أظهر استطلاع للرأي، اليوم السبت، أن قرابة نصف الإسرائيليين يعتقدون أن مستقبل إسرائيل سيكون “أسوأ” خلال الأعوام المقبلة.
وشارك في الاستطلاع الذي أجراه معهد “كانتر” المستقل ونشرته الإذاعة الإسرائيلية حوالى 553 رجلاً وامرأة يبلغ أعمارهم 18 عاماً فما فوق.
وأظهر الاستطلاع أن 48% من الإسرائيليين يعتقدون أن مستقبل إسرائيل سيكون “أسوأ” في السنوات القادمة، فيما اعتقد 20% أن الوضع سيكون “أفضل”، كما أن 19% يرون أنه لن يكون هناك تغيير، فيما أجاب 13% أنهم لا يعرفون.
وتعاني إسرائيل من خلافات حول خطة تعديلات قضائية دفعت بها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المتشددة في كانون الثاني الماضي وأدت إلى خروج مئات الآلاف من المعارضين إلى الشوارع في احتجاجات رافضة قبل أن يجمد نتنياهو في أواخر آذار الخطة من أجل التفاوض مع المعارضة.
وتجددت التظاهرات ضد حكومة نتنياهو وخطة التعديلات القضائية مساء اليوم للأسبوع الـ16 على التوالي.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن عشرات الآلاف خرجوا إلى الشوارع في تل أبيب وحيفا وبئر السبع وغيرها من المدن للاحتجاج على الخطة.
ويرى نتنياهو وحلفاؤه أن التعديلات القضائية التي تدعمها حكومته مهمة من أجل خلق توازن بين السلطات الثلاث في إسرائيل، فيما يقول المعارضون أن الخطة تهدف إلى إضعاف المحكمة العليا وتركيز السلطة في يد نتنياهو، وفقا لوكالة “شينخوا”.
كذلك، تشهد إسرائيل توتراً مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وشرق مدينة القدس، فيما تسود مخاوف عند تل أبيب من إمكانية اندلاع مواجهات مع جبهات ساخنة متمثل بغزّة وجنوب لبنان.
أزمة كبيرة
بدوره، أكّد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، اليوم السبت، أنّ الأزمة الداخلية، التي تمرّ فيها “إسرائيل”، تُعَدّ من أخطر الأزمات الداخلية، وتؤثّر في عدد من القطاعات.
وقال هرتسوغ، في مقابلةٍ خاصة بصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إنّه “إذا فشلت الاتصالات من أجل حل الأزمة الداخلية، فلن أخجل من أن أقول مَن هو المذنب”.
وكشف أنّه رفض عرضاً بالاستقالة من منصبه على خلفية الترويج للتشريعات والاحتجاجات ضده، متابعاً: “أنا أحظى بثقةٍ كبيرة لدى الجمهور من جميع الفئات، وتلقيت اقتراحاتٍ متعددة بخصوص الأعمال والأفعال التي أستطيع القيام بها، وكان هناك هذا الاقتراح أيضاً”.
ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أنّ المستشارة القانونية لحكومة الاحتلال، غالي بيهاريف ميارا، أخطأت في عدم السماح لنتنياهو بالتدخل في الانقلاب القضائي، أجاب هرتسوغ: “اعتقدت أنّ من الصواب أن يتدخل نتنياهو، فهو رئيس الوزراء، رئيس السلطة التنفيذية. وبعد ذلك جاءت الآراء والأحكام، ولم أعد أتدخل”.
واقع أمني خطر
بدوره، قال عضو الكنيست، رئيس الأركان السابق، غادي إيزنكوت، اليوم السبت، إنّ الواقع الأمني في “إسرائيل” اليوم هو “الأخطر منذ نهاية حرب يوم الغفران” (حرب تشرين التحريرية، عام 1973).
وقال إيزنكوت لـ”القناة الـ12″ الإسرائيلية إنّ هناك أمراً جرى لم يحدث منذ قيام “إسرائيل”، إذ أصدرت شعبة الاستخبارات إنذاراً استراتيجياً يُفيد بأنّ “الردع الإسرائيلي في المحيط تضرر”.
ومنتصف الشهر الحالي، قال وزير الأمن السابق لدى الاحتلال الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إنّ “مواجهة متعدّدة الساحات هي أمرٌ لا يمكن منعه، وتصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هي في هذا الاتجاه”.
وأشار ليبرمان إلى أنّ “حكومة بنيامين نتنياهو غير قادرة على المواجهة، وهذا الكابينت، الذي يجب أن يدير الحرب، ليست لدى أعضائه معرفة ولا قدرة ولا خبرة، ولا يستطيعون إدارة الأمر”.
وفي وقتٍ سابق، قال وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت، إنّ “إسرائيل تشهد فترة أمنية معقدة، فإيران تدير حرب استنزاف ضدها، وفي المقابل تتقدم في برنامجها لحيازة سلاح نووي عسكري”.
من جانبه، أكّد قائد فيلق الأركان العامة السابق، اللواء احتياط غرشون هكوهين، الشهر الحالي، أنّ “من يقول إنّ “إسرائيل” تفقد قوّة الردع يقصد شيئاً أكثر تعقيداً، مفاده أنّ الخوف الذي يساورنا بشأن الحرب له أساس من الصحة”. (سبوتنيك – الميادين)