تحليل السياسات

حزب الله يرد على الاعتداءات باستهداف القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الإسرائيلي وقاعدة قرب صفد

كتب سعد الياس في “القدس العربي”:

يترقّب اللبنانيون ما ستسفر عنه مهمة المبعوث الأمريكي آموس هوكشتاين في تل أبيب واذا ما كانت ستنجح في لجم التوجه الإسرائيلي نحو فتح حرب واسعة ضد “حزب الله” في لبنان.

وفيما لم يتبلغ فيه المسؤولون في لبنان بموعد لزيارة محتملة لهوكشتاين إلى بيروت، تواصلت الاعتداءات الاسرائيلية اليومية على الجنوب، قتلت مسيرة إسرائيلية شخصا وأصابت 4 آخرين، الجمعة، إثر غارة شنتها على منزل في بلدة الأحمدية جنوب لبنان.

 

وتعرّضت بلدة كفرشوبا والجبهة الجنوبية الغربية منها لقصف مدفعي اسرائيلي عنيف. وتعرضت أطراف بلدات طيرحرفا والجبين ومجدل زون لقصف من مرابض الجيش الإسرائيلي في الجليل الغربي. وأغار الطيران الحربي مرتين على مدينة بنت جبيل، حيث استهدفت الغارة الأولى منزلاً في حي العويني والثانية منطقة الوادي من دون وقوع إصابات.

من جهته، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات أنه “رداً على ‏الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة كفرجوز، قصف مجاهدو المقاومة الإسلامية ‏القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا، بصليات من ‏صواريخ الكاتيوشا حيث أصابوها إصابة مباشرة واندلعت النيران في أجزاء منها”.

ولفت إلى “أن مجاهدي المقاومة الاسلامية استهدفوا موقع المرج بالأسلحة ‏الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة. كما استهدف بالصواريخ ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية وحقق إصابة مباشرة”. وأضاف الحزب “ردًا على ‏‏المجزرة التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في بلدة كفرجوز، شَنَّ مجاهدو ‏المقاومة الإسلامية، هجوماً جوياً بِأسراب من ‏المسيرات الانقضاضية على قاعدة فيلون (مقر ألوية الفرقة ‏‏210 ومخازنها في المنطقة الشمالية) ‏جنوب شرق مدينة صفد المحتلة، مُستهدفةً أماكن تموضع ‏واستقرار ضباطها وجنودها، وأصابتها بشكل مباشر وأوقعت فيها إصابات مؤكدة”.‏ كما هاجم قوة من الجمع الحربي في موقع “بركة ريشا” بالأسلحة المناسبة ما أدى إلى احتراق آلية وسقوط اصابات بين قتيل وجريح.

وقد أدت هذه الهجمات إلى إطلاق صفارات الإنذار في مدينة صفد وبلدات عدة في شمال فلسطين المحتلة وفي المالكية ومسكاف عام.

وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية انه تم رصد إطلاق نحو 20 صاروخاً باتجاه صفد ومناطق بالجليل الأعلى.

وتحدثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن انقطاع التيار الكهربائي عن أحياء في مدينة صفد ومناطق مجاورة جراء هجوم صاروخي من لبنان، ما أدى لاندلاع حرائق كبيرة في محيط مدينة صفد وغابة بيريا. كذلك، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن “أكثر من 50 ألف مستوطن في صفد وجوارها لجأوا إلى الملاجئ بسبب صليات الصواريخ من لبنان”.

 

توازياً، نفى “حزب الله” ما أوردته صحيفة “النهار” عن طلبه من سكان بلدات جنوبيّة إخلاءها تحسباً لعمليات أمنية اسرائيلية واسعة.

