استقبل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى في دارته في شانيه، وفدين من عائلة حاطوم في كفرسلوان ورأس المتن، تقدمه مشايخ وفاعليات والمجلسان البلدي والاختياري في كفرسلوان، لشكره على رعايته وحضوره المصالحة بين الاقرباء من ابناء آل حاطوم، ورأب الصدع العائلي، بعد مضي سنوات طويلة عليه.
ورد شيخ العقل على كلام الوفد، منوها بـ”روح التسامح التي ساعدت في اتمام هذه المهمة الاجتماعية والاهلية الوفاقية، التي رأينا من واجبنا السعي لعقد راية الصلح بين الاهل، كما يرى كل مخلص وشريف من ابناء طائفتنا المعروفية الكريمة، التي من ثوابتها الاساسية حفظ بعضنا ومجتمعنا، والتطلع الى ما يحصن مرتكزات وجودنا والتمسك بنهج السلف الصالح والمشايخ الأطهار”.
اضاف: “نتمنى ان نحذو جميعا حذو الساعين دوما الى الوفاق والخير وجمع الشمل، من اجل دمل الجروح والندوب، خصوصا بين الاهل وسائر شرائح المجتمع في هذا الجبل، الذي يتميز والحمد لله بنموذج العيش الراقي، المبني على عادات وتقاليد ساهمت ولا تزال في صون الكرامة الانسانية”.
وتابع: “كما سبق وذكرت في كفرسلوان، أتمنى ان يكتمل جناحا بلدتكم الخيّرة المعطاءة مع جوار الحوز، وإنهاء ملف المصالحة والعودة بين الموحدين واخوانهم المسيحيين والانطلاق بمسيرة الاعمار وبناء النفوس على الأسس التي جعلتنا في مركب واحد، وبما يؤكد على تاريخ هذا الجبل الاشم ويحفظ تراثه وبما يليق بتضحيات ابنائه، وكما قيل، اذا كان الجبل بخير فلبنان كله بخير
قرنايل
كما استقبل ابي المنى وفدا كبيرا من مشايخ وعائلتي الأعور وهلال من بلدة قرنايل، للشكر على التعزية بالراحل ابو منير سليم قاسم الاعور، وبعد الاستماع لكلمات خالد الاعور وسامي حاطوم وعدد من اعضاء الوفد، شكر شيخ العقل “أبناء قرنايل الكرام، القرية الشامخة، أبناء المتن والجبل الأشم وعائلة الأعور والعائلات، التي تعبّر عن مكنون هذا الجبل بعقلائها وشبابها، وكلكم في القلب واحد”.
اضاف: “اذا كنا نقوم بالواجب فهذا من صلب اهتماماتنا وعملنا ومهماتنا، مع أهلنا، وذلك يجمع ويقرب القلوب ويؤكد التماسك بين أبناء التوحيد وأبناء الجبل. نقوم بالواجب مع شركائنا من الطوائف الأخرى ونشد أزر بعضنا بعضا، فكيف لا نقوم بالواجب مع اهلنا؟ وغدا سيقوم وفدٌ من قبل القيادة وقبلنا لزيارة الكبار من أهلنا المسيحيين ومشايخنا في عبيه، للتأكيد معهم على المصالحة والعيش الواحد وانتهاء زمن الحرب، وذلك بعد اطلاق النار الذي حدث في ذكرى تحرير الشحار، حيث ان هذا العمل لا نقبل به ونستنكره”.
وتابع: “مهمتنا كمشيخة عقل هي جزء من مهمة القيادة ومشايخنا، وهي واحدة للنهوض، بهذه الطائفة وتثبيت أسسها والمحافظة عليها، لا يفيدنا المال والعلم دون التمسك بالثوابت، والا نكون نعود الى الوراء. فالطائفة منذ مئات السنين منتسبة لهذا المسلك الشريف نحافظ عليه بوحدتنا وتماسكنا ووحدة مجتمعنا. حافظنا على هذا الارث ومشايخنا حرسوه مئات السنين ولم يتزحزحوا ولا غيروا وما بدلوا تبديلا، حرسناه فحرسنا”.
