“لن يسجّل شيء جدي في لبنان قبل ان تضع حرب غزة أوزارها، وعندها يمكن معرفة وتقييم موازين القوى”، وفق ما قال مصدر سياسي مواكب لوكالة “أخبار اليوم”، لكن على وقع الحرب الدائرة، هناك حوارات على مستوى المنطقة تعمل على خطين: الخط الاميركي – الايراني في مسقط، الخط السعودي – الايراني المباشر.
واضاف: الخطّان لا علاقة لهما بشكل مباشر بلبنان بل لهما علاقة بالشرق الاوسط وتحديدا حيثما هناك نفوذ ايراني، مشيرا الى انه حتى الآن لا يوجد اي اتفاق، الامر الذي يتيح تعدد الادوار لكل دولة معنية بهذه المنطقة، وخير مثال الادوار التي تقوم بها كل من قطر وفرنسا على مستوى لبنان.
ولكن عمليا، تابع المصدر عينه، لا تملك اي دولة الادوات التي توصل الى الخواتيم المرجوة القابلة للتنفيذ، لذا لا بدّ من انتظار ما ستسفر عنه نتائج المفاوضات على هذين الخطين للانتقال الى خط ثالث اي المفاوضات الايرانية – الاميركية – السعودية وما ستؤول اليه، وعندها يبنى على الشيء مقتضاه على المستوى الاقليمي، وبالتالي الحسم في الملف الرئاسي ما زال بعيد المنال.
وماذا عن التحركات الدبلوماسية على اكثر من مستوى، فصّل المصدر الآتي: لا يوجد اي كتلة نيابية او قوة سياسية يمكن للجانب القطري ان يستند اليها في الداخل اللبناني، اما بالنسبة الى السعودية قد لا يكون لديها كتلة او قوة لكن لديها اصدقاء كثر وفي مقدمهم القوات والاشتراكي، وطبعا دار الفتوى كما اتضح ان مبادرة كتلة الاعتدال الوطني قريبة جدا من السفارة، في المقابل معروف ان لدى ايران الثنائي الشيعي اضافة الى عدد من الحلفاء يصل حجمهم التمثيلي في المجلس الى نحو 50 صوتا. في الموازاة التيار الوطني الحرّ يسعى الى ابقاء قدم في ايران والاتجاه بالاخرى نحو السعودية، حتى اللحظة لم ينحج، لكن هناك احتمالات كبيرة للنجاح، خصوصا وانه يعتبر ان قطر هي صلة الوصل بالسعودية.
الى ذلك الدور المصري شكلي لإثبات الوجود، اما فرنسا فلا تملك اية رافعة في لبنان، لا بل غرقت في العديد من دول العالم.
انطلاقا مما تقدم، رأى المصدر ان دور اللجنة الخماسية شكلي وقائم لضرورة الاستمرار ليس الا، فمن لديه القدرة الاقليمية على تحريك الملفات هما ايران والسعودية، ومن لديه القدرة التقريرية هو الولايات المتحدة، وبالتالي هذه الثلاثية تحكم الواقع الشرق اوسطي ومن ضمنه اللبناني.