لم يتغيّر المشهد الميداني في الجنوب بل حافظ على وتيرته، فقد نفذ «حزب الله» عمليات قوية وجريئة واستهدف قوة استخبارات وأغار الطيران الحربي الإسرائيلي على مرتفعات جبل الريحان وعلى أطراف بلدتي عيتا الشعب ومركبا حيث اشار مركز عمليات طوارئ الصحة العامة إلى سقوط جريحين. كما حلّق الطيران فوق قرى قضاء صور والساحل البحري وصولاً إلى مشارف نهر الليطاني.
وكان الجيش الإسرائيلي أطلق فجراً نيران رشاشاته الثقيلة في اتجاه رأس الناقورة واللبونة.
وتعرضت بلدة الخيام لقصف مدفعي عنيف بعد غارات ليلية على أطراف بلدات زبقين وياطر وطيرحرفا والاودية المجاورة. ولليوم الثاني على التوالي بعد استهداف سيارة لشركة متعاقدة مع «اليونيفيل» في الناقورة، تعرض أحد المواطنين من بلدة إبل السقي وهو متعاقد كحلاق مع الكتيبة الإسبانية في «اليونيفيل» لإصابة في خاصرته جراء القنص الإسرائيلي بينما كان متوجهاً إلى عمله، وقد نقل على الفور إلى مستشفى مرجعيون الحكومي للمعالجة.
في المقابل، أعلن «حزب الله» في أربعة بيانات منفصلة بعد ظهر أمس الثلاثاء أن عناصره استهدفوا موقعي العاصي والسماقة الإسرائيليين بالأسلحة المناسبة، واستهدفوا موقعي الرادار والراهب بقذائف المدفعية.
وقال الحزب إن مجاهدو المقاومة الإسلامية استهدفوا المنظومات الفنية في موقع العاصي بالأسلحة المناسبة وأصابوها إصابة مباشرة ما أدى إلى تدميرها، كما استهدفوا «انتشاراً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع السماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وأصابوه إصابة مباشرة».
تقرير أممي محدّث: 120 ألف نازح من الجنوب والوضع على الخط الأزرق ما زال متقلباً
كما أعلن الحزب أنه استهدف موقع الرادار في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بقذائف المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة، كما قال إنه «بعد متابعة لقوات العدو وعند رصد قوة استخبارات عسكرية إسرائيلية في محيط موقع الراهب تم استهدافها بقذائف المدفعية وأصابوها إصابة مباشرة».
وكان «حزب الله» قد أعلن في بيانين سابقين استهداف التجهيزات التجسسية في موقعي الجرداح والراهب الإسرائيليين بالأسلحة المناسبة.
تقرير الأمم المتحدة
تزامناً، صدر تقرير محدّث لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) عن الأوضاع في جنوب لبنان، ذكر فيه «أن عدد النازحين الداخليين من الجنوب قد ارتفع إلى 111.940 نازحاً، 94٪ منهم من أقضية بنت جبيل ومرجعيون وصور».
ووفق التقرير فقد «بلغت التوترات في جنوب لبنان مستوى حرجاً خلال الأسابيع الثلاثة الماضية مع احتدام الصراع، بما زاد الخطر على المدنيين. إضافة إلى ذلك، فإن الوضع الأمني حول الخط الأزرق لا يزال متقلباً، إذ إن نحو 150 ألف شخص مقيم في مسافة ضمن 10 كيلومترات من الحدود يواجهون عمليات قصف وغارات جوية يومية».
وأورد التقرير «أن 133 مدنياً على الأقل، لقوا حتفهم منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر 2023، فيما ذكرت وزارة الصحة العامة في لبنان أن العدد الإجمالي للإصابات منذ 8 تشرين الأول 2023 قد بلغ 2.412 من بينها 564 حالة وفاة. وحسب التقرير، فقد عملت مجموعات التنسيق بين القطاعات (Inter-Sector Coordination Groups) منذ شهر آب/أغسطس على تطوير خطة في حال تصاعد الوضع في جنوب لبنان.