وقال: “التوحيد هو الذي يحمينا والتقاليد المعروفية الشريفة تمكننا من المحافظة على بعضنا. انطلاقا من ثلاثة ركائز اذا فرطنا بواحدة منها نضر بكياننا وقوة وجودنا، اولها العقيدة التوحيدية ونحن نعمل على اغناء الثقافة التوحيدية، لصون الشباب وتعريفهم بحقيقة التوحيد الشريفة السامية، ورثناها ونحملها كنزا في قلوبنا، وكتبنا ومن خلال مسلك مشايخنا الأطهار. صحيح ان الزمان يتغير وقد نتغير معه ونتقدم ولكن لا نضيّع الثوابت او العقيدة والبوصلة”.
اضاف: “الثانية، الأخلاق والقيم وهي اساسية في مجتمعنا لتثبيت قواعد المجتمع وضمنها الشجاعة في محلها والكرم والمروءة والغيرة والاندفاع والأصالة والثبات على المبادئ الأخلاقية، ان نلحق العولمة المتجددة كل يوم وننسى ثوابتنا فتلك كارثة. نحن سمينا بني معروف، والدروز مشهورون بهذه المناقب، ومسلكهم مسلك العقل والحكمة وهم مشهورون بدفاعهم عن الأرض”.
وتابع: “الارض هي الركيزة الثالثة، الثبات في الأرض وفي الوطن والدفاع عنهما، نحن فئة مقاتلة عبر التاريخ قاتلنا وجاهدنا وثبتنا في أرضنا، لا احد يقدر ان يعيّرنا، فنحن لم نكن خونة ولا جبناء في يوم من الأيام، فقد قدمنا مئات الشهداء من أجل الثبات في الأرض التي تعني الوطن. شعارنا ما قاله سلطان باشا: “الدين لله والوطن للجميع”. هذه هي ثوابتنا الثلاثة واذا أضعناها نضعف انفسنا”.
اضاف: “لدينا مهمات يجب ان نعمل عليها، وهي كيف سننهض بالمؤسسات التي هي مسؤولية الجميع، القيادة السياسية ومشيخة العقل والمجلس المذهبي والنخب من رجال الأعمال الدروز الذين يجب ان يجمعوا قدراتهم، والنخب المفكرة التي يمكن ان تساعد، وهذا ما نسعى اليه ونحاول ان تكون حولنا نخبة من ذوي الكفاءة، لنصل واياهم الى مراحل عملية، ولدينا لقاءات شبه يومية لكي نستفيد من الأوقاف”.
وتابع: “كما تشمل نشاطاتنا الثقافة التوحيدية ونحن نبحث عن اقامة مركز في قرنايل وفي المتن من ضمن مراكز متفرقة نحاول ان نعممها في المناطق، وهي متخصصة بإقامة الدورات للشباب والصبايا. في عبيه لدينا كلية الأمير السيد للعلوم التوحيدية وتخرج الطلاب بشهادة الليسانس، يوم للمشايخ فقط وثاني لغيرهم من الراغبين والملتزمين، نحاول تحضيرهم في هذه الطائفة ليحملوا الشهادة في فقه الدين والمعلومات الدينية، فيصبح لدينا نخبة من الخريجين يساعدوننا في المراكز الثقافية الدينية في لبنان وفي الاغتراب”.
وقال: “عدد كبير من الشباب والصبايا نخسرهم مع الوقت، المسؤولية كبيرة، فلا تستخفوا بها، احمل همها ولكني في نفس الوقت مطمئن، ندق ناقوس الخطر وننطلق ولا نضيع وقتنا في المناكفات، نتعاطى بإيجابية مع الجميع، دون التفات الى الخط السياسي لكل منا. في المصالحة في كفرسلوان كنا على تواصل مع الجميع، والجميع شجعنا وبارك خطواتنا، لا احد وقف ضدنا وعارضنا، ممكن ان تكون هناك آراء مختلفة ولكن النوايا طيبة، اراها فترة ذهبية يجب ان نستفيد منها، النوايا الطيبة تسهل الأمور، نحن نعول عليها، النية الطيبة والرؤية الواضحة والارادة القوية هي أسس النجاح، وهذا ما ننطلق منه وما نبني عليه والله ولي التوفيق”.
زوار
كذلك، استقبل ابي المنى وفدا من مشايخ “خلوة الحصن” في أغميد ولجنة وقف الخلوة، ووفدا من اساتذة “كلية الامير السيد عبد الله التنوخي للعلوم التوحيدية” تقدمه رئيس اللجنة الدينية في المجلس المذهبي الشيخ هادي العريضي وعميد الكلية الشيخ الدكتور سلطان القنطار.
تعزية
وزار شيخ العقل بلدة صوفر لتقديم واجب العزاء بالشيخ عادل الصايغ