في حين كانت الاهتمامات تتوزع ما بين التصعيد الميداني الاسرائيلي في الجنوب، ودارة السفير المصري حيث اجتمع سفراء اللجنة الخماسية مع عدد من الكتل النيابية للبحث في الملف الرئاسي، تصدرت مواقف الرئيس نبيه بري كل الاخبار، اذ استبق اجتماع هيئة مكتب مجلس النواب ظهر اليوم، واختصر الدولة بمؤسساتها، فاعلن عن عدم اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية، رغم اعتراض عدد كبير من الكتل النيابية والاحزاب السياسية. واللافت في كلامه ايضا، توجيه رسالة اتهام الى حزب “القوات اللبنانية” في ما بدا انه موقف متناغم مع ما اطلقه الامين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله قبل ايام، تجاه القوات والكتائب اللبنانية.
فقد اكد الرئيس بري في تصريح لقناة “الجديد” ان “وحدة الساحات قائمة شاؤوا أم أبوا”. وردّ على كتاب النائب جبران باسيل إلى مجلس الأمن قائلاً: جبران في كتابه يريد أن يفصل جبهة الجنوب عن غزة “وهيدي ما بتزبطش”. وقال برّي أنّ “قواعد الاشتباك تغّيرت والنتيجة الأهمّ للسجادة العجمية أنّها قالت لإسرائيل “زمن الأول تحوّل”.
كما ردّ برّي على كلام رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع حول الانتخابات البلدية، بالقول: “لن تحصل انتخابات بلدية من دون الجنوب، وبده يستوعب جعجع أنّني لست مستعدّاً لفصل الجنوب عن لبنان. هناك قانون للتمديد وسيكون هنالك جلسة”. وأضاف: “الخطورة في كلام جعجع هو عن الفيديرالية وهذا يعني أنّنا لا نزال في حالات حتماً”.
واذا كان “حزب الله” ربط الملف الرئاسي بحوار يترأسه الرئيس بري، فان لقاءات سفراء اللجنة الخماسية، وان تم تفعيلها مجددا، منذ امس والى الايام المقبلة، فان الشروط والشروط المضادة التي ترافق حركتها، لا توحي بان ثمة ايجابيات كثيرة مرتقبة، خصوصا مع ازدياد التصعيد الامني في لبنان وعلى مستوى المنطقة.
فقد عقد بعد ظهر امس في دارة السفير المصري علاء موسى، لقاء لسفراء الخماسية. وقال موسى: الكلام عن أن الخماسيّة تروّج لطرح برّي غير صحيح أو غير منطقيّ فنحن نستخلص الإيجابيات من كل الطروحات بما فيها “الاعتدال” من دون تبنٍّ تام أو ترويج لأي منها.
وحضرت الكتل النيابية للمشاركة في اللقاءات وهي “التوافق الوطني” و”تجدد” و”التغييريين” والطاشناق.
وبعد الاجتماع، قال النائب فيصل كرامي: “لمسنا دفعاً من “الخماسية” تجاه الحل في لبنان لجهة انتخاب رئيس للجمهورية”، مضيفا انه “من الواضح أنه لا خلاص ولا حل إلا بالحوار وواضح أيضا بأن ثقة الخماسية بالرئيس نبيه بري كبيرة جدا”، مشيرا الى انه “لا جديد لدى الخماسية وانما فقط استمزاج للآراء”.
الى ذلك، كشف النائب أديب عبد المسيح أنه طرح فكرة ما بين “مبادرة الاعتدال” وصيغة الرئيس بري تقوم على أن نأتي إلى المجلس بدعوة لانتخاب رئيس ونخرج بعد الدورة الاولى من دون رفعها لإجراء حوار برئاسة بري، ثم ندخل مجدداً الى الدورة الثانية لاستئناف الجلسة ويحصل ذلك على مدى ٧ دورات.
واكد نواب كتلة “تجدد” بعد لقائهم سفراء اللجنة الخماسية، “أننا لن نقبل برئيس من العهد السابق بعد أن تحول لبنان من سويسرا الشرق الى بلد الكبتاغون”. وأضافوا: “لم يتم طرح أسماء ولكن المواصفات التي عُرضت ترضينا، ونحن بدورنا طرحنا تخريجة لا تتعارض مع الدستور”.
وأكدت الكتلة أن حوارا يرأسه بري، “لم تطرحه ولا يمثل موقفها المنسجم مع القناعات والثوابت المعلنة في بياناتها الأسبوعية، والذي ينص على التمسك بالدستور ورفض الأعراف الهجينة، وعلى الدعوة لجلسات بدورات متتالية وغير مشروطة لانتخاب الرئيس، والذي يتم تنسيقه بالتشاور مع قوى المعارضة، فاقتضى التصويب تلافياً لأي اجتهاد”.
وفي شأن متصل بالبحث عن تقارب يمكن ان يقود الى حلول، علمت “النهار” أنّ اجتماع أمس الثلثاء في بكركي لم يتوصّل إلى نتائج إضافية عما سبق، في انتظار أن يتشاور كلّ ناشط حزبيّ حضر في بكركي مع مرجعيته السياسية في تفاصيل الملاحظات والمقترحات التي طرحت في الاجتماع. وعلمت “النهار” ان التشاور في بكركي قد انتقل من مرحلة المناقشات الخاصة في الوضع المسيحيّ الداخليّ إلى العناوين الوطنية الشاملة. ويحرص المجتمعون تحديداً على ضرورة الاتفاق على مقترحات مؤكّدة أهمية تطبيق القرار 1701 ضمن الوثيقة مع التعويل على إمكان أن يشكّل هذا القرار الدوليّ إجماعاً لبنانياً.
المصدر – النهار