تحليل السياسات

مجزرة بتفجير أجهزة “بيجر” عناصر “حزب الله” توقع آلاف الجرحى و9 شهداء … وتمهّد لهجوم على لبنان

كتب سعد الياس في  «القدس العربي»:

تدحرجت الأوضاع بشكل دراماتيكي إلى ما يشبه إعلان حرب على لبنان من الجنوب إلى “الضاحية” والبقاع وصولاً حتى سوريا، حيث وقعت سلسلة انفجارات استهدفت مئات العناصر من “حزب الله” في مختلف المناطق اللبنانية والسفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، من خلال تفجير أجهزة اللاسلكي التي يحملونها من طراز PAGER عبر بطاريات الليثيوم التي تحتويها.
وتردد أن هذه العملية، التي ذكّرت بمأساة تفجير مرفأ بيروت لناحية عدد الإصابات الكبير الذي فاق 2750 إصابة بينها 200 حالة حرجة و9 شهداء في حصيلة أولية، بينهم مهدي عمار نجل عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب علي عمار وطفلة كانت تعطي الجهاز لوالدها، جاءت رداً على زعم تل أبيب عن إحباط محاولة “حزب الله” اغتيال رئيس الأركان السابق أفيف كوخافي من خلال عبوة ناسفة، فتم اختراق إلكتروني أمني، في خطوة شكلت مفاجأة حتى لوزير الاتصالات جوني القرم الذي نفى علمه بكيفية دخول هذا النوع من الأجهزة إلى لبنان، فيما استنفرت حكومة تصريف الأعمال التي كانت مجتمعة لبحث موازنة 2025.
من جهة أخرى أعلنت قناة 14 العبرية أن احتمالات إعلان لبنان جبهة الحرب الرئيسية، وأن الثقل الأمني والعسكري الإسرائيلي سينتقل من ليلة أمس من قطاع غزة إلى “الجبهة الشمالية”.
وغادر وزير الصحة فراس الأبيض وأوعز إلى المستشفيات كافة لاستقبال المصابين التي تخطت قدرتها الاستيعابية وطلبت التبرع بالدم من مختلف الفئات، وقد لبّى العديد من المواطنين النداء للتبرع بالدم وبينهم من حضر من المخيمات الفلسطينية تقديراً لوقوف “حزب الله” إلى جانب غزة.
وفي وقت يُرتقب رد “حزب الله” على هذا الاختراق الكبير، فإن هذين التطورين الخطيرين يدفعان في اتجاه مزيد من التصعيد الميداني تزامناً مع التهديدات الإسرائيلية بتوسيع رقعة الحرب.
وأوردت مصادر مطلعة أن “‏ما حصل من تفجير لأجهزة “بايجر” هو عمل أمني محدود بنوعية محددة من الأجهزة وصلت إلى “حزب الله” أخيراً، وأنه ليس كل الأجهزة التي يمتلكها عناصر الحزب انفجرت”. وشرحت “أن أجهزة “بايجر” الحديثة التي استقدمها “حزب الله” تتميز باحتوائها على بطاريات ليثيوم، حيث تمكنت إسرائيل من اختراق الموجة التي يعمل عليها عناصر الحزب، وإرسال بيانات هائلة عليها في اللحظة ذاتها، ما يؤدي إلى حماوة كبيرة في البطارية قبل انفجارها”.
وذكرت مصادر أمنية لـ “رويترز” أن “أجهزة الاتصال التي انفجرت هي أحدث شحنة زُوّد “حزب الله” عناصره بها”.
وقد أعلن “حزب الله” في بيان اولي، أنه “قرابة الساعة 03:30 من بعد ظهر يوم الثلاثاء 17-09-2024 انفجر عدد ‏من أجهزة تلقي ‏الرسائل المعروفة بـ”بايجر” والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات “حزب الله” ‏المختلفة، وقد أدّت هذه الانفجارات الغامضة الأسباب حتى ‏الآن إلى استشهاد طفلة واثنين من الإخوة ‏وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة”.
وأصدر “حزب الله” بياناً آخر توعّد فيه العدو بالقصاص، وجاء فيه: “بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى ‏بعد ظهر هذا اليوم فإننا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي ‏طال المدنيين أيضًا وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة”. وختم “إن هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم ‏من حيث يحتسب ‏ومن حيث لا يحتسب، والله على ما نقول شهيد”.

عشرات الإصابات في انفجارات متزامنة لأجهزة لاسلكية في دمشق ودرعا والقنيطرة جنوب سوريا

بالتزامن مع إصابة المئات في لبنان، أمس الثلاثاء، بانفجار الأجهزة اللاسلكية قالت مصادر “القدس العربي” إن سلسلة انفجارات مماثلة أسفرت عن إصابة أكثر من 40 شخصاً في العاصمة السورية دمشق وريفها، ومحافظات إدلب شمال غرب البلاد، والقنيطرة ودرعا جنوب سوريا.
العميد أحمد بري قال لـ “القدس العربي” إن أكثر من 30 شخصاً أصيبوا في تفجيرات متزامنة في بلدة السيدة زينب جنوب العاصمة حيث نقلوا إلى المستشفيات القريبة.
وقال مصدر من أهالي مدينة دمشق لـ”القدس العربي” إن حادث سير وقع في نفق المواساة عند دوار كفرسوسة، نتيجة انفجار هاتف أو عدة هواتف داخل سيارة كانت على الطريق ما أسفر عن إصابة أربعة أشخاص بجروح خطيرة.
وفي درعا، قال المتحدث باسم شبكة أخبار “تجمع أحرار درعا” أيمن أبو نقطة لـ “القدس العربي” إن مستشفى الصنمين في ريف درعا استقبل 5 إصابات خطيرة.

جيش الاحتلال يستهدف بلدتين في جنوب لبنان و«حزب الله» يقصف جنوده

ولم يكن الوضع الميداني في الجنوب أفضل حالا، إذ استهدف جيش الاحتلال أطراف بلدتي علما الشعب ويارين في القطاع الغربي بعدد من القذائف. وسجلت غارة على منزلين في بليدا. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن “أن غارة العدو الإسرائيلي على بلدة بليدا أدت إلى استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين بجروح”.
في المقابل، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات استهداف جنود العدو في تلة الكرنتينا ومرابض المدفعية في الزاعورة.
وأفاد أنه “رداً على ‌‏اعتداءات العدو الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصاً في بلدة ‏بليدا، ‏شن هجومًا جويًا بأسراب من المسيّرات ‏الانقضاضية على مقر مستحدث لقوة استطلاع من لواء غولاني 631 في ثكنة “راموت نفتالي” ‏مستهدفة أماكن استقرار ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى