بعدما ربط حزب الله على لسان الامين العام للحزب حسن نصرالله، إنهاء المشاغلة والاشتباكات الدائرة بين الحزب وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية والمناطق المتقابلة، بوقف حرب غزّة فورا، وكرر هذا الموقف أكثر من مرة، وكان آخر ما قاله منذ ايام في ذكرى عاشوراء بهذا الخصوص، وبعدما ربط الحزب انتخاب رئيس الجمهورية، بوقف هذه الحرب ايضا، بالرغم من محاولات التملص الواهية، والاستمرار بطرح اجراء حوار وطني يسبق الانتخابات الرئاسية، وبينما ماتزال محاولات إنهاء الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزّة، تصطدم بارتكاب المجازر ضد المدنيين الفلسطينيين، وبمماطلة وعراقيل يفتعلها رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو، للتهرب من نتائج انهاء هذه الحرب على مستقبله السياسي، بعد فشل الاهداف التي حددها لشنّها، وفي مقدمتها القضاء على حركة حماس واستعادة المحتجزين والرهائن الاسرائيليين والاجانب لديها، ولتفادي المساءلة عن الفشل الذريع في منع عملية طوفان الأقصى، والملاحقة القضائية بتهم الفساد ايضا، تبقى امكانية إطالة امد هذه الحرب، حتى موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، خيارا مطروحا في حسابات رئيس الحكومة الإسرائيلية، الذي يراهن على وصول صديقه دونالد ترامب للرئاسة المقبلة، الامر الذي يطرح تساؤلات لا تتوقف، عن المنحى الذي يسلكه الوضع السياسي الداخلي، وما اذا كان سيستمر تعليق الانتخابات الرئاسية حتى ذلك الحين أيضا؟
ويلاحظ في هذا الخصوص، انه بالرغم من التنازلات التي قدمتها حركة حماس مؤخرا،لتسهيل تنفيذ مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن لوقف الحرب واطلاق سراح الرهائن، بعد سلسلة اتهامات بتشددها ومسؤوليتها عن عرقلتها، حتى بادر نتنياهو فورا إلى طرح سلسلة مطالب وشروط تعجيزية جديدة، وقامت قوات الاحتلال الاسرائيلي بارتكاب سلسلة مجازر وحشية وتصعيد ملحوظ باعتداءاتها على قطاع غزّة، بهدف حمل حركة حماس على تعليق المفاوضات وافشال صفقة إنهاء الحرب، ما يؤشر بوضوح ان الآمال المعلقة على وضع حد لهذه الحرب العدوانية، تتعقد يوما بعد يوم، وقد تطول اكثر، مع استمرار تخبط الادارة الاميركية الحالية بأوضاعها الداخلية بفعل المطالبة بتنحي الرئيس بايدن عن السباق الرئاسي واستبداله بمرشح آخر، مقابل تقدم حظوظ خصمه دونالد ترامب للفوز بالانتخابات الرئاسية المقبلة.
كيف سيتم التعامل مع التطورات المرتبطة بحرب غزّة، وهل تبقى جبهة الجنوب مشتعلة مع تداعياتها على الوضع اللبناني، سياسيا واقتصاديا، وهل يتم الافراج عن الملف الرئاسي الداخلي في حال استمرت مؤشرات إطالة هذه الحرب حتى حلول موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، ام يبقى وضع لبنان الحالي معلقاً، لتبيان نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية وتوجهات الادارة الاميركية المقبلة، وهل يملك حزب الله مثل هذه الصلاحية بمعزل عن ايران التي اوعزت بفتح جبهة الجنوب اللبناني من قبل خدمة لمصالحها انطلاقا من جنوب لبنان ؟ولذلك يبقى من الصعوبة بمكان فصل مسار الازمة الداخلية، بمعزل عما تسعى اليه إيران من وراء اشعال حرب الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل، اقليميا ودوليا، وحصيلتها في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص نفوذها بالمنطقة وملفها النووي.
اللواء