إفقاد نصاب الجلسات الانتخابية التي انعقدت، ثم بعدم الدعوة الى جلسات انتخاب جديدة، إلا ضمن شروط فريق الممانعة، بدأ يتلقى الردود، بسلاحه عينه.
و«أزمة» التوقيت الصيفي لا علاقة لها بالطائفية، ولا بشهر رمضان المبارك، القصة بخلفياتها مسألة «تمريك» اركان المنظومة الحاكمة، بعضهم على بعض، وربما لو لم يكن رئيس المجلس نبيه بري، طلب من رئيس الحكومة «تمرير» قرار التأجيل، لما أخذت الازمة كل هذه الأبعاد من التوتر، فالمشكلة بين بري وبين خصومه على الضفة السياسية الأخرى.
الرئيس ميقاتي أبدى أسفه للمنحى الطائفي الذي اتخذته مسألة تأجيل التوقيت الصيفي.. بينما كان عليه ان يتوقع مثل هذا الاحتمال، في ظل الصراع السياسي المحتدم بين الفرقاء، وقال ان الهدف كان اراحة فئة من اللبنانيين، من دون التسبب بضرر للفئات الأخرى، وانه اتصل بالبطريرك بشارة الراعي لكنه لم يستطع إقناعه.