وتركز الجهود التي بذلتها مجموعات التنسيق بين القطاعات على تقدير قدرات قطاعات عدة. وقد منح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية مساعدات لقطاعات إنسانية للمساعدة في الوضع الحالي في لبنان. وفي التفاصيل التي أوردها التقرير الأسبوعي لبنك الاعتماد اللبناني، فقد تم توزيع المساعدات الممنوحة كالآتي:
ـ المساعدات النقدية: تم منح مساعدات مالية ل 290 مزارعاً (80 منهم في الجنوب و210 في النبطية) منذ تشرين الأول 2023 حتى تاريخه، لدعم أحوالهم المعيشية وأملاكهم الزراعية. كذلك تلقى 6.700 شخص مساعدات نقدية طارئة منذ حزيران/يونيو من السنة الجارية، وتلقى 1614 لبنانياً و778 لاجئاً سورياً مساعدات نقدية لتأمين مأوى لهم بين تشرين الأول 2023 وحتى تاريخ هذا التقرير.
ـ التعليم: حسب التقرير، فإن وزارة التربية والتعليم العالي في حاجة إلى المساعدة لتحسين عملية تسجيل الطلاب المتأثرين بالنزاع في المدارس. بالإضافة إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن المساعدة المطلوبة هي لتحسين عملية مراقبة التعليم عن بعد للأطفال النازحين داخلياً، علماً أن الدروس الإضافية المكثفة خلال فصل الصيف ضرورية.
وتالياً، منذ شهر تشرين الأول 2023، فإن التجهيزات للعام الدراسي جارية لمساعدة وزارة التربية والتعليم العالي في إطلاق طرق التعليم عن بعد في العام الدراسي 2024 ـ 2025. بالإضافة إلى ذلك، فقد أفاد 10250 طفلاً نازحاً من الداخل من منح دراسية طارئة، وأعيد تسجيلهم في المدارس ليتابعوا برنامجهم الدراسي بشكل طبيعي إما في المدارس وإما عن بُعد.
تداول خبر التمديد لقائد الجيش سنة إضافية مواكبة للقرار 1701 والانتشار جنوب الليطاني
ـ المساعدة في الأمن الغذائي: منذ تشرين الأول 2023، تم تقسيم المساعدة في الأمن الغذائي بين الأفراد النازحين داخل ملاجئ والنازحين الذين تم استقبالهم عند الأقرباء والأسر.
أ. الأفراد النازحون داخل ملاجئ: منذ بدء النزاع حتى 24 تموز/يوليو 2024، تم منح مساعدات غذائية (ومنها 619.029 وجبة طعام و2.101 طرد غذائي مجفف و2.227 وجبة طعام جاهزة للأكل) لجميع الأفراد النازحين من الداخل والمقيمين في ملاجئ في مناطق صور وصيدا.
في إطارٍ متصل، تم توزيع 168 طرد طعام مجفف و260 وجبة طعام جاهزة للأكل في النبطية على 69 أسرة نازحة.
ب. الأفراد النازحون الذين تم استقبالهم عند الأقرباء والأسر: تم توزيع الطرود الغذائية على الشكل الآتي: 21.388 طرداً في الجنوب و15.873 طرداً في النبطية و10.253 طرداً في بيروت وجبل لبنان و917 طرداً في البقاع وبعلبك الهرمل و8.500 في النبطية وصور».
وقف قرار وزير الدفاع
على صعيد آخر، بدأ التداول مبكراً في إمكان التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون على رأس المؤسسة العسكرية سنة إضافية نظراً إلى ما تشهده الجبهة الجنوبية وضرورة مواكبة تنفيذ القرار 1701 من خلال توسيع انتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني علماً أن الولاية الممددة لقائد الجيش تنتهي مطلع كانون الثاني/يناير المقبل.
وتبدو قوى المعارضة متحمّسة لهذا التمديد ومعها عدد من النواب المستقلين والكتل من خارج المعارضة. وإذا كان «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» يعارضان التمديد، فإن الأنظار تتجه إلى دور رئيس مجلس النواب نبيه بري في إخراج هذه الخطوة على غرار المرة الفائتة.
واللافت في هذا السياق، القرار الصادر عن هيئة القضايا في مجلس شورى الدولة بوقف تنفيذ قرار وزير الدفاع موريس سليم القاضي بالتمديد للواءين بيار صعب ومحمد المصطفى الذي ارتكز على القانون الصادر عن مجلس النواب بالتمديد لمن هم برتبة عماد ولواء من قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية.
وأصدر مجلس شورى الدولة قراره بوقف تنفيذ التمديد للواء صعب، بناءً على مراجعة تقدم بها العميد إدغار لوندوس حيث وافق المجلس على طلب التدخل الذي تقدّم به اللواء صعب، كونه صاحب صفة بالملف.