كتبت مريم حرب في موقع mtv:
من خارج جدول الأعمال، فتح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خلال كلمته في جلسة مجلس الوزراء أمس، نافذةً في ملف النزوح السوري معلنًا إرسال وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب إلى سوريا قريبًا. وقد يُشكّل هذا الإعلان خطوة أولى، إذا ما تُرجم بزيارة فعلية لبو حبيب لبدء نقاش جدّي مع السلطات السوريّة في ملف النزوح.
اعتكف وزير المهجرين عصام شرف الدين عن حضور جلسة الأمس، واعتكف حتى عن الإدلاء بتصاريح إعلاميّة حتى البتّ بالشرطين اللذين وضعهما. وتوضح مصادر شرف الدين لموقع mtv أنّه “اشترط وضع بندين على جدول أعمال مجلس الوزراء المرتقب؛ البند الأوّل تسيير قوافل العودة بشكل محترم منظّم وينسجم مع لوائح التي تقدمها وزارة المهجرين وليس بجزء بسيط منها كما يحصل. والبند الثاني تشكيل لجنة حكومية لزيارة سوريا تنفيذًا لقرار مجلس النواب والتزامًا بالواجب الوطني”.
مرّ ما يقارب الشهرين على توصية مجلس النواب تفعيل عمل اللجنة الوزارية برئاسة رئيس الحكومة وعضوية الوزراء المختصين، وقيادات الأجهزة الأمنية للتواصل والمتابعة المباشرة والحثيثة مع الجهات الدولية والإقليمية والهيئات المختلفة، لا سيما مع الحكومة السورية، ووضع برنامج زمني وتفصيلي لإعادة النازحين، إلّا أنّ تفعيل هذه اللجنة لا يزال معلّقًا.
وإذ يُصّر شرف الدين على أن يترأّس بو حبيب اللجنة الوزارية التي ستزور سوريا كونه رأس الدبلوماسيّة، ويعتبر أنّه من الطبيعي أن يقوم بهذه الزيارة، سألت مصادره: “هل سيترأس بو حبيب اللجنة للتنسيق مع الجانب السوري بكلّ المواضيع المشتركة؟”.
في آخر تصريح له قبل الاعتكاف، أشار شرف الدين إلى أنّه كان قد تلقى وعدًا من “ميقاتي بإنشاء لجنة وزارية بناء على توصية من مجلس النواب، وتكون هذه اللجنة مؤلفة من أصحاب الإختصاص وتقدّم تقريراً دوليّاً كل ثلاثة أشهر عن نتائج عملها، ولكن ما وعد به ميقاتي لم يحصل ولم يدرج بند تشكيل اللجنة الوزارية على جدول أعمال الجلسة المرتقبة، كما لم يُطبّق البند المتعلّق بتشغيل قوافل العودة للنازحين بشكل منتظم”.
وتؤكّد مصادر شرف الدين أنّ “الوزير لن يعود عن اعتكافه ما لم تشكّل الحكومة لجنة وزارية برئاسة بو حبيب للتنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسوريّة في ملف النزوح”.
تخرق بيانات الأمن العام عن ترحيل السوريين وإقفال المحال عير الشرعية الجمود الذي طرأ على ملف النازحين السوريين، خصوصًا بعد فترة وجيزة من حادثة منسق حزب “القوات اللبنانية” في جبيل باسكال سليمان. وسيحضر اللواء الياس البيسري الجلسة الوزارية المقبلة بناء على دعوة ميقاتي لاطلاع الوزراء على مراحل تنفيذ خطة العودة.
قد يكون موقف ميقاتي عن زيارة بو حبيب إلى سوريا محاولة لتأكيد أنّ الملف لم يُطوَ رغم الخلاف على طاولة مجلس الوزراء. وما لم يقله ميقاتي، قاله وزير الإعلام زياد مكاري عقب الجلسة: “أزمة النزوح ليست أزمة صغيرة بل هي كبيرة جدًّا ويلزمها وقت لكونها مرتبطة بالسياسة الإقليمية وبرفع الحصار عن سوريا وبكثير من الأمور الشائكة التي لم تحلّ بعد”.