
رأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الصرح البطريركي في بكركي.
وألقى عظة تحت عنوان “ربّي والهي” ( يو 20: 28) جاء فيها: “تحتفل الكنيسة اليوم “بالاحد الجديد”، وهو الذي يلي احد القيامة. هو “جديد” لانه بداية العهد المسيحاني، عهد المسيح الذي، بموته وقيامته وانتصاره على الخطيئة والموت، حقق في الانسان الخلق الجديد. فالمسيح الربّ اعاد للانسان بهاء صورة الله فيه. في هذا تجلّت محبة الله “الغني بالرحمة” ( افسس 2: 4)، وبلغت ذروتها. لهذا السبب حدّد القديس البابا يوحنا بولس الثاني الاحد الجديد ليكون عيد الرحمة الالهية.
فيسعدنا ان نحتفل معكم بهذه الافخارستيا التي تتحقق فيها “الآن وهنا” ذبيحة ربنا يسوع فداء عن خطايانا وخطايا البشر اجمعين، ووليمة جسده ودمه لمغفرة الخطايا، ومنح الحياة الجديدة بروح القيامة لكل مؤمن ومؤمنة.
ويطيب لنا ان نحيي عيد الرحمة الالهية مع الجماعات التي تؤدّي العبادة للرحمة الالهية، وتنشرها، وهي تأتي اليوم من مختلف الرعايا والمناطق اللبنانية. فنوجّه تحية خاصة لهذه الجماعات والمسؤولين فيها ومرشديها ومرشدها العام، وسيادة أخينا المطران بولس عبد الساتر المشرف عليها.
وانّا نصلّي الى الله، بشفاعة القديسة الاخت فوستين ان يفتح قلوب جميع الناس لقبول الرحمة الالهية، فيزدادوا محبّة وتحنّنًا وتمتلئ قلوبهم سلامًا نابعًا من محبة الله ورحمته ومن صميم قلب يسوع المسيح، كما يظهر في الصورة التّي رأتها الاخت فوستين في مختلف ظهوراته سنة 1931 و 1933 و1935. لقد ظهر لها المسيح بملء قامته مع شعاعين يخرجان من قلبه المطعون بالحربة، الواحد أبيض والثاني أحمر. هذا المشهد رآه الصالبون والمريمات الحاضرات عند الصلب ويوحنا وأمّ يسوع ( راجع يو 19: 34).
فيرمز الماء الى المعمودية التّي منها نُولد أبناء وبنات الله، ويرمز الدم الى الافخارستيا التي فيها يفتدي الله البشرية جمعاء بذبيحة ذاته على الصليب، وفيها يتناول المؤمنون جسد الرب ودمه للحياة الابدية. كل أسرار الكنيسة التّي منها تأتينا النعم الخلاصية، انما تنبع من قلب يسوع المطعون بالحربة. من هذا القلب الاقدس وُلدت الكنيسة المتمثّلة فيها البشرية الجمعاء