أكّد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، في الاحتفال التأبيني للشهيد عباس ديب دعيبس في بيروت، “أننا جاهزون إذا ما وسَع الكيان الإسرائيلي الحرب، وإن كانت قناعتنا باستبعاد توسعتها، ولن تنفع لا تهديدات مسؤوليه ولا التدخلات الخارجية في أن تؤدي إلى ثنينا عن موقفنا المساند الذي سنستمر فيه مادامت المعركة قائمة في غزة، وإلى الذين يبحثون عن الحل نقول لهم أوقفوا الحرب في غزة فهو الخيار الوحيد وهو المتاح من أجل إنجاز حل سياسي بالتعاون مع المقاومة الفلسطينية في غزة، عندها تتوقف أعمال جبهات المساندة وعندها أيضاً يتحقق الاستقرار العام في المنطقة، لأنَّنا بالأصل جبهة مساندة ولسنا في حالة حرب مباشرة، الحرب هي في غزة ويجب أن تحل هناك أولاً”.
وقال: “هنا نسجل أهمية صلاة العيد التي حصلت في قرى جنوب لبنان في جبل عامل مع حضور الناس، ومع تفقد الشهداء والأموات على الرغم من إطلاق النار الإسرائيلي الذي حاول أن يُرعب أو أن يخيف الناس، لكن الناس تصرفوا بطريقة ثابتة مطمئنة، وهذا يعتبر من الإنجازات الكبيرة أنَّ بيئتنا التي تحضن المقاومة وتقدِّم الشهداء هي بيئة شجاعة واثقة بنصر الله تعالى، لا تخشى تهويلات العدو وتعلم أنَّ هذا الحزب مستعدٌ أن يبقى في المقدمة وفي الصدارة يدافع عن مستقبل هذا الشعب وهذه الأمة وهذا الخيار الذي اخترناه في سبيل الله تعالى. نحن حرصنا كحزب الله في لبنان أن نكون جبهة مساندة بحدود وضوابط وبالحد الأدنى من التأثير على حياة باقي اللبنانيين، ولذلك تلاحظون اليوم أنَّ جبهة الجنوب مشتعلة ولكن باقي اللبنانيين يعيشون حياتهم بشكل عادي وطبيعي في كل المجالات. إذاً لمن يتحدث عن عوائق في داخل لبنان سواء كان عائق عدم انتخاب رئيس جمهورية أو عائق بعض الفلتان الأمني الموجود أو عائق عدم انتظام الحياة الاقتصادية في البلد نقول لهم هذه العوائق منكم وليست من المساندة التي تحصل في الجنوب، بدليل أنَّ الانتخابات النيابية عندما حصلت اختار هذا الشعب من يريد كنوَّاب، ومن الذي يختار الرئيس؟ النواب في المجلس النيابي، من الذي يمنع النواب في المجلس النيابي أن يختاروا رئيساً؟ الجواب هو وجود تشرذم كبير واختلافات كثيرة بين الأطراف المختلفة بحيث لا يستطيع أحداً أن يجمع 86 في الدورة الأولى أو 65 في الدورة الثانية، إذاً من الذي يعطِّل الانتخابات؟ كل القوى النيابية مسؤولة عن تعطيل الانتخابات، فلا تلقوا اللوم على حزب الله وحركة أمل، ولا تقولوا أن السبب جبهة الجنوب، كلا فكلهم متمسكون بآرائهم وقناعاتهم، أتدرون قبل ستة شهور إذا قمتم باستفتاء ما هي آراء النواب حول انتخابات الرئيس، وقمتم باستفتاء آراء النواب اليوم تجدون نفس الرأي! لا أحد منهم يريد أن يتزحزح خطوة واحدة! فلماذا مطلوب منا أن نتزحزح ونحنا نشكل كتلة مهمة جداً؟! والعجيب أنهم يقولون أنهم يريدون انتخاب رئيس يستفز المقاومة! أتريدون أن تختاروا رئيساً ضد المقاومة؟ فهل تتوقعون أن نتقبلكم ونقول لكم أهلاً وسهلاً، وتعالوا لتخريب البلد بعد كل هذا الجهاد والتضحية وحماية البلد من إسرائيل وطرد العدو الاسرائيلي وطرد العدو التكفيري وكل هذه التضحيات التي قدَّمناها من أجل أن يكون البلد في وضع سياسي مستقر ويختار بطريقة صحيحة!! لن نسمح لكم بتخريب هذ البلد، وسنبقى نعمل بقناعتنا بحسب الدستور، وكل هذه الفوضى التي تحدثونها لن تقدِّم ولن تؤخر”.
