أخبار محلية

غادة عون : رمز لشجاعة المرأة اللبنانية وقدرتها على مواجهة التحديات والصعوبات

كتبت الإعلامية د. علا القنطار
في زمن تعيش فيه البلاد على وقع الأزمات الاقتصادية والسياسية، ومع تفشي ظاهرة الفساد، تبرز شخصية واحدة وسط مشهد القضاء اللبناني لتكون صوت الحق وقلم العدالة؛ إنها القاضية غادة عون، التي اختارت أن تخوض معركة ضد المفسدين واللصوص، لتعيد الأمل بمستقبل أفضل للبنان.

غادة عون، القاضية الشجاعة التي لا تعرف الخوف، استهلت معاركها القضائية عبر سعيها الحثيث لإحقاق الحق وإعادة الأموال المسلوبة إلى أصحابها. كانت وما زالت مدافعة شرسة عن أموال المودعين، وأصرت على كشف حقائق السرقات المالية التي ارتكبتها منظومة المصارف ومؤسسات مالية أخرى. وقد شهد لبنان بجهودها الحثيثة في محاسبة المتورطين وفضح عمليات النهب المستترة.

ولعل واحدة من أهم المحطات التي خاضت من خلال القاضية غادة عون معاركها في القضاء، كانت القضية التي رفعتها ضد شركة ميشال مكتف، إذ واجهت عراقيل وضغوطات هائلة، لكنها بقيت ثابتة على موقفها الراسخ. وقفت أمام التهديدات والتدخلات، مؤكدة أن العدالة يجب أن تظل فوق كل الاعتبارات وأن القانون هو السقف الذي يجب أن يحكم الجميع.

ومؤخرًا، برز دورها مجددًا في قضية حاكم مصرف لبنان السابق، رياض سلامة، الذي حامت حوله الشبهات بشأن التلاعب بالأموال العامة وتواطؤه في الانهيار المالي للبلاد. لم تتردد عون في ملاحقته قضائيًا، متجاهلة كل ما تعرضت له من ضغوط سياسية أو محاولات عرقلة.

غادة عون ليست مجرد قاضية عادية؛ إنها رمز لشجاعة المرأة اللبنانية وقدرتها على مواجهة التحديات والصعوبات في سبيل تحقيق العدالة. إن قراراتها الجريئة ونضالها المتواصل يجعلان منها مثالًا يحتذى به في ساحة القضاء اللبناني. نستطيع اليوم أن نفخر بهذه القاضية، لأنها رفعت راية الحق دون تردد، ولم تنحرف عن مسار العدالة رغم كل المحاولات لإسكاتها.

ختامًا، إن وقفة القاضية غادة عون في وجه الفساد هي وقفة باسم كل مواطن لبناني يأمل بمستقبل أفضل. إنها النور الذي ينير ظلام المحسوبية والسرقات، وهي الوجه الذي يعيد الثقة في القضاء اللبناني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى