تحليل السياسات

الجيش الإسرائيلي يقتل جنديين لبنانيين… ويواصل استهداف «قوات السلام الدولية»

كتب سعد الياس في«القدس العربي»:

تميز المشهد المشتعل في لبنان أمس بتطورات ومستجدات عدة، وسط احتدام المعارك في الجنوب وسقوط الصواريخ على حيفا واستمرار المجازر في الجنوب والشرق اللبنانيين. وارتفعت أمس حصيلة الضحايا في غارات معادية على وسط بيروت الى 22 شهيداً من المدنيين.
وكان لافتاً أمس تواصل بلينكن هاتفياً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وبحث الأوضاع الراهنة في لبنان، حسب الوكالة الوطنية اللبنانية للأنباء. وفي تطور آخر قال الجيش اللبناني إن اثنين من أفراده استشهدا وأصيب ثلاثة آخرون بعد أن استهدفت ضربة إسرائيلية أحد مواقعه العسكرية في جنوب لبنان أمس الجمعة، حسب رويترز.
وعاود جيش الاحتلال الاعتداء على قوات “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان، حسب ما أوردت “الوكالة الوطنية للإعلام”، الذي لاقى شجباً دولياً واسعاً وأممياً أيضاً، حيث أطلق أمس قذيفة على المدخل الأساسي لمركز قيادة “اليونيفيل” في الناقورة، ما أدى إلى إلحاق أضرار في المدخل. واستهدفت دبابة ميركافا أحد أبراج “اليونيفيل” على الخط العام الذي يربط صور بالناقورة أمام حاجز الجيش اللبناني، ما أدى إلى إصابة عسكريين من الكتيبة السريلانكية. وشهد الجنوب والبقاع غارات جديدة استهدفت عشرات البلدات والمدن، وأدت الى سقوط شهداء وجرحى. في المقابل، أعلن “حزب الله” في سلسلة بيانات ضرب المستعمرات في الجليل بصليات صاروخية كبيرة، وشن هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة قيادة الدفاع الجوي في “كريات إيلعيزر” في حيفا.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن تسجيل إطلاق نحو 30 صاروخاً من لبنان وإصابة مباشرة لمبنى في المنطقة الصناعية في “كريات بياليك” في خليج حيفا نتيجة صواريخ من لبنان، كما أصيب شخصان بصاروخ مضاد للدروع في بلدة “يارؤون” في الجليل الأعلى، تأكد مقتلهما لاحقاً حسب الإعلام العبري، فيما سقطت صواريخ في منطقة “الكريوت” في خليج حيفا، بالتزامن مع دوي صفارات الإنذار في “زرعيت” تحذيراً من سقوط صواريخ، وإغلاق شوارع رئيسية في شمال إسرائيل خشية عملية تسلل إلى عدد من البلدات.
وبعد غياب مسؤولي “حزب الله” عن أي تصريحات، كان لافتاً أمس ظهور نواب منه في بيروت، فقد تفقد وفد من نواب “حزب الله” ضم أمين شري وحسين الحاج حسن وحسن عز الدين منطقتي النويري ورأس النبع اللتين استهدفتا بغارة يوم الخميس، وتقدموا بالتعازي لعائلات الشهداء. ووصف شري بيروت بأنها “مدينة المقاومة”، ونفى “وجود أي شخص قيادي من “حزب الله” في رأس النبع أو النويري أو أخذ الناس دروعاً بشرية”، متهماً “العدو باستهداف المدنيين انتقاماً لفشله على الحدود”، وأضاف “نحن نحزن ولكن لا ننكسر”.
واعتبر الحاج حسن “أن العدو يتعمد استهداف المدنيين بهدف كسر إرادة المقاومة، ولكننا ازددنا عزيمة وإرادة”. وقال “إن المقاومة رغم التضحيات الكبيرة ما زالت مقتدرة والميدان يشهد على ذلك من خلال الصواريخ والمواجهات الميدانية”.
على الخط الرسمي، تلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاً من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يصب في إطار التنسيق الحاصل والسعي الجدي لوقف إطلاق النار. وقال ميقاتي بعد ترؤسه جلسة مجلس الوزراء “وجدت من خلال الاتصال التضامن الكامل مع لبنان على الصعد كافة، وأنهم يسعون بكل جهد لإتمام وقف إطلاق النار. وهذا كان مطلبي، وعلى الأقل وقف قصف المدنيين وهذه الأضرار الحاصلة على المدنيين”.
وفي تمايز عن موقف “حزب الله” رفض ميقاتي ربط لبنان بغزة حالياً، وأكد أنه “في كل المحافل الدولية والاجتماعات التي عقدناها مع موفدين رئاسيين ومسؤولين دوليين، قلنا إن لبنان ملتزم ومصرّ على تطبيق القرار 1701 بحذافيره، وإن وحزب الله موافق أيضاً على تطبيقه وهو شريك في هذه الحكومة”. لكنه أضاف: “أنا رئيس وزراء لبنان، ولا أتكلم باسم “حزب الله” مع احترامي له. أنا أتكلم باسم لبنان، وما يهمني هو سلامة بلدي، ووقف إراقة الدم والدمار”.
وعما إذا كان لبنان لا يزال مرتبطاً بغزة، أجاب: “أولويتنا اليوم ألا نكون مع أحد او ضد أحد، أولويتنا هي السلامة والأمن في بلدنا، وهذا ما نعمل عليه”.
وكان لافتاً أيضا ظهور رئيس العلاقات الإعلامية في “حزب الله” محمد عفيف في مؤتمر صحافي نقله التلفزيون أمس الجمعة، قائلاً “إن أولوية الحزب في الوقت الراهن هي هزيمة إسرائيل عسكرياً لكنه منفتح على أي جهد لوقف “العدوان”. وهاجم بعض القنوات الإعلامية التي “تنقل الخبر الإسرائيلي دون تدقيق وسط تقصير الحكومة ووزارة الإعلام اللبنانية”.
وأضاف “ما حصل في الأيام الاخيرة لحيفا وعكا ونهاريا وصفد يؤكد أننا ما زلنا في البداية، وإلى العدو نقول لم تر بعد إلا القليل”. ونفى وجود أسلحة مخزنة في الضاحية الجنوبية لبيروت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى