
كتب داني حداد في موقع mtv:
يغادر الموفد الفرنسي جان ايف لودريان لبنان غداً، بعد لقائه رؤساء كتلٍ وممثّلين عنها. فهل أدّت هذه الزيارة الى تحقيق تقدّمٍ على خطّ الاستحقاق الرئاسي؟
لم يشعر ممثَلو المعارضة بالخيبة من نتائج جولة لودريان. لم يكن أحدٌ منهم يتوقّع أن تحمل نتائج عمليّة. بعضهم، كما في الموالاة، كانوا نعوا الزيارة قبل حدوثها، لعلمهم بأنّ التأثير الفرنسي مفقود. الخلاصة الأبرز التي وصل اليها المعارضون هي أنّ فرنسا لم تعد متمسّكة بترشيح رئيس تيّار المردة سليمان فرنجيّة. لم يحاول لودريان إقناع من التقاهم برئيس تيّار المردة ولم يلفظ اسمه.
وينقل أحد الذين التقوا الموفد الفرنسي أنّه سمع سؤالا من الأخير عن السبيل الى الحلّ، في ظلّ الستاتيكو القائم الذي يمنع أيّ فريقٍ من فرض مرشّحه. ويشير الى أنّه كان ينتظر من لودريان نفسه طرح الحلّ، وليس العكس.
في المقابل، يعوّل فريق المعارضة على الدور السعودي – القطري الذي سيبرز أكثر مع تراجع الدور الفرنسي. تواصل قطر دورها غير العلني في محاولة لإيصال قائد الجيش العماد جوزيف عون، وقد نشهد في الأسابيع القليلة المقبلة تحرّكاً أكثر فعاليّة على هذا الصعيد. أمّا السعوديّة فتكرّر، على لسان المستشار نزار العلولا الذي التقى نوّاباً لبنانيّين في باريس الأسبوع الماضي، أنّها متمسّكة بوصول رئيسٍ إصلاحيّ، من خارج المنظومة التي حكمت لبنان، ولا شبهات فسادٍ عليه. وهي مواصفات يجد كثيرون أنّها تنطبق، من دون حصر، على قائد الجيش.
ويعوّل مصدرٌ في المعارضة على إشاراتٍ إيجابيّة تُسمع على لسان نوّابٍ وقياديّين في حزب الله عن قائد الجيش، حتى أنّ خبر اللقاء الذي جمع النائب محمد رعد مع عون سُرّب من الحزب، من دون أن تُعرَف الأسباب. وتتلاقى مع كلام المصدر المعارض معلومات عن زيارةٍ قريبة قد يقوم بها رعد الى فرنجيّة، يفسّرها المتفائلون في وصول عون بأنّها بداية مسيرة إقناع فرنجيّة بالخروج من السباق.
ولكن، مهما ارتفع منسوب التفاؤل بأنّ الحسم الرئاسي سيكون خريفيّاً، فإنّ الواقع يشير الى أنّ التقدّم يبقى بطيئاً. ومن المؤكّد أنّ التسليم اليوم بقدرة الثنائي الخليجي السعودي – القطري وحده على تحريك هذا الملف يعني أنّ حظوظ العماد عون مرتفعة حاليّاً. هو يتنافس، في هذه المرحلة، مع استمرار الشغور، والأخير متصدّر حتى إشعارٍ آخر، لكنّ المشهد قابلٌ للتغيير. نحن في لبنان…