
ألقى الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله كلمة في الذكرى الثامنة لاستشهاد القائد الجهادي السيد مصطفى بدرالدين السيد “ذوالفقار” في قاعة الشهيد السيد محمّد باقر الصدر في ثانوية المهدي – الحدث. وتوجه نصرالله الى عوائل الشهداء، وقال: “أعزيهم بفقد أعزائهم وأبارك لهم شهادة أبنائهم وكلّ التحية للجرحى من المقاتلين في كلّ الساحات وأسأل الله لهم العافية وأتوّجه بالتحيّة للمقاتلين الصابرين الشجعان في كلّ الجبهات الذين يسطّرون أروع مشاهد البطولة والشجاعة والقوّة والعزم والحماس واليقين”. وتابع: ” تجمعنا ذكرى القائد الجهادي الكبير والأخ العزيز الشهيد السيد “ذوالفقار” وفي هذه المناسبة نتوجه مجدداً لعائلته بالعزاء بفقده والتبريك لنيله وسام الشهادة وفي كل ما تشهده ساحاتنا نرى وجه السيد ذو الفقار حاضرًا وصوته كما هو الحال مع كل الشهداء وخاصة القادة نرى ما أثمرت دماؤهم الزكية ويحضر اليوم الشهداء وخصوصاً القادة بما جهزوا ودرّبوا ، يحضر الحاج عماد مغنيّة والسيد مصطفى مع كل مُسيّرة انقضاضية و استطلاعية والمقاومة هي نتيجة تراكمية لتضحيات الذين مضوا من الشهداء والقادة، والمقاومين الذين ما زالوا على عهدهم”.
وأشار نصرالله: “أُريد لسورية أن تصبح في دائرة الأميركيين وخاضعة للإدارة الأميركية ولكن سورية انتصرت ولو أنها لم تنصر سورية في الحرب الكونية وأتت معركة طوفان الأقصى ماذا سيكون حال المنطقة ولبنان؟.رغم الحصار والأوضاع الصعبة سورية ما زالت في موقعها وموقفها راسخ وثابت من القضية الفلسطينة. دماء السيد بدر الدين وكل الشهداء قد أثمرت وأعطت النتيجة المطلوبة لأن أحد أسباب دخولنا في سورية هي لكي تبقى في محور المقاومة”.
وتابع نصرالله: “جبهات الضفة ولبنان واليمن وسوريا هي جبهات مساندة ومكمّلة لجبهة غزة. و قلنا إن من جملة أهداف المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة التي أُعلن عنها كان إعادة إحياء القضية الفلسطينية والتذكير بفلسطين المنسية وحقوق شعبها في الداخل والشتات. وكان الحكام العرب سيوقعون أوراق موت القضية الفلسطينية في خطوة التطبيع مع العدو الصهيوني التي كانت قادمة خلال أشهر”.
وأكدّ نصرالله: ” العالم كله الآن يتحدث عن ضرورة إقامة دولة فلسطينية والفضل في ذلك يرجع لما حدث في 7 تشرين الأول ، ومظلومية الشعب الفلسطيني اليوم يتحدث بها كل العالم. تصوروا لو كانت النتيجة مختلفة وجاء 7 تشرين وطوفان الأقصى وكانت سوريا في الموقع الأمريكي ماذا كان من الممكن أن يكون حال المقاومة وجبهات الاسناد لغزة. وبعض الأنظمة والفضائيات العربية باتت تروِّج لكيان العدو على أنه “الدولة” الديموقراطية الوحيدة في منطقتنا، واليوم بعد طوفان الأقصى باتت القضية الفلسطينية حاضرة على كل لسان وفي كل دول العالم وفي الأمم المتحدة حيث تطالب غالبية الدول بوقف إطلاق النار”.
وأضاف نصرالله: ” كل ما يحصل من تظاهرات في دول العالم هي من صنع 7 تشرين الأول وما بعده. و أهمّ مشهد سياسي يعبّر عن صورة انتصار فلسطين هو عندما رفع مندوب “إسرائيل” صورة القائد الكبير يحيى السنوار حفظه الله، وهذا المشهد هو صورة عن اليأس والاحباط والغضب. والاحتجاجات الطلابية في مختلف دول العالم هي من صنع 7 تشرين الأول وما بعده من بطولات وهذه الاحتجاجات أغضبت نتنياهو وبايدن. و التصويت في الأمم المتحدة بشأن عضوية فلسطين أغضب مندوب العدو الذي ووجه الاهانات لدول الأمم المتحدة في حين أنها حرة في تسويتها”.
وتابع نصرالله: “صورة “إسرائيل” اليوم هي قاتلة الأطفال والنساء والمستكبرة على القوانين الدوليّة والقيم الانسانية والاخلاقية، “إسرائيل” المتوحّشة، وكلّ هذا الانتصار هو بفضل صمود الشعب الفلسطيني، وهذا ما أدّى الى انتصار الدم الفلسطيني على السيف الصهيوني”. معتبرا: “هناك إجماع في “اسرائيل” على الفشل في الشهر الثامن من الحرب، و نتنياهو يقول إنّه على خطوة واحدة من النصر الشامل فيسخر منه الجميع حتى الحلفاء، وهذا دليل على الفشل “الإسرائيلي” في تحقيق الأهداف”.