أضاف: “أقول لكم أكثر من هذا، نحن تجاوزنا في الفترة السابقة عدة مرات الفتنة المذهبية وتجاوزنا الفتنة الطائفية. وتجاوزنا اي خطوة من خطوات الحرب الأهلية وتنازلنا عن بعض حقوقنا حتى لا تُستغل فرصة من أجل التقاتل الداخلي، وسنبقى كذلك لأنَّنا مقتنعون بأنَّ هذا البلد لا يتحمل أن تكون فيه فتن وقتال داخلي وإن شاء الله لن يحصل هذا لأنَّنا في الموقع الذي نؤثر فيه في منع مثل هذه المهاترات التي يقوم بها البعض. سنحمي لبنان القوي بثلاثية الجيش والشعب والمقاوم، ولن نمكِّن العدو أن يستثمر بإضعاف لبنان. أقول لكم بوضوح نحن كحزب الله ومعنا حركة أمل وكل الفريق الموجود مرتاحون لهذا الاتفاف الشعبي حولنا. نحن لا نعيش هاجس أنَّ الناس معنا أو ليسوا معنا، فالحمد لله الشعب اللبناني معنا والذي يقول لا فليقدم لنا الدليل، بالوضع الحكومي وضعنا جيد، بالوضع الشعبي العام وضعنا جيد، بالانجازات وضعنا جيد، يبقى بعض الناس غير المقتنعين فليعبروا عن عدم إعجابهم، لكن هذا لا يمثل اللبنانيين، الذي يمثل اللبنانيين هو هذا التقسيم الموجود في داخل المجلس النيابي، وهو الخيارات التي تثبت أنّها لمصلحة لبنان. لذلك أنا أقول لكم نحن مرتاحون لهذا التأييد الشعبي الموجود لنا”.
وختم: “نحن نعتقد أنَّ المقاومة بسلاحها مطلب أساسي لغالبية اللبنانيين، وأكثر من ذلك نحن نؤمن بأنَّ الدولة هي التي يجب أن تحتكر السلاح من أجل الأمن الداخلي ومن أجل حماية البلد، ولكن سلاح المقاومة لا علاقة له بالأمن الداخلي، فسلاح المقاومة له علاقة بمواجهة إسرائيل، فكفى تحججاً بالسلاح والسلاح، اعترفوا أنكم ضِعاف، وقولوا أنكم غير قادرين على فعل أي شيء، وقولوا أنَّ كل الدعم الخارجي ما عم بيخليكم تطلعوا لفوق. قولوا أنَّ بعض حلفائكم تركوكم من الخارج ومن الداخل وأصبحتم تشعرون بضعف. فأوقفوا هذا التحجج بأنَّ عدم انتخاب رئيس للجمهورية وعدم استقرار البلد هو بسبب سلاح المقاومة! لولا هذا السلاح المقاوم لما استقر البلد ولما تحررنا من إسرائيل، وسيبقى معلماً أساسياً لحماية البلد، ولحماية استقراره. نحن مع منع السلاح المتفلت الموجود عند أولئك الذين يفكرون باستخدامه في التقاتل الداخلي وليس من أجل حماية ونصرة لبنان