تجد القوى المسيحيّة نفسها راهناً في دائرة الاستهداف والاقصاء، نتيجة للازمة السياسية والصراع العقيم بين المكونات الحزبية، فهل المصيبة ستجمع احزاباً مسيحيّة رغم الخصومات التاريخيّة بينها، كما هو الحال بين “القوّات اللبنانية”، و”التيّار الوطني الحر” و”الكتائب”، و”تيّار المردة”، في مواجهة ثنائي “حزب الله” و”حركة امل”، نتيجة الهيمنة الامنيّة والعسكريّة والاداريّة على كافة مؤسسات الدولة، بحيث ان هذا الثنائي بات هو الحاكم”.
بعيداً عن الرهانات المخيّبة للآمال، بسبب الخلافات المسيحيّة السياسيّة، ترفع “بكركي” الصوت عالياً، للتحذير من محاولات مشبوهة، تتعلق بالوجود المسيحي في لبنان، اضافة الى محاولات اقصاء هذا المكون عن المواقع الأساسيّة في الدولة، وفي مقدمها رئاسة الجمهوريّة، لا سيما انّ الشارع المسيحي يعيش اليوم إحباطاً، ويعاني من انعدام الثقة، كون قوى الممانعة تبقي مواقع المسيحيّين شاغرة، لفرض شروطها على مفاصل الدولة ومن ضمنها الاستحقاق الرئاسي، على قاعدة تخطي الآليات الدستوريّة، وتعطيل الانتخابات. هذا الى جانب طرح حوارات لا تنسجم مع الحياة الديمقراطيّة، وتتجاوز مبادئ الدستور وبنوده وتعطّل الاستحقاقات بهدف الهيمنة من خلال فرض مرشّح دون غيره.
ومن المؤكد، وفق مرجع ديني، انّ مسعى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الى جمع القادة المسيحيّين في بكركي، لا يبشر بقيام تحالف مسيحي، لوقف نزيف الشغور في المواقع المسيحيّة الأساسيّة. حيث ان هذه المهمة تبدو شبه مستحيلة، نطراً الى التباعد في المقاربات بين الاحزاب المسيحيّة ككل، رغم انّ البطريرك يولي اهمية قصوى لوحدة الصف المسيحي.
ويكشف المرجع في حديثٍ الى وكالة “اخبار اليوم”، ان الكرسي الرسولي في الفاتيكان على تنسيق دائم مع البطريركية في هذا المجال، بالتالي يتفهم هواجسها ومخاوفها، حول ارساء المسيحيّين ضمن التوازن الوطني اللبناني.
وفي هذا السياق ايضا، علمت “اخبار اليوم” ان البطريرك قد يكلف أحد المطارنة، على غرار تكليفه سابقا راعي ابرشيّة “انطلياس” المارونية المطران انطوان بو نجم للبحث في تقريب وجهات النظر من أجل إنجاح الاستحقاق الرئاسي حينذاك.
أما اليوم، وفق المعلومات، سيكون محور الزيارات واللقاءات من أجل إنجاح تضامن جميع الأفرقاء المسيحيّين، الى جانب استطلاع آراء القادة المسيحيين حول مبادرة يعدها البطريرك لم تنضج او تتضح صيغتها بعد.