وأشار نصرالله إلى أن: “إسرائيل” هذه التي تقدّم نفسها على أنها أقوى دولة في المنطقة ومدعومة من قبل الولايات المتحدة الأميركية، عاجزة عن تحقيق أيّ من أهدافها، وهي دولة عاجزة فاشلة غير جديرة بالثقة. والمسألة لا تقتصر على الفشل “الاسرائيلي” فقط في تحقيق الأهداف بل في المزيد من الخسائر الاستراتيجية و70% من السرائيليين يطالبون باستقالة رئيس الأركان الإسرائيلي”.
وأضاف نصرالله: “استطلاعات الرأي عن الثقة بالدولة “الإسرائيلية”كدولة، وبالجيش “الاسرائيلي” تُظهر أنّ 30 بالمئة بالحدّ الأدنى يقولون إنّ هذه “الدولة” لا يمكن العيش فيها. والانجاز الحقيقي هو ان “إسرائيل” عاجزة عن حماية سفنها من الصواريخ القادمة من آلاف الكيلومترات. وصورة الردع لدى “إسرائيل” تتراجع ولا سيما بعد عملية الوعد الصادق وجنرالاتها يتحدثون عن مأزق و إسرائيل عاجزة عن حماية كيانها وتحتاج إلى استنفار أميركي وبريطاني وعربي ورغم ذلك تفشل في حمايته واستعادة أسراها أو تحقيق النصر”.
وأردف نصرالله: ” الانجاز الحقيقي اليوم هو أنّ “إسرائيل” اليوم عاجزة عن استعادة صورة الردع أمام الفلسطينيين واليمنيين واللبنانيين والسوريين، والحرب اليوم على غزّة هي أكبر معركة يخوضها الشعب الفلسطيني مع دولة العدو الذي سيخرج مأزوماً من الحرب. وكبار الجنرالات يقولون إن نتنياهو من خلال إصراره على الحرب يجرّنا إلى الهاوية والعدو الصهيوني يواصل القتال لأنّه يبحث عن صورة نصر و حتى لو دخل العدو الصهيوني إلى رفح هذا لا يعني أن المقاومة انتهت وأن الشعب الفلسطيني تخلّى عن المقاوم و الإسرائيلي يتخوف من الخروج من غزة لكون ذلك يعني هزيمته وهذا يعد كارثة له”.
وقال نصرالله: “المسرحيات التي نشاهدها من قبل الولايات المتّحدة الأميركية لا يجوز أن تخدع أحداً، هذا كلّه من أساليب الخداع الأميركي والنفاق الذي تمارسه الولايات المتّحدة وما جرى بالأمم المتحدة والمحكمة الدولية يؤكد الدعم الاميركي لـ”إسرائيل” وعدم تغير موقفها. وورقة الوسطاء فاجأت نتنياهو بعد موافقة حماس عليها لأنها تعني هزيمته. والعدو لديه خيارين، إمّا العودة لورقة الوسطاء وذلك يعني الهزيمة، أو الاستمرار بالاستنزاف”.
وأكدّ الأمين العام لحزب الله: “الجبهة اللبنانية مستمرة في مساندة غزة، وهذا أمر حاسم ونهائي، والأميركي والفرنسي سلّم بهذه الحقيقة. وجبهة لبنان هدفها الضغط الضغط لوقف الحرب في غزة. ولمستوطنين الشمال في إسرائيل قال نصرالله: “لو كنتم تريدون الحلّ اذهبوا إلى حكومتكم، وقولوا لهم أوقفوا الحرب على غزة”.
وعن ملف النزوح، أشار نصرالله: ” بالشأن الداخلي اللبناني وبما يخصّ قضية النزوح السوري، هناك اجماع على أنها مشكلة ويجب معالجتها. واجتماع مجلس النواب يوم الأربعاء الذي دعا له الرئيس نبيه بري هو فرصة من أجل تشخيص المشكلة وسببها، ومن أجل تقديم طروحات عملية لملف النازحين السوريين. وأميركا وأوروبا والمجتمع الدولي يتحملون مسؤولية عودة النازحين فهم من يقدمون الأموال حتى لا يعود النازحون إلى سورية”.
وتابع في ملف النزوح: “مجلس النواب يستطيع تشكيل لجنة تذهب إلى الدول التي تعارض عودة النازحين لتحميلهم المسؤولية، ويجب التواصل مع الحكومة السورية بشكل رسمي من قبل الحكومة اللبنانية لفتح الأبواب أمام عودة النازحين ويجب مساعدة سورية لتهيئة الوضع أمام عودة النازحين وأولها إزالة العقوبات عنها و مجلس النواب إن كان حقًا يريد إعادة النازحين فعليه مطالبة الولايات المتحدة الأميركية بإلغاء قانون “قيصر” ومطالبة أوروبا بإلغاء العقوبات ولا مناص من التواصل مع الحكومة السورية لعودة النازحين السوريين، ولا بد من تشكيل وفد لزيارة دول مثل أميركا لإقناعها بعودتهم”.
وأشار في ملف النزوح إلى أن: “سوريا لو أُلغيت العقوبات عليها قادرة على استعادة عافيتها خلال سنوات ويجب أن نحصل عن إجماع لنباني يقول فلنفتح البحر أمام النازحين السوريين بإرادتهم بدلًا عن تعريضهم للخطر عبر الرحيل عبر طرق غير شرعية وهذا يحتاج لغطاء وطني. وقرار فتح البحر أمام النازحين يحتاج شجاعة وإذا اتخذناه فسيأتي الأميركي والأوروبي إلى الحكومة لايجاد حل فعلي”.