
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في الصرح البطريركي في بكركي، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، وكان عرض لآخر المستجدات على الساحة اللبنانية.
بعد اللقاء، قال بو صعب: “تشرفت بزيارة غبطة البطريرك، وكان الحديث عن الظروف التي نمر بها، أي الفراغ الرئاسي، وبالتالي الحكومة والدولة بشكل عام. تحدثنا عن مبادرة سيدنا وحرصه على جمع الأفرقاء لكي يتم الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية”.
أضاف: “وضعت غبطته في أجواء زيارتي لكتلة الوفاء للمقاومة وحديثي مع النائب محمد رعد وباقي اللقاءات التي ستحصل طوال هذا الأسبوع وتهدف إلى إيجاد قواسم مشتركة”.
وأشار إلى أن “الحوار هو الأساس”، وقال: “إن لم يكن هناك حوار واتفاق على مخرج لبناني للأزمة التي نمر بها سنبقى مكاننا راوح”.
ولفت إلى أن “الجهد الذي قام به غبطته في هذا الإطار كان كبيرا جدا”، وقال: “لمست امتعاض غبطته مما وصلنا إليه اليوم. وبالتالي، فإن المسؤولين الذين تعاطوا بالملف لم يكونوا مهتمين بعامل الوقت، كما يجب. لقد قال لي سيدنا إن ما أقوم به من موقعي كنائب رئيس مجلس للنواب مهم ويجب أن أكمله. وبالتالي، إن الجهد الذي أقوم به لا ينطلق من مصلحة حزبية أو شخصية وقد يؤدي إلى خرق في مكان ما”.
أضاف: “كان الاتفاق على التواصل، بعد انتهاء اللقاءات والاجتماعات التي سأقوم بها. ولعل الأبرز هو التطرق مع سيدنا إلى ملف النازحين السوريين والاجتماع الذي عقد في الأردن بالأمس في غياب لبنان بسبب عدم وجود رئيس للبلاد أو رئيس حكومة. لذلك، لم تتم دعوتنا، وهذا جاء بمثابة إنذار، وإذا تابعنا على هذا المنوال سنعزل أنفسنا أكثر فأكثر”.
وفي رده على سؤال عن البحث في اسم الرئيس مع “حزب الله”، قال بو صعب: “لم ولن أتحدث عن الأسماء، فالموضوع أكبر وأعمق. وأعتقد أن جهد سيدنا في هذا الشأن كان قد مكن من التوصل إلى اسم مشترك بين الأفرقاء المسيحيين”.
أضاف: “رغم أن موضوع الاسم أمر أساسي، إلا أننا لم نتوصل بعد إلى هذه المرحلة، فالأزمة أعمق، فما من أحد مستعد للتحاور مع الآخر ووضع الهواجس على الطاولة. هناك فريق يقول انه لن يكون على طاولة مع فريق يفرض عليه رأيه، وفريق آخر يقول إن له رأي ولا يريد مناقشة رأي الآخر”.
وتابع: “سيدنا هو من شجع على موضوع الحوار. لذلك، إن لم يكن هناك حوار أو رأي وتعبير عن الرأي عند الأفرقاء فلا يمكن التوصل إلى اسم مشترك”.
وعن جولته، قال: “أقوم في هذه الجولة بصفتي نائبا لرئيس مجلس النواب وليس بصفتي الحزبية، ولن أقول لماذا قال سيدنا إن هذا الأمر قد يؤدي الى نجاح ما أقوم به”.
أضاف: “لن أدخل في الأسماء، فلكل فريق اسم، والمشكلة في أن يتفقوا على اسم. لقد دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري مرتين إلى الحوار ولم تستجب الدعوة. لذلك، فإن زياراتي حتى اللحظة استكشافية فقط”.
مركز “تجدد”: وزار بوصعب قرابة الثانية مركز “تجدد” في سن الفيل حيث التقى النائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي.
وأكد معوّض بعد اللقاء أن “يدنا ممدودة الى حلّ، لا المزيد من الهيمنة والمزيد من تدمير الدولة والأزمات والاصطفافات والغرائز”.
وجدد تأكيده “أننا منفتحون على أي حلّ مبني على منطق استعادة السيادة وبناء الدولة، وتكريس مبدأ الشراكة لا الاستقواء والالغاء، والأولوية لحلول تعالج الأزمات الملّحة التي تهدّد لبنان دولةً وشعباً”.
ولفت الى أننا “اتفقنا على استكمال التشاورات للوصول الى حلّ وانتخاب رئيس سيادي اصلاحي هدفه استرجاع الدولة والقيام بالاصلاحات الضرورية لاعادة بناء بلد لكلّ اللبنانيين”.
من جهته، قال بو صعب: “وضعت الزملاء في الأفكار المتداولة وسمعت ردود الأفعال ويمكنني القول انني لمست تقاربًا بيننا”.
معراب: وقرابة السادسة، التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في معراب نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب في حضور عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب ملحم رياشي.
عقب اللقاء الذي استغرق ساعة ونصف الساعة، وصف بو صعب الإجتماع بـ””المميّز” ولا سيما بعد المعلومات المتداولة في الاعلام التي توحي بأننا سنصل الى حائط مسدود، وبالتالي عدم متابعة المهمة”. واذ أكد ان “اللقاء كان جيّدا”، لفت بو صعب الى انه لمس انفتاحا من “رئيس القوات” وحرصا على القواسم المشتركة بين اللبنانيين ولو ان لديه مواقف ووجهة نظر مختلفة في امور معينة.
اضاف: “يبقى الاهم الانفتاح على النقاش والتواصل مع جميع الافرقاء. اتفقنا مع د. جعجع على متابعة النقاش بعد الإنتهاء من الجولة التي نقوم بها، اذ عندها ستتوسّع القواسم المشتركة اكثر، آملا ان ننجح في البناء عليها.”
وعن امكانية التواصل مع النائب غسان سكاف الذي يطرح مبادرة رئاسية اخرى، اجاب: “لا اعرف ما يطرحه الزميل سكاف، ولكن ما نتحدث عنه مغايرا، باعتبار انه لا يعالج فقط الاسماء بل الخلاف المتواجد في البلد، في خضم الركود والجمود الحاصل وانقطاع الحوار بين معظم الجهات. ما نحاول القيام به اعمق واكبر من “مسألة اسماء”، ونرى ان العمل وفق هذه الطريقة من الممكن ان يحدث خرقا ما”.
اما عن لمسه لقواسم مشتركة لدى زيارته النائب محمد رعد، أعرب بو صعب عن اطمئنانه أكثر بعد زيارته معراب، مشيرا الى ان “القواسم ما زالت مشتركة ويمكن البناء عليها في محاولة لتطويرها، وقد لمستها بعد لقائي رعد ايضا، رغم الإختلاف الكبير في وجهات النظر، في بعض الامور