تحليل السياسات

نصر الله: تعرّضنا لضربة غير مسبوقة… وقائد الحرس الثوري: العملية الإرهابية ستواجه بردّ ساحق

كتب سعد الياس في  «القدس العربي»:

أغار الطيران الحربي الإسرائيلي، عصر أمس الخميس، على العديد من البلدات في جنوب لبنان، حسب ما أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، واستمر جيش الاحتلال في التهويل بإشعال حرب واسعة على لبنان، واضعاً الهدف الأول له إعادة النازحين الإسرائيليين الى المناطق الحدودية مع لبنان. وكان آخر فصول التهويل ما قاله وزير الأمن يوآف غالانت من أن إسرائيل ستواصل العمليات العسكرية ضد “حزب الله”، رغم أن المرحلة الجديدة من القتال تتضمن مخاطر كبيرة. وأضاف “سيدفع حزب الله ثمناً متزايداً”.
وبينما توقع كثيرون تصعيد “حزب الله” ضد إسرائيل التي يسعى رئيس وزرائها إلى إشعال حرب واسعة، جاءت كلمة السيد حسن نصر الله أمين عام “حزب الله” هادئة مع بعض التهديدات بالانتقام ومحاسبة إسرائيل على تفجيراتها في لبنان.
وأكد “أن العدو تجاوز في هذه العملية كل الضوابط والقوانين والخطوط الحمراء”، وعندما فجّر الأجهزة “كان يريد قتل 5 آلاف في دقيقتين من دون اكتراث لأي ضوابط”.
وكشف “عن تشكيل لجان تحقيق داخلية لدرس الاحتمالات والفرضيات … ولا شك أننا تعرضنا لضربة كبيرة أمنيا وإنسانيا وغير مسبوقة في تاريخ لبنان بالحد الأدنى، وقد لا تكون مسبوقة في تاريخ الصراع مع العدو”. وأضاف: “هذه الضربة لم تسقطنا ولن تسقطنا وسنصبح أقوى وأمكن وأشد صلابة وعزماً وصموداً في وجه كل الاحتمالات والأخطار”.
ورأى أن “من أهداف العدو أيضا ضرب البيئة الحاضنة للمقاومة… والرد أن بنية المقاومة لم تتزلزل ولم تهتز”.
وخاطب نتنياهو وغالانت وجيش العدو بالقول “لن تستطيعوا أن تعيدوا المستوطنين (إلى الشمال) وافعلوا ما شئتم”.
ورد على كلام قائد المنطقة الشمالية بإقامة حزام أمني، فرأى أن “من يعتبره تهديداً نعتبره فرصة تاريخية ونتمناها”.
قال جهاز الأمن في بلغاريا أمس الخميس إنه سيحقق مع شركة مرتبطة ببيع أجهزة اتصال لاسلكية (بيجر) لـ “حزب الله” اللبناني التي انفجرت هذا الأسبوع في هجوم منسق.
وفي ردّ على معلومات نشرتها صحيفة مجرية، نفى الجهاز أن تكون أجهزة البيجر التي صنعتها شركة مجرية نُقلت إلى “حزب الله” عبر الأراضي البلغارية.
وجاء الإعلان بعد أن ذكر موقع “تلكس” الإخباري المجري أن شركة مسجلة في صوفيا استوردت الأجهزة ثم باعتها لاحقا إلى “حزب الله”.
واستمرت المواجهات الميدانية وزادت اشتعالاً على حدود لبنان، وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الخميس، مقتل عسكريين (ضابط وجندي)، خلال مواجهات عسكرية على الحدود الشمالية مع جنوب لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن الضابط نايل فورسة، قتل جراء انفجار طائرة من دون طيار في الجليل الغربي، فيما سقط الجندي تومر كيرين، إثر ضربة صاروخية مضادة للدبابات في جبل الرميم في الجليل الأعلى.
توازياً، أوردت إذاعة جيش الاحتلال “أن الجيش الإسرائيلي قام بتحويل قوات مقاتلة من الضفة الغربية إلى الحدود مع لبنان في إطار حالة التأهب القصوى”.
ونقلت شبكة CNN عن مصدر مطلع قوله: “إن الجيش الإسرائيلي يحرك الفرقة 98 النخبة من غزة إلى الشمال”.
وقد نعى “حزب الله” دفعة جديدة من الشهداء “على طريق القدس” بلغ عددهم 19 شهيداً. وأعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية فراس الأبيض، أمس الخميس، ارتفاع ضحايا تفجيرات الأجهزة اللاسلكية خلال اليومين الماضيين إلى 37 قتيلاً و2931 مصاباً.
وفي المواقف، أدان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “بأشد العبارات الهجوم الجديد الذي وقع عبر انفجار عدد كبير من الأجهزة الإلكترونية في مختلف أنحاء لبنان”.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أن القائد العام للحرس الثوري الاسلامي اللواء حسين سلامي وجّه رسالة للأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني ندد فيها بجريمة تفجيرات أجهزة الاتصال، وقال “أدين بشدة هذه الجريمة الإرهابية التي ارتكبها النظام المحتل، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة عدد من أبناء الشعب اللبناني العزيز ومجاهدين من “حزب الله” المقاوم، إن هذه الأعمال الإرهابية، التي بلا شك تأتي نتيجة اليأس والهزائم المتكررة للنظام الصهيوني، ستُواجه قريبًا بردٍ ساحق من جبهة المقاومة، وسنشهد قريبًا تدميرًا كاملًا لهذا النظام السفاح والإجرامي. وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى