
أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، في اتصال هاتفي، عن ارتياحهما لمستوى التنسيق داخل تحالف “أوبيك+”، من أجل ضمان استقرار أسواق النفط العالميّة.
وجاء في بيان صادر عن الكرملين أنّ الاتصال، الذي جاء بمبادرة من بن سلمان، تطرّق للعلاقات الثنائيّة بين البلدين، مع تركيز على العلاقات المتبادلة التي تحقق المصالح المشتركة في مجالات التجارة والاقتصاد والاستثمار والطاقة. كما تطرّق الاتصال أيضًا إلى أفق تعاون المملكة العربيّة السعوديّة مع دول مجموعة “بريكس”.
وجاءت المكالمة بعد تخفيضات مفاجئة طوعيّة لإنتاج دول مجموعة “أوبيك+”، حيث قادت السعوديّة هذه التخفيضات بتعهّدها بخفض الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميًا، بينما مدّدت روسيا خفضها الحالي حتّى نهاية العام. وأعلن الكرملين أنّ هذه التخفيضات جاءت بفعل اهتمام المنتجين بالمحافظة أسعار النفط الخام والمنتجات البتروليّة عند مستوى معيّن.
وكانت وكالة الطاقة الدوليّة قد اعتبرت أنّ تخفيضات الإنتاج ستؤدّي إلى ارتفاع أسعار النفط العالميّة، وهو ما سيلحق المزيد من الضرر بالمستهلكين الذين يعانون بالفعل من ارتفاع معدلات التضخّم. وأشارت الوكالة إلى أرصدة أسواق النفط كانت في طريقها إلى عجز كبير، فيما ستؤدّي التخفيضات الجديدة إلى تفاقم هذه الضغوط.
إلا أنّ أمين عام منظّمة “أوبيك” هيثم الغيص رد يوم أمس الجمعة على هذه الاتهامات باعتبارها “إدعاء غير متماسك”، رافضًا اعتبار النفط أحد الأسباب الرئيسية للتضخّم العالمي. ونوّه الغيص بأن جهود الدول المنتجة للنفط لتحقيق استقرار السوق تصب بمصلحة الاقتصاد العالمي للمديين المتوسّط والطويل.
وفي سياقٍ متصل، أشار رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إلى المملكة العربيّة السعوديّة أمين ماتي في مقابلة في واشنطن إلى أنّ الميزانيّة العامّة في السعوديّة ستسفيد من خفض الإنتاج الذي أعلنته مع “أوبك” وحلفائها”. فبحسب ماتي، بالرغم من وجود خسائر ستنشأ من خفض الإنتاج، إلا أنّ أرتفاع أسعار النفط الخام الذي سينتج عن هذه الخطوة سيعوّض هذه الخسارة، وهذا ما يجعل “التأثير على الميزانيّة والموقف الخارجي بالنسبة لما توقعناه إيجابياَ”.