كتبت لارا يزبك في المركزية:
اشار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من دافوس إلى “أننا قلنا دائمًا وأبدًا أننا نسعى للحلول الدبلوماسية”. وشدد على “اننا سمعنا من الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أننا أمام فرصة لإيجاد حل للاستقرار في جنوب لبنان، ونحن نعمل على ذلك”، مؤكداً الالتزام بالقرارات الدولية بشأن لبنان و”نحترمها كلها”. وشدد على أنّ “وقف إطلاق النار في غزة هو حجر الزاوية لبداية كل الحوارات”، موضحاً “انني قلت أن حزب الله يتمتع بعقلانية وأترك هذا الحكم بعد 100 يوم من الحرب”. ولفت إلى أنّ “كل الاتصالات التي أقوم بها مقدّرة من كل الدول، وهي تعلم أن لبنان يحاول تفادي التصعيد جراء الاستفزازت الإسرائيلية”. وأوضح في سلسلة احاديث صحافية “اننا ندعو لتهدئة واستقرار طويل المدى على الحدود مع إسرائيل”. وأضاف “بدأنا التحضير لاستقرار طويل المدى في الجنوب”، مشددًا على أن لبنان يجب أن يكون بعيدًا عن أيّ صراع. وشدّد ميقاتي على أن “قرار السلم بيد الدولة اللبنانية والحرب خسارة للجميع”، مستطردا أنّ “قرار الحرب جاء من حزب الله وهو يرد على الاستفزازات الإسرائيلية”. ولفت إلى أن “لبنان لا يستطيع أن يتحمل تبعات الحرب الآن”.
يؤكد ميقاتي اذاً انه يسعى للسلام وللتهدئة وللحلول الدبلوماسية.. لكن “فعلا” و”عمليا”، هل “يعمل” لذلك؟ بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن الرجل، بتبنيه رؤية وموقف حزب الله، في شكل تام وصريح وواضح، في المفاوضات الجارية لمنع تمدد نيران الحرب الى لبنان، لا يضع البلاد على سكة التهدئة، بل على العكس.
فالمطروح من قِبل الدبلوماسيين العاملين على خط اطفاء الحريق، وعلى رأسهم الاميركيون والفرنسيون، ليس وقف النار في غزة، وهم لا يطلبون مِن بيروت التدخل لانهاء حرب غزة، بل ما يريدونه من “لبنان الرسمي”، هو ان يتحرّك لدى حزب الله، لاقناعه بأهمية وقف ما يفعله اليوم في الجنوب لانه اذا استمر في المواجهة، فإنه سيرفع حظوظ شن اسرائيل حربا على لبنان، الى حدودها القصوى، اي انه بما يفعله – سواء أيّدناه ام لم نؤيده – يعرّض لبنان للخطر ويكشف ظهره ويتهدد مصيره. وقد اعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، امس ان “احتمال حدوث حرب على لبنان في الأشهر المقبلة أعلى بكثير مما كان عليه في الماضي”.
لكن هل نقل ميقاتي الرسالة هذه الى الحزب؟! على الارجح لم يفعل. وبعد ان اقرّ بأن الحزب هو من أطلق الرصاصة الاولى من جبهة الجنوب نحو الاراضي المحتلة، مؤكدا بذلك ان حكومته، لا ناقة لها ولا جمل، في قرارٍ سيادي بهذا الحجم، قرر ان يقطع الطريق على كل الجهود الدبلوماسية، بربطه، تماما كما فعل الحزب، بين الهدوء في الجنوب والهدوء في غزة!
كل ذلك يؤكد ان ميقاتي، المغلوب على امره امام قوة حزب الله وسطوته، لا “يعمل” للسلام ولا للحل الدبلوماسي، لا بل يعقّد مسارهما، وفي افضل الاحوال، هو يتمناهما فقط لا غير، منتظرا وقف الحرب على غزة، تختم المصادر