
شهدت مدن وبلدات درعا منذ بداية نيسان/أبريل، سلسلة عمليات اغتيال، استهدفت في غالبيتها عناصر يتهمون بالتعاون مع أجهزة أمن النظام السوري وترويج المخدرات.
وخلفت آخر عمليات الاغتيال في الأيام الفائتة قتلى وجرحى، عُرف منهم يوسف أبو حوا الذي قُتل بعد إصابته بالرصاص بهجوم شنه مسلحون مجهولون في ريف درعا الشرقي. ويعمل أبو حوا بحسب “تجمع أحرار حوران” في الترويج للمخدرات.
كذلك، أكد التجمع مقتل علاء بلال العمري العنصر في ميليشيا تتبع لفرع “الأمن العسكري” التابع للنظام، بعد استهدافه بالرصاص في حي البحار بدرعا البلد، وسبق ذلك مقتل ضابط في جيش النظام إثر استهدافه برصاص من مجهولين في ريف القنيطرة. وفي 9 نيسان/أبريل، جرى استهداف ثلاثة أشخاص يتهمون ببيع وترويج المخدرات بعمليات منفصلة في مدينة نوى في ريف درعا الغربي.
ودرجت العادة أن لا تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات، لكن مصادر من درعا أكدت ل”المدن”، إلى مسؤولية مجموعات محلية من أبناء المنطقة وعناصر فصائل الجنوب سابقاً عن الهجمات.
ويلفت مالك أبو عبيدة، وهو أحد ناشطي درعا، إلى إغراق درعا وريفها والمدارس الإعدادية والثانوية بالمخدرات، ويقول ل”المدن”: “نتيجة ذلك، يتم التركيز على كل تجار المخدرات واستهدافهم بشكل مباشر”.
وفي آذار/مارس، وثقت شبكات محلية 26 عملية استهداف ومحاولة اغتيال، أسفرت عن مقتل 21 شخصاً.
وتتهم مصادر أردنية غير رسمية الفرقة الرابعة وميليشيات مدعومة من إيران بتحويل الجنوب السوري إلى مصنع وممر لتهريب المخدرات نحو الخليج العربي مروراً بالأردن، وتسري أنباء عن تنسيق غير مُعلن بين عمّان والمجموعات المسؤولة عن تنفيذ الاغتيالات، وهي الأنباء التي لم تؤكدها أو تنفيها مصادر “المدن”.
ولم يستبعد الباحث خليل المقداد من درعا ل”المدن”، ضلوع خلايا نائمة تتبع لتنظيم “داعش” في هذه الهجمات، ويلفت إلى معلومات تتحدث عن دور مجموعات مستقلة من المعارضين للنظام في الهجمات.
ويقول: “منذ الاتفاق الذي فرض على الجنوب في صيف العام 2018 والاغتيالات مستمرة، وحوران لم تستكن، ويكاد لا يمر يوم إلا ونسمع عن استهداف لمسؤولين في النظام، أو لتاجر مخدرات”.
وتستفيد المجموعات من انتشار السلاح والوضع الأمني الهش في الجنوب السوري لمواصلة تنفيذ عمليات الاغتيال، لكن رغم ذلك تشهد تجارة المخدرات انتشاراً على نطاق واسع، لأسباب أبرزها العائد المالي الكبير الذي تدره هذه التجارة غير المشروعة، وتبنيها من قبل ميليشيات وضباط من جيش النظام.