رسالة السنوار

تزامناً، أبرق رئيس حركة “حماس” يحيى السنوار إلى الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله قائلاً: “تلقينا في حركة المقاومة الإسلامية حماس، بتقدير واعتزاز كبيرين رسالتكم الكريمة، تهنئة وتعزية بشهيدنا ورفيق دربكم في الجهاد والمقاومة، وفقيد الأمة القائد المجاهد اسماعيل هنية (أبو العبد) رئيس المكتب السياسي للحركة، ومرافقه الأخ المجاهد وسيم أبو شعبان (أبو أنس)، شاكرين لكم تضامنكم الممزوج بالمشاعر الصادقة والنبيلة، الذي عبّرت عنه أفعالكم المباركة في جبهات محور المقاومة، إسناداً ودعماً وإنخراطاً في هذه المعركة، سائلين الله أن يبارك مسعاكم، ويحفظكم وبلادكم من كل سوء”. وأضاف: “يرتقي شهيدنا القائد، رمز الأمة وفلسطين (أبو العبد) في معركة طوفان الأقصى، إحدى أشرف معارك شعبنا الفلسطيني التاريخية، على درب القادة الشهداء لتلتقي دماؤه ودماء أبنائه وأحفاده وعائلته، مع التضحيات العظيمة التي يقدمها أبناء شعبنا في غزة والضفة والقدس والداخل المحتل، تأكيدا على أن دماء قادتنا ومجاهدينا ليست أغلى من دماء أبناء شعبنا، وأن هذه الدماء الذكية والقوافل المباركة من الشهداء ستتزايد صلابة وقوة في مواجهة الإحتلال الصهيوني النازي. كما نؤكد أن الحركة ستبقى كما كانت دوماً ثابتة على درب الوفاء لدماء الشهداء، وأن المبادئ السامية التي كان يدعو لها القائد الشهيد أبو العبد ستظل ثابتة وحاضرة وتمضي عليها حركتها ومجاهدونا، وفي مقدمتها وحدة شعبنا الفلسطيني على خيار الجهاد والمقاومة، ووحدة الامة وفي القلب منها محور المقاومة في وجه المشروع الصهيوني دفاعا عن أمتنا ومقدساتنا، وفي مقدمتها القدس والأقصى، حتى دحر الاحتلال وكنسه عن أرضنا، وإقامة دولتنا المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس. داعين الله سبحانه أن يحفظكم وأهلكم ودياركم بالخير والأمن والاستقرار”.

على خط الاتصالات الدبلوماسية، استقبل وزير الخارجية عبدالله بوحبيب سفير فرنسا لدى لبنان هيرفي ماغرو وجرى عرض للأوضاع في جنوب لبنان والمنطقة وللمساعي التي تقوم بها فرنسا لخفض التصعيد وتجنب اندلاع حرب شاملة. وجدد بوحبيب في هذا الإطار شكر فرنسا على موقفها ودورها في التمديد لقوات “اليونيفيل”.

وفي عين التينة، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري السفير المصري لدى لبنان علاء موسى، الذي استعرض الأفكار التي طرحها بري منذ فترة، وقال “تحدثنا عن كيفية كسر حالة الجمود في الملف الرئاسي، وأتصور اننا جميعا ندرك، أن انتخاب رئيس للجمهورية مسألة في غاية الأهمية، والجميع يدرك أن اليوم قبل الغد يجب أن نُحدث الفارق بما يخص هذا الملف”. وأضاف: “دولة الرئيس أكد لي مرة أخرى إصراره وتمسكه بفصل مسار ما يحدث في غزة عن المسار الرئاسي، وهذا شيء في غاية الأهمية لانه إذا ما استطعنا فعلاً عمل هذا سنتمكن بعض الشيء من إحداث حلحلة في الملف الرئاسي، كما تحدثنا أيضاً عن جهود الخماسية واجتماعاتنا في الفترة القادمة وما نرجو اليه، وأكدت للرئيس بري بأننا سنبقى على تواصل بما يخص تحركات الخماسية، وإن الحوار ما بين الخماسية والأطراف اللبنانية هو الشيء المهم وهو الذي سيؤدي إلى إنفراج في هذا الملف”.

أما رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع فعلّق على كلام بري حول أنه عمل “الماكسيموم” لتسهيل انتخاب رئيس، وكتب عبر حسابه على منصة “اكس”: “إذا كان الرئيس نبيه بري يريد فعلاً أن يكون إيجابياً، فلماذا لا يدعو من دون إبطاء إلى جلسة انتخابية مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس الجمهورية ومن دون الفولكلور الآخر كله؟”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى